رغم الاتفاق بين حزبي اليمين العبري الإسرائيلي: الليكود وكحول لافان، ولكنهما لم يوقعا على صيغة الاتفاق النهائي، لأنهم «يختلفون علينا»، ولا يختلفون فيما بينهم، هم شركاء: في الاحتلال، في التوسع، في مشروع الاستيطان الاستعماري، في العداء العنصري لحقوق الشعب العربي الفلسطيني، سواء نحو فلسطينيي مناطق 48، أو نحو فلسطينيي مناطق 67، الخلاف بينهم إجرائي: الخلاف بين نتنياهو وبيني غانتس حول حجم ما يرغبون ضمه سياسياً وقانونياً لخارطة المستعمرة من مساحة الضفة الفلسطينية، ويختلفون في تقييم العوامل المحيطة التي تسمح لعملية الضم وشكلها:
أولاً حول مساحة ضم أراضي المستعمرات، والغور الفلسطيني، بعد الاتفاق على ضم القدس والجولان، وأصبحتا خارج النقاش بعد إعلان موافقة إدارة الرئيس الأميركي ترامب رسمياً على عملية الضم.
ثانياً يختلفون على قراءة المواقف المؤثرة سلباً أو إيجاباً على عملية الضم وهي: الولايات المتحدة، أوروبا، الأردن ومصر.
ثالثاً حول مشروع خطة ترامب التي تتضمن بشكل أو بآخر إقامة دولة فلسطينية في قطاع غزة مع ما تبقى من الضفة الفلسطينية مقتطع منها المواقع الثلاثة: القدس وأراضي المستوطنات والغور، ذلك لأن أحزاب اليمين الاستيطاني المتطرف لا يقبلون أي شكل من أشكال الوجود السياسي الفلسطيني، في أي مكان على أرض الضفة الفلسطينية مهما كان متواضعاً، ومهما كان شكلياً بلا سيادة، فالضفة الفلسطينية بالنسبة لهم جزءاً أساسياً وجوهرياً من خارطة المستعمرة حتى ولو لم تتوفر الظروف المناسبة لضمها بالكامل وطرد أهلها منها.
الخلاف بينهم ليس جوهرياً، بل شكلياً من ناحية المضمون والبرنامج والأولويات، ومن ناحية التوقيت، ومن ناحية وجود عامل سكاني ديمغرافي يتمثل بوجود فلسطينيين لا يرغبونهم أن يكونوا جزءاً من سكان المستعمرة، ولذلك يسعون لضم أكبر مساحة من الأرض وأقل عدد من الفلسطينيين، فالعامل الديمغرافي الفلسطيني بالنسبة لهم يتعارض مع جوهر مشروعهم الاستعماري التوسعي : العبري الإسرائيلي اليهودي.
لا أحد في العالم لديه خارطة رسمية لحجم وأرض المستعمرة، هل هي خارطة : أرض ومساحة قرار التقسيم 181؟؟ أم خارطة التوسع وإعلان الدولة في أيار 1948؟؟ أو التوسع واحتلال ما تبقى من فلسطين في حزيران 1967؟؟ أم خارطة الجدار الذي بناه شارون على أثر انتفاضة 2000؟؟ أم التوسع الذي فرضه المستوطنون خارج الجدار ويتم النقاش عليه والخلاف بينهم حول حجم ما يسعون لضمه في برنامج حكومة الليكود وكحول لافان المقبلة؟؟.
يتفقون على توفر العوامل المساعدة على الضم وهي:
1-الإجماع السياسي من قبل اليمين واليمين المتطرف وأحزاب الحريديم المتشددة.
2-الضعف والانقسام الفلسطيني الذي يتم تغذيته من قبل المخابرات الإسرائيلية وأطراف إقليمية، واستمراريته.
3- موقف الإدارة الأميركية المؤيد للضم.
4-الحروب البينية العربية التي دمرت سوريا والعراق واليمن وليبيا، وأفقدت باقي البلدان العربية وزنها السياسي الداعم للفلسطينيين.
5- أولويات الاهتمام الأوروبي بمحاربة الإرهاب ومعالجة قضايا الهجرة.
يختلفون علينا ولا يختلفون معنا، فالمعطيات الفلسطينية والعربية والإسلامية والمسيحية لا أهمية لها عندهم!!