باريس: قالت صحيفة لوموند الفرنسية، اليوم السبت، إن "الخطاب الذي ألقاه الرئيس الأمريكي جو بايدن هذا الجمعة حول موضوع غزة وقدّم فيه الاقتراح الإسرائيلي الجديد على ثلاث مراحل لوقف إطلاق النار، “خطيرٌ وغير متوقع” ويمثل تحولاً في موقف الإدارة الأمريكية من هذه الأزمة؛ كما أنه يظهر نفاد الصبر، وحتى نوعاً من الإثارة، حيث أصبحت الحرب التي تخوضها إسرائيل منذ ثمانية أشهر فخاً للبيت الأبيض."
واعتبرت "لوموند" أن خريطة الطريق الجديدة لوقف دائم لإطلاق النار في غزة، التي أعلنتها واشنطن، كما لو كان الأمر يتعلق بالضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عبارة عن خطة من ثلاث مراحل تم التفاوض عليها لعدة أشهر. فهي مطابقة تقريبًا لمقترحات حماس التي طرحتها قبل بضعة أسابيع فقط، كما أشار مسؤول أمريكي رفيع المستوى، معربا عن أمله في أن تقبلها حماس.
وتابعت "لوموند" القول إن إدارة بايدن تجد نفسها في مأزق استراتيجي، فانتقاد العمليات الإسرائيلية يعرض جو بايدن لاتهامات الجمهوريين بالتخلي عنها، لكن الاستمرار في دعم إسرائيل بشكل أعمى يعزلها عن دعم جزء من الشباب الأمريكي، على اليسار، كما يتضح من الاحتجاجات في الجامعات الكبرى.
وأشارت إلى أن هذا الدعم غير المشروط لإسرائيل يشكل ضربة قاصمة لمصداقية الولايات المتحدة في العالم. ما الفائدة من استحضار القانون الدولي والقيم الإنسانية الأساسية فيما يتعلق بأوكرانيا؟ ما الفائدة من الدفاع عن فكرة وجود أمة أمريكية لا غنى عنها على رأس الديمقراطيات الليبرالية إذا كان لها أن تظهر نفسها إما عاجزة أو صماء في مواجهة الدراما الغزية؟
وأوضحت أن إدارة بايدن تتمسك بهدفين - الأول كان نجاحًا حقيقيًا لها. فمن خلال نشر القوات على نطاق واسع وسريع من قبل البنتاغون، تمكنت من تجنب امتداد الصراع في الشرق الأوسط، والهدف الثاني هو وقف إطلاق النار المؤقت لمدة ستة أسابيع في غزة.