- مراسلنا: غارات عنيفة على مدينة بعلبك وبلدات بوداي والسفري في البقاع الشمالي
- ارتفاع عدد الشهداء إلى 6 جراء قصف طائرات الاحتلال مدرسة التابعين التي تؤوي نازحين في مدينة غزة
غزة – محمد جودة: تمر الذكرى الــ55 لانطلاقة حركة فتح والثورة الفلسطينية، مع بداية العام 2020 بظروف ومناخات سياسية صعبة، حيث حجم المؤامرات والتحديات التي تواجهها فلسطين، في ظل سياسة العداء الإسرائيلية والأمريكية تجاه شعبنا الفلسطيني، ناهيك عن خلافات "فتحاوية فتحاوية" وانقسام فلسطيني فصائلي وجغرافي أتاح لأعداء شعبنا العبث بالساحة الفلسطينية، والتعدي على حقوقه وثوابته كـ"الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال، وازدياد وتيرة الاستيطان في الضفة المحتلة، والاستفراد بقطاع غزة وتشديد الحصار عليه، واستهداف الأونروا ومؤسساتها في محاولة لشطب وتغييب قضية اللاجئين".
وفي ظل الظروف غير الطبيعية التي تمر بها القضية الفلسطينية، دعا ساسة وكتاب وقادة خلال تصريحات خاصة لـ"الكوفية"، حركة (فتح) إلى سرعة اتمام المصالحة الفتحاوية الداخلية، وإجراء مصالحة وطنية شاملة تمهيدًا لإجراء انتخابات عامة "رئاسية وتشريعية ومجلس وطني"، من أجل مواجهة السياسات الأمريكية الإسرائيلية واستعادة حقوق شعبنا الفلسطيني، وعودة الثورة الفلسطينية لريادتها في مقارعة الاحتلال الاسرائيلي، مشددين على أن الوقت لم يعد يسعف أحد".
الشعب مصدر السلطات.. والفصائل أثبتت فشلها
قالت القيادية بحركة "فتح" الدكتورة رانيا اللوح، "شعبنا الثائر هو صاحب الكلمة الأولى والأخيرة، مهما اشتد عليه الحصار والقمع، والشعب هو مصدر السلطات فعلينا استخدام هذا الحق"، مشيرة: إلى أن "شعبنا لم يعد يحتمل كل هذا الظلم والقهر والفرقة، وبالتالي أتمنى أن يقول شعبنا كلمته بقوة وأن ينتصر لحقوقه الوطنية ولكرامته الآدمية".
ووجهت اللوح، من خلال تصريحات خاصة لـ"الكوفية"، رسالة للفصائل الفلسطينية قائلة: "نقول لقد أثبتم فشلكم الذريع بكل أسف، ولَم تحققوا منجزا وطنيا واحدا يحسب لكم، بدليل ما آلت إليه أحوال شعبنا من فقر وقهر وانقسام وحصار وقمع للحريات وسلب لحقوقه".
وأكدت اللوح في ختام حديثها لـ"الكوفية": أن "الفشل الفصائلي بات يستوجب التوجه لصندوق الانتخابات بأسرع وقت، لأن شعبنا مل من زخم الشعارات غير المجدية، معربة عن أملها أن يكون عام 2020، أفضل من الأعوام السابقة، مضيفة: لكن التمني لا يكفي، فهذا لن يكون بدون فعل وطني وأخلاقي مسؤول من كل الأطراف".
وضع فلسطيني معقد ومفتت
من ناحيته توجه إحسان الجمل، القيادي بحركة "فتح" في لبنان، بالتحية إلى عموم الشعب الفلسطيني، وفي المقدمة أسر الشهداء والمعتقلين والجرحى، بمناسبة الذكرى الـ55 لانطلاقة حركة "فتح".
