انتشرت في الآونة الأخيرة عددا من المقاطع المصورة، لجنود جيش الاحتلال وفرقه "الإرهابية" المنتشرة المعروفة باسم "المستوطنين"، وهو يقومون بعمليات "بصق" على سيارات وأبواب منازل فلسطينية في بعض مدن الضفة الغربية.
مشاهد، تجسد ودون ان تكون حاملة لأي فيروس خطير، مظهرا دونيا غير أخلاقي، بل وشكل من اشكال "الهمجية"، التي يبدو انها أصبحت سمة ملازمة للفرق الإرهابية الإسرائيلية العاملة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، فما بالنا والحديث يشير الى انها "حاملة" لفيروس كورونا، كتعبير عن ثقافة جديدة من أشكال الكراهية.
مظهر الحقد الأسود، الذي عبرت عنه تلك الفرق الإرهابية ضد الفلسطيني بصفته، في زمن يتجه العالم الى مزيد من "التعاون" لحصار أخطر أزمة تواجه الإنسانية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية 1945، تؤكد ان هذه المجموعات تشكل ضررا وخطرا على الإنسان أي كان هويته، واستئصالهم هو الخطوة التي يجب أن تكون أولى على جدول أعمال البشرية، فهم ليس مغتصبي أرض فقط، بل تحولوا الى "فيروس" يستحق شكلا من اشكال "التوحد" للخلاص منه.
أن قيام هذه المجموعات الإرهابية بنشر هذا الفيروس عبر شكل مستحدث، لا يثير الاشمئزاز فحسب، بل يتطلب العمل لفضح تلك المظاهر عالميا، وأن يتم نشرها المصورة باعتبارها "وثيقة رسمية"، وشكلا من اشكال "جرائم الحرب"، عبر نشر فيروس الموت، وتلك مسالة تتحمل مسؤوليتها السلطة الفلسطينية، وكل أدواتها المتاحة، الى جانب ضرورة قيام نقابة الصحفيين ووسائل الإعلام كافة بفضح تلك "الجرائم المستحدثة".
وفي مظهر آخر للعنصرية الإسرائيلية، كشفت وسائل إعلام فلسطينية وعبرية، عن قيام بعض من "رجال أعمال" إسرائيليين باستغلال الأزمة العالمية للوباء الخطير، بعد عودة مئات آلاف من العمال الفلسطينيين الى بيوتهم، بتنظيم عمليات "تهريب" لعشرات آلاف منهم، وضمن شكل من الإغراء المالي المضاعف للعمل داخل إسرائيل، بشكل "غير شرعي"، ودون رقابة طبية – صحية، ما يعرض حياتهم وإسرهم ومحيطهم للخطر المستمر، كونهم معرضين لحمل الوباء الأخطر.
ظاهرة استغلال ظروف العمالة والقهر الاقتصادي الناتج عن بطالة بالإكراه، من قبل رجال أعمال إسرائيليين هي ذاتها وجه أخر لعنصرية جديدة، تماثل المظهر العنصري "البصق"، لا يجب الصمت عليه تحت غطاء "الحاجة الاقتصادية"، وتلك مهمة الأمن الفلسطيني أولا، وكل المؤسسات ذات العلاقة، للقيام بكل ما يمكن لوضع حد لعمليات تهريب العمال، الذين يمثلون "خطرا محتملا متنقلا"، ولا يوجد ما يبرر التغاضي عن تلك الظاهرة الخطيرة.
الأزمة الاقتصادية الناتجة عن هذا الوباء، تشمل كل فئات الشعب الفلسطيني، ولذا عدم محاصرة تلك الظاهرة مبكرا تماثل كمن "يستورد" الوباء الكوروني بديلا من استيراد وسائل المواجهة.
تهريب العمالة الفلسطينية تحت ستار الاستغلال، وعمليات "البصق" المتواصلة، مظاهر مستحدثة للعنصرية الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني، تماثل جرائم الحرب ضد الإنسانية، يجب مواجهتها بكل ما هو ممكن.
ملاحظة: لا زال "سحر" كورونا السياسي لم ينته بعد...روسيا ترسل طائرة مساعدات طبية الى أمريكا، خبر كان يمكن اعتباره ساخرا الى حد اللامعقول...لكنه حدث...أمريكا اليوم ليست هي أمريكا أمس والقادم أكثر!
تنويه خاص: لماذا لا تبادر صحة غزة بتسليم أمرها لتصبح جزءا من صحة حكومة رام الله...المسألة تتطلب رؤية تقفز عن "عصبوية فئوية" لن يربح منها أحد.