القاهرة: قال الدكتور عماد عمر، الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني، إن سياسة الاستجداء والسير بالخيار السياسي والدبلوماسي وحدها، لن تجدي نفعاً ولن تكون كافية للتصدي لرؤية أمريكا للسلام الموسومة بـ"صفقة ترامب" امام التغول الأمريكي الاسرائيلي.
وأشار عمر، في تصريح صحفي اليوم الأربعاء، إلى أن الظروف يبدوا أنها تفرض على الفلسطينيين الذهاب باتجاه انتفاضة ثالثة في الضفة الفلسطينية والقدس وحدود قطاع غزة، للخروج من أزمة "صفقة ترامب" وتشكيل ورقة ضغط على الاحتلال من جهة وعلى المجتمع الدولي والولايات المتحدة الأمريكية من جهة أخرى، وتعطي الفلسطينيين ورقة قوة بالمفاوضات لو حدثت برعاية وتدخل دولي في ظل استمرار حالة التصعيد، الأمر الذي قد يعيد الكرة إلى ملعبهم.
واستذكر عمر موقف الرئيس الفلسطيني الراحل (ياسر عرفات) بعد كامب ديفيد ومماطلة "إسرائيل" في تنفيذ اتفاق أوسلو واستمرار الاستيطان والاغتيالات واقتحام شارون للمسجد الأقصى، الأمر الذي أصاب الفلسطينيين بالإحباط من عدم التزام إسرائيل بما تم التوقيع عليه، ومحاولات الولايات المتحدة الأمريكية حينها دعم اسرائيل في فرض اتفاقات خارج إطار الشرعية الدولية، اضطر حينها الفلسطينيون للذهاب إلى جولة من التصعيد استمرت لمدة خمس سنوات والتي عرفت باسم انتفاضة الأقصى.
وأكد عمر، أن القضية الفلسطينية تعيش اليوم ظروفا صعبة للغاية، تشبه تلك الظروف التي مرت بها القضية الفلسطينية في العام 2000 والتي قام خلالها الشعب الفلسطيني بانتفاضة شعبية في كافة المدن والمحافظات الفلسطينية.
وأوضح عمر، أن الوقت ليست في صالح الجانب الفلسطيني لأن إسرائيل ماضية في تنفيذ ما تبقى من "صفقة ترامب"، وخاصة أنها تفرض السيادة الكاملة على المدينة المقدسة وتقوم يومياً بمصادرة الأراضي وتقطيع أواصر المدن الفلسطينية بالضفة الفلسطينية وتزيد من الحصار على قطاع غزة، وتسعى لضم المستوطنات للسيادة الإسرائيلية، لذا عليهم ترتيب أولوياتهم في إيجاد وسائل الضغط على الاحتلال والمجتمع الدولي لوقف صفقة ترامب والتصدي لها، وإيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية وفق قرارات الشرعية الدولية والتي تحفظ للفلسطينيين حقهم في إقامة دولة على حدود الرابع من يونيو/حزيران للعام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.