وقال الجمل في تصريحات لـ"الكوفية"، "تأتي هذه الذكرى في ظل وضع فلسطيني معقد ومفتت أوجد وضعًا لا يحسد عليه، بسب السياسية الأمريكية المنحازة إلى السياسية العدوانية للاحتلال الاسرائيلي من تهويد واستيطان ومصادرة الأراضي الفلسطينية، وتشديد السياسة التعسفية من قتل بدم بارد واعتقال، يقابله سلوك فلسطيني أقل ما يقال فيه أنه جعحعة فارغة المضمون، ما لم تعتمد على المقاومة بأي شكل متاح ومناسب، وبناء إرادة سياسية وطنية تسمح للشعب أن يتحرك بعيدًا عن أي استغلال واستثمار سياسي".
استمرار الانقسام شكل نكبة جديدة وأضعف الموقف الفلسطيني
وأوضح الجمل، أن "استمرار الانقسام الفلسطيني شكل نكبة جديدة، وأضعف الموقف الفلسطيني، وأوجد ثغرة استند إليها كل أعداء القضية الفلسطينية، مما أفقدنا خاصية مهمة وهي استقلالية القرار الوطني المستقل، الذي كان السلاح الأقوى الذي يملكه الشهيد الرمز (ياسر عرفات) في مواجهة جبهة الأعداء".
ولفت، إلى أن "الانقسام الحاصل والمستمر جعل كل طرف يبحث عن مصالحه الخاصة، وهذه السياسية تنقلنا من مرحلة الانقسام إلى مرحلة الانفصال الجغرافي، وتاليا إلى تهويد الضفة وبناء دويلة غزة، وهذا هو مشروع شارون الذي تنفذه قيادة الانقسام في جناحي الوطن والتي بدأت مؤشراته تتضح يوميًا من خلال تعزيز التنسيق الأمني في الضفة والتفاهمات مع الاحتلال في غزة بكل تفاصيلها".
وأشار القيادي الفتحاوي، إلى أن "شعبنا استبشر خيرا بقرار (إجراء الانتخابات) التي نعتبرها حق مقدس للشعب لتحديد خياراته وتجديد قيادته، ونعتبرها مدخلا لإنهاء الانقسام، مضيفًا: "رغم التصريحات الإيجابية، إلا أني غير متفائل باجرائها لأنها لا تخدم طرفي الانقسام، وما الإيجابية التي تطرح سوى هروب للإمام وتوجيه سهام الاتهام للآخر".
المخيمات في لبنان تعيش أوضاعا صعبة.. وتيار الإصلاح يطلق مبادرة
وأوضح الجمل في سياق حديثه، أن "شعبنا في مخيمات لبنان يعيش أوضاعا اقتصادية صعبة، نتيجة ما يتعرض له من قوانين بخصوص العمل، وغياب دور القيادة السياسية الرسمية والفصائلية عن القيام بواحباتها، مشيرًا إلى أن الأزمة اللبنانية أثرت على شعبنا بتداعياتها، لتزيد الوضع صعوبة، مؤكدا: أن "مبادرة التيار جاءت لتقديم المساعدة لآلاف العائلات المحتاجة مساهمة منه في حل جزء من الأزمة، متمنين أن تسمح لنا الظروف والامكانيات بتقديم مساهمات أخرى لبلسمة معاناة شعبنا".
واختتم القيادي الجمل حديثه لـ"الكوفية"، بتوجبه التحية لكل أبناء الشعب الفلسطيني، مؤكدا أن "التيار الاصلاحي سيكون رأس الحربة في الدفاع عن حقوق الشعب، مشيرا إلى أن الهجمة التي تتعرض لها قيادة التيار ما هي إلا تعبير عن حالة الرعب التي يعيشها الخائفون من مصداقية ودور التيار".
ندعو حركة "فتح" إلى الوحدة والتماسك
من ناحيته قال عبد الناصر فروانة، عضو المجلس الوطني الفلسطيني، إن "حركة (فتح) بتاريخها وإرثها، بحاضرها ومستقبلها، هي ملك للشعب الفلسطيني كافة، وكلما اشتد عودها وتماسكت وحدتها، ازدادت الحركة الأسيرة صلابة وازددنا كفلسطينيين قوة، واقتربنا أكثر كشعب مكافح نحو تحقيق أهداف شعبنا في الحرية والاستقلال".
