تونس: قال الفنان محمد بكري إنه في الذكرى الـ18 لمعركة مخيم جنين، ما زلت أذكر اللحظة التي دخلت فيها إلى المخيم، فإسرائيل تلاحقني منذ 18 عاماً لأني وثقت الجرائم التي ارتكبها الجيش بحق الفلسطينيين من قتل وتنكيل من خلال فيلمي "جنين -جنين".
وأكد بكري، خلال حديثه في برنامج "طلات ثقافية"، الذي تبثه وزارة الثقافة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أن السينما الفلسطينية أثبتت نفسها دولياً أكثر من السينما العربية في السنوات الأخيرة، فالسينما الفلسطينية بحاجة إلى مؤسسات داعمة، وتقنيات وإمكانيات، لافتاً إلى وجود مواهب سينمائية حقيقية مبدعة على عدة أصعدة، بحاجة إلى هذا الدعم والالتفات لها.
وحول تتويجه شخصية العام الثقافية قال بكري:"حزنت كثيراً أني لم أستطع المشاركة في حفل التتويج، كوني في تونس الآن، ولكنّ قلبي كان معكم وقلوبكم معي، هذه الجائزة كانت حصاد ثمار تعب على مدار سنوات طويلة، فأنا عشقت السينما والمسرح منذ طفولتي، فالمسرح يهذب الروح ويعلمك كيف تكون حراً وواعياً".
وتحدث بكري عن تجربته في السينما والمسرح ومشاركته فيما يزيد عن أربعين عملاً سينمائياً عربياً وعالمياً، مشيراً في حديثه عن فيلمه "1948" عام 1998 الذي يتحدث عن معاناة خمسين عاماً من النكبة وفيلم "من يوم ما رحت" عام 2005 الذي يعرض من خلاله ما يواجه الفلسطيني من مصاعب في معركته مع الاحتلال والحفاظ على الهوية الفلسطينية.
وشكر بكري تونس الشقيقة التي احتضنت الفلسطينيين في أوقات عصيبة، مؤكداً على ما قاله الشاعر الكبير الراحل محمود درويش :"كيف أشفى من حب تونس"، متحدثاً عن وجوده في تونس لإنتاج فيلم سوري والذي تم تأجيله بسبب انتشار فايروس كورونا.
ووجه بكري رسالة إلى المواطنين بضرورة أخد كافة سبل الوقاية والحيطة والحذر من هذا الفيروس الذي شل كافة مناحي الحياة، قائلاً إن البيت هو الوطن ، وهو الدولة الصغيرة، فحفاظنا على بيوتنا كأننا نحافظ على الوطن.
وختم بكري اللقاء بمقطع من رواية المتشائل للكاتب إيميل حبيبي، الذي يجسد بكري من خلالها حكاية الفلسطيني ويروي تشريد الشعب الفلسطيني واقتلاعه من أرضه.