شمال غزة: يتعرض شمال قطاع غزة، وخاصة مخيم جباليا لجرائم الإبادة والحصار الخانق، مع تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عمليتها العسكرية في المخيم، ومنع دخول الغذاء والمياه والدواء للشمال لليوم الـ20 على التوالي.
كما يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، منذ السادس من تشرين الأول/أكتوبر الجاري، اجتياحه البري شمال قطاع غزة، بالتزامن مع غاراته الجوية وقصفه المدفعي لمنازل المواطنين والمدارس التي تؤوي النازحين.
وتتعمد سلطات الاحتلال منع إدخال المساعدات والغذاء والدواء والمياه لأهالي شمال القطاع، مما يفاقم الأوضاع الإنسانية ويعمق سياسة المجاعة والتعطيش، وسط استمرار القصف الجوي والمدفعي وعمليات القتل والتدمير في المنطقة.
ويرفض عدد كبير من المواطنين مغادرة منازلهم في مخيم جباليا، فيما يواصل الاحتلال محاصرة النازحين والمرضى والطواقم الطبية في مستشفيات الشمال.
وفي حادثة خطيرة لتفريغ شمال قطاع غزة من الخدمات الإنسانية، تعرضت طواقم الدفاع المدني في محافظة شمال القطاع مساء أمس، إلى قصف إسرائيلي مباشر أدى إلى إصابة 3 عناصر بحروح مختلفة.
جاء ذلك بعد أن طالبت طائرات مسيرة إسرائيلية "كواد كابتر" طواقم الدفاع المدني بالتخلي عن جميع مركباتها وكل ما يتعلق بعملهم والتوجه إلى منطقة الشيخ زايد، حيث هناك يتم محاصرة واحتجاز النازحين من قبل جيش الاحتلال المتواجد في المنطقة.
وأشار الدفاع المدني إلى أن "قوات الإحتلال الإسرائيلي المتواجدة في منطقة الشيخ زايد اعتقلت 5 من عناصرنا واقتادتهم إلى مكان مجهول".
ولفت الدفاع المدني إلى توقف عمله كليًا في محافظة الشمال، مشددًا على إن الوضع أصبح كارثيا هناك، والمواطنون المتواجدون باتوا بدون خدمات إنسانية.
وناشد المنظمات الإنسانية واللجنة الدولية للصليب الأحمر ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، بالتدخل الفوري قبل فوات الأوان لإنقاذ طواقمه التي لم تتخل عن عملها في تقديم الخدمات لأبناء الشعب الفلسطيني.
بدوره، أفاد المكتب الإعلامي الحكومي، بأنه في إطار جريمة الإبادة الجماعية التي ينفذها جيش الاحتلال "الإسرائيلي"، فقد قتل وأعدم أكثر من 770 شهيداً في جباليا المخيم والبلد ومحيطهما، كما واختطف أكثر من 200 شخص من المدنيين بينهم سيدات فلسطينيات، وأصاب أكثر من 1000 جريح، إضافة إلى عشرات المفقودين الذين انقطعت بهم الاتصالات بمحافظة شمال قطاع غزة.
وأشار الإعلام الحكومي إلى أن أكثر من 100,000 من الجرحى والمرضى بمحافظة شمال قطاع غزة يحتاجون إلى الرّعاية الصّحية والطبية العاجلة والسريعة، وهي غير متوفرة حالياً بسبب قضاء الاحتلال على المنظومة الصحية والمستشفيات الأربعة، وهي مستشفى اليمن السعيد التي قصفها الاحتلال أكثر من 3 مرات، ومستشفى العودة، والمستشفى الإندونيسي، ومستشفى كمال عدوان، إضافة إلى نفاد ما تبقى من المستلزمات الطبية بشكل كامل، كما واستهدف الاحتلال الطواقم الطبية وأعدم وأصاب العديد منهم، وقد كان آخرها إعدام الطبيب د.محمد غانم الذي يعمل في مستشفى كمال عدوان.
وخلفت حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، أكثر من 142 ألف شهيد وجريح، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين.
وتواصل "إسرائيل" مجازرها متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.