ودعا فروانة، في تصريحات خاصة لـ"الكوفية" حركة فتح إلى تجسيد الوحدة والتماسك الداخلي، مؤكدًا أن حركة فتح، هي عمود الخيمة الفلسطينية.
ولفت فروانة، المختص بشؤون الأسرى، أن حركة "فتح" لعبت دورا هاما في بناء الحركة الأسيرة، وقدمت العديد من أسراها شهداء، وشكلت وما زالت، الأغلبية في السجون، مضيفًا، "كان منها الأسير الأول (محمود بكر حجازي)، ومنها كانت الأسيرة الأولى في الثورة الفلسطينية المعاصرة (فاطمة البريناوي)، التي اعتقلت في 14تشرين أول/أكتوبر عام "1967.
"فتح".. أكثر الفصائل الفلسطينية تحريرا للأسرى
وأوضح فروانة بالأرقام، أن حركة "فتح"، من "أكثر الفصائل الفلسطينية تحريرا للأسرى من خلال (صفقات التبادل) و(المفاوضات السياسية)، وهي من نجحت في تحرير قرابة ثمانية عشر ألف أسير فلسطيني وعربي من سجون ومعتقلات الاحتلال، هكذا يحفظ التاريخ ويؤرخ المؤرخون".
وأضاف، شكّل مؤسس حركة فتح وقائدها الشهيد الرمز (أبو عمار) رحمه الله، الأب الروحي والقدوة للحركة الوطنية الأسيرة، (وزارة الأسرى)، وهو الذي تنسب إليه المقولة الشهيرة (خيرة أبناء شعبي في السجون)".
واختتم فروانة حديثه لـ"الكوفية" موجها التحية للشعب الفلسطيني والفتحاويين، قائلا: "بهذه المناسبة العظيمة، الذكرى الـ55 لانطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة والتي فجرت شرارتها الأولى حركة "فتح" نوجه التحية لكل الفتحاويين، بل لكل الفلسطينيين، وعاشت الذكرى، عاشت الانطلاقة وكل عام وأنتم جميعا بألف خير".
"فتح".. حركة التاريخ الفلسطينى
من جهته، قال محمد أبو شمالة، مسؤول الهيئة القيادية بحركة فتح، ساحة بلجيكا ولوكسمبورغ، "يحيي شعبنا الفلسطيني ومعه كل أحرار العالم الذكرى الـ55 لانطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة وانطلاقة حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"، والتى انطلقت بهدف استعادة الهوية الوطنية الفلسطينية، والنضال من أجل حقوق شعبنا الصامد بما فيها حقه في تقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.
وأضاف أبو شمالة في تصريحات خاصة لـ"الكوفية"، إن "حركة فتح هى الحركة المؤتمنة والحريصة على شعبنا الفلسطيني وعلى ثورته، فهى حركة التاريخ الفلسطينى التي مرت بمحطات كفاحية متعددة، لنا الفخر بعظيم الانتماء لهذه الحركة التى قدمت مئات الآلاف من الشهداء والجرحى والأسري على مدبح الحرية".
علينا استعادة وحدة "فتح" والوطن من خلال إنهاء الانقسام
وتابع، "هذه الذكرى العظيمة تستوجب علينا أن نكون صادقين مع أنفسنا، وأن نعترف بأن حركة فتح تكون كبيرة بالكل وعظيمة بعظمة قادتها ومناضيلها، لذا لازلنا نطالب بوحدة حركة فتح بعد أن فرقتنا الفردية والإقصاء والتسلط والهيمنة، ونأمل اليوم قبل الغد أن يترفع أصحاب المصالح الشخصية الضيقة في رام الله، عن مصالحهم، وأن يبادروا إلى الاستجابة لمطالب الاخوة في قيادة التيار الاصلاحى لحركة فتح، وإلى مطالب أبناء الحركة بوحدتها".
وأكد أبو شمالة، أن "قوة الحركة بوحدتها، ومن ثم علينا استعادة وحدة الوطن بإنهاء الانقسام البغيض، وإجراء الانتخابات العامة الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطنى في "آن واحد"، من أجل استعادة البوصلة للقضية الفلسطينية، ومن أجل استعادة حقوق شعبنا و إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف".
