اليوم السبت 04 يناير 2025م
تطورات اليوم الـ 456 من عدوان الاحتلال المتواصل على قطاع غزةالكوفية 3 شهداء جراء قصف الاحتلال منزلا بحي الدرج غربي غزةالكوفية فيديو | 6 شهداء جراء قصف الاحتلال سيارة مدنية شرقي خان يونسالكوفية قوات الاحتلال تواصل إغلاق معابر غزة لليوم الـ243 على التواليالكوفية مدفعية الاحتلال تقصف المناطق الغربية لمخيم النصيرات والشمالية الشرقية لمخيم البريج وسط قطاع غزةالكوفية زوارق الاحتلال تقصف شاطئ بحر المحافظة الوسطىالكوفية الجزائر لمجلس الأمن: "إسرائيل" تستهدف تهجير فلسطينيي غزة ويجب محاسبتهاالكوفية تطورات اليوم الـ 456 من عدوان الاحتلال المتواصل على قطاع غزةالكوفية طائرات الاحتلال تجدد غاراتها على مدينة غزةالكوفية 3 شهداء وإصابات جراء قصف الاحتلال منزلا في شارع الصحابة بحي الدرج غربي مدينة غزةالكوفية 70 شهيدا جراء قصف الاحتلال المتواصل على قطاع غزة منذ فجر الجمعةالكوفية مراسلنا: مصابون جراء قصف طائرات الاحتلال منزلًا في شارع الصحابة بحي الدرج غربي مدينة غزةالكوفية مصابون جراء قصف الاحتلال خيمة تؤوي نازحين على امتداد شارع مستشفى شهداء الأقصى بمدينة دير البلحالكوفية الاحتلال يشن غارة على شارع البروك بدير البلح وسط قطاع غزةالكوفية الاحتلال يقصف خيمة تؤوي نازحين على امتداد شارع مستشفى شهداء الأقصى بمدينة دير البلح وسط قطاع غزةالكوفية مصابون جراء قصف الاحتلال منزلاً لعائلة الغولة بحي الشجاعية شرق مدينة غزةالكوفية "الهجرة الدولية" تدعو إلى وقف النار بغزة لإيصال المساعدات الملحةالكوفية مصابون جراء قصف الاحتلال خيمة تؤوي نازحين بمدينة دير البلحالكوفية مصابون جراء قصف الاحتلال منزلا بحي الشجاعية شرق غزةالكوفية شهيد ومصابون جراء قصف الاحتلال منزلا في مواصي خان يونسالكوفية

في بعض التباسات كلمة «أقليات»

13:13 - 01 يناير - 2025
فايز سارة
الكوفية:

