غزة: أكد المتحدث باسم الدفاع المدني بغزة محمود بصل، أنَّ هناك عملية تطهير "إسرائيلية" للفلسطينيين في شمال قطاع غزَّة، من خلال القصف المتواصل والاستهداف المُباشر والجرائم الدامية بحق المواطنين.
وقال بصل في تصريحٍ صحفي، إن "الخدمات شمالي قطاع غزة تواجه انهيارًا كبيرًا ولا نستطيع تقديم الخدمات".
وأشار إلى أنَّ "الاحتلال دمّر منزلًا من 4 طوابق لعائلة الدلو شمالي القطاع، أمس الأربعاء، وارتكب مجزرةً دامية، لافتًا إلى أنّ الطواقم لا تستطيع إخراج جثامين الشهداء.
ونوّه إلى أنَّ الأسلحة التي يستخدمها جيش الاحتلال الإسرائيلي في العمليات شمال القطاع لديها قدرات تدميرية واسعة. وأضاف بصل " أكثر من 420 يومًا ونحن نتحدث عما يحدث في غزة وخذلان العالم لنا بات يقتلنا أيضا".
وفي وقت سابق، قال بصل، إن أكثر من 70% من الشهداء الذين ارتقوا خلال العدوان المتواصل على شمال القطاع، لا زالوا تحت أنقاض المنازل ولم يتم انتشالهم، مشيرًا إلى أن هناك أكثر من 10 آلاف شهيد تحت أنقاض المنازل في قطاع غزة.
وأوضح أنّ هذا العدد من المرجح أن يكون قد ارتفع بسبب وجود أعداد كبيرة من الشهداء لا زالوا تحت الأنقاض في شمال القطاع منذ بدء العدوان الأخير على شمال القطاع قبل شهرين، والذي خلف حتى الان أكثر من 2700 شهيد نتيجة القصف والغارات في بيت لاهيا وجباليا وبيت حانون.
وأكد وجود أحياء تحت الأنقاض، مناشدا العالم بالمساعدة في انتشالهم، قائلًا "حتى هذه اللحظة تردنا مناشدات من مواطنين تفيد بأنهم أحياء تحت الأنقاض".
وأضاف: "نناشد العالم ضرورة التدخل الفوري والعاجل لحماية الأحياء قبل أن يفارقوا الحياة".
وأوضح بصل في تصريح سابق، أنّ طواقم الدفاع المدني لا تستطيع مساعدة المصابين في شمال قطاع غزة، في ظلِّ تواصل قصف الاحتلال وارتكابه المجازر الدّامية بحق المواطنين، مؤكدًا أنه لا توجد أي خدمات طبية أو إسعافية، جرّاء منع الاحتلال دخول المساعدات والسلع الأساسية، بالإضافة إلى مواصلة استهدافه بشكل مباشر ومتعمد لطواقم الدفاع المدني.
ويواصل الاحتلال "الإسرائيلي" لليوم الـ 44 على التوالي منع طواقم الدفاع المدني عن العمل، في كافة مناطق شمالي قطاع غزة، في ظل تعرض المواطنين للموت والإبادة الإسرائيلية بصمت لليوم الـ61 على التوالي.
وقال الدفاع المدني، إنّ خدماته توقفت كليًا في مدينة غزة ورفح ومناطق محافظة شمال القطاع، جرّاء منع الاحتلال وصول الوقود اللازم لتشغيل المعدات والمركبات، موضحًا أنّ أكثر من 80% من معداته خرجت عن الخدمة جراء الاستهدافات المتواصلة منذ بدء حرب الإبادة الجماعيّة.
وأكد أنّ الاحتلال يمنع دخول المساعدات الإنسانية ومعدات الإسعاف والدفاع المدني بشكل متعمَّد، لزيادة المعاناة الإنسانية في قطاع غزة.
ويُذكر أنه في تاريخ 23 أكتوبر 2024 هاجم جيش الاحتلال طواقم الدفاع المدني في شمالي قطاع غزة وسيطر على مركباته وشرد معظم عناصره إلى وسط وجنوبي القطاع واختطف 10 منهم".
وطالب الدفاع المدني المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية بالاستجابة لنداءات واستغاثات ومعاناة آلاف المواطنين المحاصرين في شمالي قطاع غزة بفعل استمرار الجرائم الإسرائيلية، والسعي الجاد لعودة عمل الدفاع المدني وتشغيل مركباته المعطلة هناك في بلدة بيت لاهيا.
ومنذ 5 أكتوبر الماضي، يواصل العدو الصهيوني جرائمه في شمال قطاع غزة، في ظل حصار إجرامي مطبق، ومنع كامل لدخول أيٍّ من مقومات الحياة من طعام أو ماء أو دواء، واستهداف المدنيين العزل والمرافق المدنية وعلى رأسها المستشفيات، وقتل الأطباء والمسعفين ورجال الدفاع المدني، ومنع الوصول إلى الجرحى لإسعافهم، في أبشع جريمة تطهير عرقي عرفها التاريخ الحديث.
ويواصل الاحتلال لليوم الـ 426 على التوالي حرب الإبادة الجماعية على غزة، مما خلف عشرات آلاف الشهداء والمصابين، معظمهم نساء وأطفال، ومجاعة وأزمة صحية وإنسانية غير مسبوقة.