واختتم أبو شمالة حديثه لـ"الكوفية"، بتوجيه التحية للشعب الفلسطيني في ذكرى الانطلاقة الـ55، قائلا: بهذه المناسبة العظيمة نتوجه بتحية إجلال واكبار لشعبنا الفلسطينى الصامد عامة، ولأبناء حركة فتح خاصة، في كل الساحات، ونستذكر قادتنا الشهداء العظماء على رأسهم الخالد "أبو عمار"، وأبو جهاد، وأبو اياد، وأبو يوسف النجار، والكمالين، وكل شهداء ثورتنا الفلسطينية الذين سجلوا ببطولاتهم الطريق للمجد والفداء".
ظروف صعبة وتحديات وأخطار جمة تواجه القضية الفلسطينية
من جهته دعا هشام عبد الرحمن، الكاتب والمحلل السياسي، الكل الفلسطيني "إلى التحلي بأعلى درجات المسؤولية الوطنية، وإدراك خطورة المرحلة التي تعتبر من أخطر وأصعب المراحل التي تمر على شعبنا منذ اندلاع ثورته المعاصرة.
وأكد عبد الرحمن في تصريحات خاصة لـ"الكوفية"، أن "التحول الأبرز والأخطر في هذا السياق هو ما يجري التسويق له من حل تصفوي تحت مسمى (صفقة القرن) التي لن يسمح شعبنا بتمريرها، مضيفًا، أثق بقدرة شعبنا على الصمود والتصدي لكل المؤامرات التي تستهدف حقوقه غير القابلة للتصرف".
المصالحة الفتحاوية باتت ضرورة ملحة
ولفت، إلى أن ذكرى انطلاقة حركة فتح والثورة الفلسطينية، "تأتي هذا العام في ظل ظروف صعبة وتحديات وأخطار جمة يتعرض لها شعبنا المناضل، وعليه فإن هذه الذكرى تملي علينا مهمة إعادة بناء حركة (فتح)، وتحقيق المصالحة الداخلية، وتفعيل كافة الهياكل القيادية للحركة، ليأخذ الجميع دوره في الدفاع عن الحركة ودورها الريادي في قيادة الحركة الوطنية، والحفاظ على منجزاتها ومواصلة تراكمها حتى يتحقق لشعبنا إنجاز كامل أهدافه الوطنية.
واختتم عبد الرحمن حديثه لـ"الكوفية"، قائلا: "لابد ان نعيد للانطلاقة عنفوانها، ليتجدد الأمل ويتجدد العمل ويتجدد الايمان بحتمية النصر، كما تملى علينا انهاء الخلاف والانقسام الفلسطيني وتوحيد شطري الوطن وبوقف كل الحملات المغرضة، وتغيير لهجة الخطاب الفلسطيني الحزبي إلى الخطاب الوطني المسئول، لنبدأ جميعاً مرحلة جديدة من الشراكة النضالية والوطنية والسياسية وننهي الانقسام البغيض وإعادة اللحمة الوطنية باعتبارها أقصر الطرق لانهاء الاحتلال واسقاط المؤامرات، متمنين أن يتحقق ذلك وأن يكون عام 2020 عام الوحدة والانتصار وتحقيق اهداف شعبنا المشروعه.
ثلاثة عشر عاما وما زال الانقسام مستمرا
ويعيش الفلسطينيون عام تلو الأخر على أمل أن تستعيد حركة فتح مكانتها من خلال المصالحة الداخلية، تمهيدًا لمصالحة وطنية شاملة تتيح لهم إجراء الانتخابات واختيار ممثليهم، بعد 13 عامًا من الانقسام الوطني والجغرافي الذي أنهك الشعب الفلسطيني جوعًا وفقرًا وبؤسًا، تجرأ الاحتلال خلال تلك الفترة الزمنية من ابتلاع الأرض الفلسطينية بالضفة وفرض سياسات عقابية على غزة، وأخرى سياسية على القدس المحتلة.