رام الله: أصدرت وزارة الثقافة بيانًا في الذكرى الثانية والسبعين للنكبة التي حلّت بشعبنا الفلسطيني عام 1948، وذكر البيان أنّه وبعد اثنين وسبعين عامًا لا زال شعبنا الفلسطيني ينشلُ من بئر ذاكرته اسمَ البلاد، ويعيد ذكرها في وعي الأجيال التي حفظت اسمَ فلسطين بكامل تضاريسها وجغرافيتها وبكامل رواياتها التاريخية رغم كل فعل التشويه والتزوير وكل مظاهر المحو والإلغاء.
وتأتي الذكرى ولا زال شعبنا يدفع المزيد من التضحيات من الشهداء والأسرى والمعتقلين، واستهداف خيرات ومقدرات شعبنا، وسياسة التنكيل وهدم البيوت الممنهجة التي تمارس بإرهاب منظم سواء من خلال عربدة قطعان المستوطنين على أهلنا الآمنين في مزارعهم وحقولهم وعلى الطرقات بشكل دائم تحت غطاء ورعاية حكومة نتنياهو اليمينية وحلفائه الإرهابيين.
وتجيء الذكرى وشعبنا أكثر تصميمًا على الخلاص من الاحتلال وبناء دولته على أرضه وعاصمتها القدس، وهذا القرار الذي لا رجعة عنه بمواصلة الكفاح والنضال وإصرار شعبنا وتمسّكه الراسخ بالثوابت الوطنية والمتمثلة في حق العودة لشعبنا ولذاكرته التي شُرّدت واقتُلعت من بيوتها وبيّاراتها وقُراها وبلداتها، ومُدنه التي زخرت بالعطاء الثقافي والحضاري والإنساني قبل أن يسطو عليها الفكر الصهيوني بمعتقداته الكاذبة، وكانت تلك حضارة الإنسان الفلسطيني على سواحل وتلال وجبال فلسطين المجد والتاريخ، وهذا الشعب الذي لا ولن ينسى كل تلك التفاصيل ووقائع التهجير والتشريد والتي خلّدتها ذاكرة الأجداد والآباء في عقول وصدور وقلوب الأبناء التي تتوارثها جيلاً بعد جيل، فهذا الفلسطيني المارد والعصيّ على الفناء والترويض والتدجين والباقي في روايته وقصيدته وفي فنونه الشعبية وغيرها كي تظلّ فلسطين الوطن البوصلة، والحُرية النشيد الدائم، والخلاص فكرته الأزلية حتى قيامة قيام الدولة التي يحلم بها شعبنا ردًّا على حُلم الاستعمار والاستيطان الصهيوني لأرضنا ولثقافتنا ولأسمائنا الكنعانية المجيدة، ولحبة القمح الأولى وللأبجدية المحفورة على صخورها وحجارتها، ولفكرتنا ولثقافتنا التي سوف تظلّ درعًا حاميًا يتمترس خلفها وعي الأجيال من خلال بقاء فلسطين الوطن والقضية والنصّ والحكاية في كل رواية وفي كل أداء إبداعي يُخلد فكرة البقاء والصمود على أرضنا.