- حزب الله: استهداف قاعدة تل نوف الجوية التابعة لجيش العدو الإسرائيلي جنوب شرق تل أبيب
اسرائيل ومن أجل فرض سيطرتها الكاملة على قطاع غزة وتطهير "جيبوب المقاومة" على حد زعم جيش الاحتلال تلجأ إلى تقسيم قطاع غزة إلى عدة محاور، لعزل محافظات القطاع عن بعضها البعض، وتقليل فرص المقاومة بالمناورة، وتحد من نشاطها العملياتي، وتمنعها من التنقل من مكان لآخر، لذا وجدنا أن الجيش قام بمحاصرة محافظة الشمال، وفصلها عن باقي المحافظات، ويجري حاليا العمل على فصل مناطق بيت لاهيا وبيت حانون عن مخيم جباليا، في خطوة لإفراغ محافظة الشماح، وإجبار المواطنين على النزوح إلى ما يعرف إسرائيلياً "بالمناطق الآمنة".
نعتقد أن إسرائيل وبرغم صمود المقاومة، وتوجيه ضربات لجيش الاحتلال في أكثر من موضع، قد نجحت إلى حد ما في عزل محافظة الشمال عن محافظة غزة، ونجحت أيضاً في فصل مخيم جباليا عن باقي مناطق محافظة الشمال، وهي في طريقها لإحكام سيطرتها الأمنية والعسكرية على كل مناطق شمال القطاع "جباليا وبيت حانون وبيت لاهيا"، وهذا يعني منع أي تهديد جدي للمقاومة تجاه آراضي دولة الاحتلال.
الحديث غير الرسمي عن إنشاء محور جديد يفصل الشمال أو ما اصطلح على تسميته "محور مفلاسيم" رغم أن اسرائيل لم تعلن رسمياً عن خطة واضحة لفصل شمال غزة عن مدينة غزة، أو "ما يعرف بخطة الجنرالات" إلا أن الإجراءات على الأرض تعطي دلالات واضحة على أن الخطة يتم تنفيذها بعيداً عن أي شوشرة إعلامية، وتوفير أي مادة ضغط عليها من المجتمع الدولي، فهي أي إسرائيل لا تريد أن توقع نفسها تحت دوائر الضغط "الأمريكية والأوروبية" باعتبار أن تهجير السكان يتنافى مع قواعد القانون الدولي الإنساني، واتفاقية جنيف الرابعة لحماية المدنيين، ويعتبر التهجير والحصار والتجويع جريمة مكتملة الأركان يعاقب عليها القانون الدولي.
نجد أن التركيز إسرائيلياً ينصب على المناطق التي تشهد نشاط للمقاومة، والتي تعيد فيها الحكومة في غزة إعادة ترتيب هياكلها الإدارية والامنية، حيث أن أحد أهم الأهداف المعلنة للحرب وعلى لسان نتنياهو تقويض حكم حماس في غزة، والقضاء على المقاومة، مع خلق منطقة عازلة على الحدود مع دولة الاحتلال.
ورغم أن جزء من سكان الشمال رفضوا ترك منازلهم، وآثروا البقاء تحت القصف والحصار والتجويع، وانعدام سبل الحياة "لا طعام ولا ماء ولا أماكن آمنة صالحة للسكن" نجد أن الاحتلال واجه صمودهم بمزيد من تركيز القصف على مراكز الايواء، وعلى المستشفيات، والمدارس والبيوت لإجبارهم على الخروج باتجاه جنوب القطاع.
ورغم أن الجيش الإسرائيلي فتح ممرات آمنة لخروج السكان، مع إعطاء صورة حضارية لتعامله مع النازحين من خلال تقديم بعض الخدمات كما تحاول اظهاره وسائل الإعلام الإسرائيلية، لتحسين صورة إسرائيل، وتحميل حماس المسئولية، إلا أن نقل الصورة بهذه الطريقة لا يعفيها من مسئوليتها عن جرائم الحرب والابادة، وبالتالي نحن وبشكل رسمي وشعبي نحتاج إلى جهد مضاعف على صعيد نشر الرواية الفلسطينية "بالصوت والصورة" ونقل مشاهد الدمار والقتل والاشلاء، لكسب مزيد من التعاطف لعلنا نستطيع إقناع العالم الظالم بضرورة تقديم مجرمي الحرب الاسرائيليين للعدالة الدولية للقصاص منهم.
وبالمقابل فإن المراهنة على صمود الناس بدون توفير مقومات لهذا الصمود ضرب من الخيال، فلن يستطيع الناس بأجسادهم الطرية المنهكة الصمود أكثر في وجه الدبابات والصواريخ وفي وجه المجاعة والمرض والحصار، علينا أن نكون واقعيين ونقر بأن فائض القوة الذي يمارسه جيش الاحتلال ضد شمال القطاع، يقابله مزيد من الخذلان من جانب التجار والمرابين ومن يقف خلفهم.