احتلت كلمة «أقليات» مكانة لافتة في الأحاديث عن سورية والسوريين في السنوات الأخيرة، وازداد استعمال الكلمة في الفترة بعد أن دخلت القضية السورية خط علاجها عقب سقوط نظام الأسد، وبدء العهد السوري الجديد الذي تديره غرفة العمليات العسكرية بقيادة أحمد الشرع زعيم «هيئة تحرير الشام»، والتعبير الأبرز لزيادة أهمية الكلمة تداولها في الأوراق والوثائق وفي أحاديث رجال السياسة من سوريين وعرب وأجانب من المتفاعلين مع القضية السورية.
والأساس في كلمة «أقليات» أنها تشير إلى حجم محدود من أكثرية ما. لكنها في الاستعمال السوري وما يتصل بسورية تشير خصوصاً إلى مجموعات من السوريين، إذ تستعمل أحياناً للدلالة على أقليات من جماعات ذات أصول قومية مثل الأكراد والتركمان والشركس، تشكل أقليات مقارنة بـ«أكثرية» العرب السوريين، وتستعمل أيضاً في إشارة إلى «أقليات» دينية - طائفية مثل أقلية المسيحيين على مختلف طوائفهم مقارنة بأكثرية المسلمين من الناحية الدينية، وإلى العلويين والإسماعيليين والدروز من طوائف مقارنة بأكثرية المسلمين من طائفة السنة.
استعمال كلمة «الأقليات» مقرون في أغلب الأحيان بمخاوف وحذر الذين يرددونها والقائلين بها من سوريين وغيرهم، لا سيما الغربيين في إشارة إلى مخاوف من انتهاك حقوق الأقليات في ظل النظام السوري الجديد، وتأكيد ضرورة حماية تلك الحقوق، التي لا يُشار إلى محتواها وحدودها حيث ترد، ما يجعلها مروحة واسعة من حقوق أدناها، كما هو معروف، حقوق ثقافية واجتماعية منها اللغة والعبادات واللباس والعادات والتقاليد، وأقصاها حق الانفصال، وإقامة دولة أقلوية منفصلة عن الكيان الأم.
استخدام كلمة «الأقليات» بما تقدم من مواصفات، منهج حديث العهد في سورية وفي المشرق العربي. إذ تواصل استخدامه محدوداً في منتصف القرن الماضي مع ظهور إسرائيل باعتبارها دولة يهودية، وازداد مع الانقلابات التي ضربت المشرق العربي، خصوصاً سورية، والتي ركزت أوساط فيها على المسحة الطائفية لسلطة «البعث» وأساسها اللجنة العسكرية، التي استولت على السلطة تحت يافطة «البعث» في انقلاب مارس (آذار) 1963، وكانت غالبيتها من العلويين والدروز والإسماعيليين، وعزز نظام الأسد والجماعات الإسلامية، لا سيما الطليعة المقاتلة، النزعات الطائفية بين أكثرية السنة والأقلية العلوية في سورية، وشاركت أنظمة الحكم السورية في العقود السبعة الأخيرة وأوساط من قيادات كردية في تصعيد النزاعات القومية في العلاقة بين العرب والأكراد.
وشكلت الخلفية المحيطة بتداول كلمة «أقليات» ملامح حذر السوريين ومخاوفهم منها، وتعزز هذا الاتجاه داخلهم في ضوء استخدام الكتاب والصحافيين الغربيين والسياسيين كلمة «أقليات» للدلالة على ما يواجهه بعض السوريين الموصوفين بأنهم من «الأقليات» من ظروف صعبة تحيط بحياتهم جراء سياسات الحكومات، أو بسبب موقف بعض الأطراف السياسية والاجتماعية المتشددة في سورية، كما حال جماعات إسلامية متطرفة مثل «داعش» و«النصرة»، وكله عزز المخاوف والحذر حول استخدام كلمة «الأقليات» في المنطقة وفي سورية خصوصاً.
غير أن المخاوف والحذر تكرسا في البلدان التي ظهرت فيها ترديات سياسية وأمنية مثل لبنان مع أوساط السبعينيات، والعراق بعد سقوط نظام صدام حسين 2002، أو ظهرت فيها هزات عنيفة للنظام الحاكم، أبرزها سورية، في أعقاب وصول بشار الأسد إلى السلطة العام 2000، وفي كل هذه البلدان تواصلت الأحاديث عن «الأقليات»، وسط الدعوة إلى تأمين وجودها، والمطالبة بصيانة حقوقها، وشاركت الدعوات دول عربية وغربية، بل إن نظام الأسد قدم نفسه، وأشاع أنه نظام يحمي الأقليات بالتوازي مع مواصلة حربه الشاملة على السوريين طوال نحو عقد ونصف العقد سبقت سقوطه 2024.
والمفارقة الغريبة أن الدول الغربية في أوروبا والولايات المتحدة، وأغلب دول العالم، لا تتناول كلمة «أقليات» ولا تتعامل معها في بلادها على نحو ما تفعل بها في التعامل مع المثال السوري، رغم أن «الأقليات» فيها تتنوع بصورة لا يمكن مقارنتها بواقع حال بلدان الأزمات العربية أو مثيلاتها خارج الخريطة العربية الشرق أوسطية، وهذا يطرح أسئلة حقيقية وجدية عن أسباب الازدواجية الغربية في التعامل مع كلمة «الأقليات» والوظيفة الأساسية لاستخدامها، وأسباب بعض الاستخدام الذي يؤشر لها، وكأنها سكين في خاصرة بلدان الأزمات والضعف، وربما للدلالة على أنها بلدان أدنى مستوى في بناها الاجتماعية من بنى بلدان الغرب المتقدم.

كن أول من يعلق
تعليق جديد
البريد الالكتروني لا يظهر بالتعليق