متابعات: كشفت شهادات مأساوية لـعاملين أجانب في المجال الطبي، تطوعوا للعمل في قطاع غزة لفترة من الوقت، جانبا من الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي ضد الأطفال في القطاع خلال حرب الإبادة الجماعية المتواصلة منذ 13 شهرا.
وفي تقرير مطول نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، جمعت شهادات لـ 65 عاملا طبيا من الولايات المتحدة ودول أخرى تطوعوا للعمل في قطاع غزة، والذين وثقوا تعمد الاحتلال قتل الأطفال قنصًا.
وعبر 44 طبيبا وممرضا ومسعفا عن صدمتهم من تكرار حالات القنص للأطفال القاصرين بالرأس أو بالصدر، وهو ما لم يشاهدوه في صراعات أخرى مثل أوكرانيا.
ووثق طبيب واحد بنفسه 13 حالة وفاة لسبب مماثل، فيما أكد آخرون أن النقص بالرأس لم يسلم منه حتى الأطفال الرضع.
ويقول نضال فرح، وهو طبيب تخدير: رأيت كثيرا من الأطفال مصابين في الرأس، وكثير منهم مصابون بتلف دائم في المخ لا يمكن علاجه.
وتابع فرح: "كان من الشائع أن يصل الأطفال إلى المستشفى مصابين بطلقات نارية في الرأس".
وأكد المتطوعون على تفشي سوء التغذية الحاد بين الفلسطينيين في قطاع غزة، إذ فقد معظم الغزيين ما بين 10-30 كيلوغراما من أوزانهم بسبب عدم كفاية إمدادات الغذاء، إلى جانب العبء النفسي، وهو ما هدد حياة الالاف، لا سيما الأطفال حديثي الولادة.
ويشير تقرير "نيويورك تايمز" إلى أسباب أخرى لزيادة عدد الوفيات في القطاع، منها إصابات طفيفة أو عدوى يمكن الوقاية منها بسهولة، أو نتيجة مضاعفات ما بعد العمليات الجراحية، أو بسبب نقص المعدات الأساسية للتعقيم، وهو ما يؤخر التئام الجروح ويتسبب تدريجيا ببتر الأطراف.
وقالت عبير محمد، وهي ممرضة طوارئ: "كانت النساء والفتيات يستخدمن بقايا الخيام وقطع الحفاضات والمناشف والقماش فوطا صحية، ما أدى لإصابتهن بمتلازمة الصدمة السامة".
وتناول التقرير روايات مأساوية حول الواقع النفسي لسكان القطاع جراء عدوان الاحتلال.
وذكر أن بعض الأطفال الذين فقدوا أطرافهم يتمنون الموت، ووثقت محاولات انتحار أطفال بعد فقدان أسرهم.
وقال مارك بيرلموتر، وهو جراح عظام: "كثيرون قالوا إنهم يتمنون أن تضربهم القنبلة التالية لتضع حدا للتعذيب الذي يتعرضون له".
وللشهر الـ13 على التوالي، تواصل "إسرائيل" شن حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة، وهو ما أسفر حتى الآن عن استشهاد أكثر من إلى 42,344 شهيدًا وإصابة 99,013، بالإضافة لوجود 10 الاف مفقود.