- ارتفاع عدد الشهداء إلى 6 جراء قصف الاحتلال منزلا شمال شرقي مخيم النصيرات وسط قطاع غزة
غزة- عمرو طبش: منذ تخرج الشاب وسام فرحات من كلية التمريض، لجأ للتطوع في المستشفيات حتى يستطيع الالتحاق بوظيفة تختص بشهادته الجامعية لكن تطوعه بات دون جدوى.
فلم يتوقف عن البحث وضل يبحث حتى اصطدم بصديقه الذي يعمل في أحد الكافيهات، فشرح له معاناته في البحث عن وظيفة، اقترح عليه صديقه في العمل كعامل في فندق ما، وافق وسام على العمل في الفندق لسنوات، ولكن جائحة كورونا جعلته يجلس في البيت ويعود إلى نقطة الصفر.
في الحجر المنزلي
بدأ الشاب وسام بالتفكير أثناء جلوسه في الحجر المنزل باستغلال وقته في المنزل من خلال مشروع خاص يصنع فيه فوانيس رمضان من الكرتون ليكون مصدر رزق له، ويساعده في اعالة أسرته.
يقول الشاب وسام فرحات "31عاما" لـ"الكوفية" إنه عندما فشل في الالتحاق بأي العمل بشهادته الجامعية "تخصص تمريض"، لجأ الى العمل في المطاعم والفنادق كـ"جارسون"، كي يعيل أسرته في توفير لقمة العيش لهم.
أزمة كورونا
ويوضح أنه بعد انتشار فيروس كورونا وإعلان حالة الطوارئ في قطاع غزة، أغلقت جميع المطاعم والكافيات، مما أدى إلى فقدان عمله من المطعم الذي كان يعتمد عليه في قوت يومه بشكل أساسي لإعالة أسرته في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها قطاع غزة.
صانع الفوانيس
ويشير إلى أنه فكر خلال توقفه عن العمل والتزامه بالحجر المنزلي، في مشروع بسيط في صناعة فوانيس رمضان عن طريق الكرتون المقوى بتكلفة بسيطة، وأدوات بسيطة من المنزل، كي يكون مصدر زرق له يساعده في اعالة أسرته.
ويضيف فرحات أنه في بداية مشروعه بدأ في صناعة أول فانوس من الكرتون كأول تجربة لمعرفة مدى إقبال المواطنين، حيث قام بنشر صورة الفانوس على مواقع التواصل الاجتماعي، فوجد إقبالًا وتشجيعًا كبيرًا من المواطنين على مشروعه في الاستمرار بصناعة الفوانيس البسيطة.
مصدر رزق
ويتابع أنه في البداية صنع كميات محدودة من الفوانيس، ومع تزايد الطلب استعان بأسرته لمساعدته في المشروع، لعدم قدرته على العمل وحده لتلبية الطلبات في الوقت المحدد وتسليمها، نظرا لزيادة الطلب على الفوانيس والاقبال عليها، ليصبح مشروع الفوانيس مصدر رزق له يساعده على إعالة أسرته، خاصة في ظل عدم وجود أي جهة حكومية أو مؤسسة تقدم له مساعدة مالية في الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها بعد توقفه عن عمله الوحيد الذي كان يعتمد عليه في ادخال مصدر رزقه.
5 شواقل للفانوس
ويوضح فرحات أنه يعمل حسب طلب الزبون في حجم الفانوس والإضاءات التي يريدها على الفانوس أو حسب المواد الخام المستخدمة، حيث تتراوح الأسعار من 5 شيقل الى 200 شيقل، مشيرا إلى أن التوصيل يتم بالاتفاق مع الزبون.
وكشف عن الصعوبات التي واجهته أهمها انقطاع التيار الكهربائي، الذي أعاق عمله بشكل كبير، وتسبب في تأخير الطلبيات على الزبائن، مما أجبره على الاشتراك في تيار كهربائي بديل "ماتور كهرباء" بسعر أغلى حتى يستطيع إنجاز عمله بشكل سريع، مضيفاً أنه عانى صعوبات في جمع الكراتين من المحلات بسبب الكرتون الجاهز يحتاج الى تكلفة مالية عالية.
وطالب فرحات الجهات الحكومية والمؤسسات المعنية بإيجاد حل جذري للعمال الذين توقفوا عن العمل بسبب كورونا ولم يجدوا مصدر زرق لهم، وتوفير مساعدات مالية عاجلة لهم خاصة في شهر رمضان الذي يحتاج مصاريف كثيرة.