تمارا حداد:
حديث الساعة يتمحور حول الإنتخابات الأمريكية ومن القادم والمزمع عقدها في شهر نوفمبر/تشرين الثاني المقبل 2020، بشكل عام هناك أربعة أسماء مرشحون مفترضون للإنتخابات الأمريكية وهم : "جو بادين" مرشح الحزب الديمقراطي، و"ترامب" مرشح الحزب الجمهوري، " جو جورغينسن" مرشح عن الحزب الليبرتاري، " هووي هوكينز" مرشح عن حزب الخضر.
وأكبر الحزبين في أميركا هما الحزب الديمقراطي والجمهوري، وتتم عملية الإنتخابات الأمريكية على مرحلتين، الأولى تسمى المرحلة التمهيدية تتم فيها اختيار مرشح من داخل الاحزاب الأمريكية وهي بدأت بالفعل منذ مطلع عام 2019 ويتم حسمها فعلياً في شهر آب/ اوغسطس المقبل 2020، والمرحلة الثانية تسمى النهائية أو مرحلة الإقتراع النهائي تستغرق شهرين وهما أيلول/ سبتمبر وتشرين الأول/ اكتوبر، وصولاً إلى يوم الإنتخابات وهو الثلاثاء الأول من شهر نوفمبر/ تشرين الثاني من العام الجاري.
ستتمحور قضاياهم الإنتخابية حول التركيز على القضايا الداخلية مثل أزمة كورونا وكيفية التخلص منها ومساعيهم في تحسين القطاع الصحي، والتركيز على قضايا الإقتصاد والضرائب، وسيتم الحديث على القضايا الخارجية في كيفية إعادة الدور الأمريكي في العالم وكيفية صياغة العلاقات مع روسيا والصين، والحديث عن الإتفاق النووي الإيراني الأمريكي.
أما بالنسبة للقضية الفلسطينية فإن مجيء "ترامب" سيتسمر في دعم نتينياهو أو غيره ضمن مخططات الحركة الصهيونية بالسيطرة على أكبر قدر ممكن من الأراضي الفلسطينية لإستكمال المشروع الديني اليهودي الإقتصادي التوسعي التطبيعي، أما "بايدن" فإنه سيعمل على تفعيل الإتفاق النووي الأمريكي الإيراني، وتفعيل الإتفاقيات الدولية التي كانت مُبرمة في عهد أُوباما وتقليص وجود القوات الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط ، وسيعمل بطريقة دبلوماسية بين الفلسطينين والإسرائيليين ولكن مع الإهتمام الأكبر في حفظ أمن اسرائيل القومي حيث أن "بايدن" صهيونيا من الطراز الأول، حيث أعلن في أكثر من مرة دعمه لاسرائيل وفي عام 2014 أعلن "بايدن" عن خلافه مع نتينياهو حيث قال " لا أتفق مع أي شيء تقوله، لكنني أحبك"، صحيح أن "بايدن" طالب يوماً ما "بحل الدولتين" ولكن إقرار السياسة الأمريكية بجعل القدس عاصمة لإسرائيل وإنهاء قضية اللاجئين لن تتغير في حال انتخاب "بايدن"، ولكن ستتغير اللهجة واستعمال الصيغة التقليدية بجعل القدس الغربية عاصمة لإسرائيل والقدس الشرقية للفلسطينيين مع فتح قنصلية أمريكية في القدس، وهذا يعني سيستخدم الأسلوب الديمقراطي المنمق في إدارة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي والعودة إلى كلمات المفاوضات وصناعة السلام دون حقوق يراها الشعب الفلسطيني.
استطلاع الرأي:
أظهرت استطلاعات الرأي مؤخراً إلى تقدُم مرشح الحزب الديمقراطي " جو بادين" بثمانية نقاط مئوية في تأييده للناخبين وكشف الاستطلاع أن 46 في المئة من الناخبين المسجلين قالوا أنهم سيؤيدون "بايدن" في الإنتخابات القادمة نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، فيما أشار الإستطلاع أن ترامب حصل على 38 في المئة، أما باقي المشاركين في الاستطلاع ونسبتهم 16 في المئة تم تقسيمهم بين لم يحسم رأيه أو ينوي دعم مرشح ثالث أو لن يدلي بصوته، وبالتالي هنا تقريباً عشرون بالمئة لم تحسم بعد لمن سيكون الرئيس المستقبلي.
هذه الإستطلاعات حسب الإنتخابات الأمريكية السابقة لم تستطع التنبؤ بمن سيكون الرئيس القادم والدليل أن استطلاعات الرأي السابقة أشارت إلى احتمالية فوز كلنتون من الحزب الديمقراطي، إلا إن بعد الانتخابات النهائية حسمت لصالح ترامب، وهذا ما سيحصل تماماً في الوقت الحالي بارتفاع نسبة الحزب الديمقراطي ولكن الإقتراع النهائي سيكون هو المفصل.
في نهاية المطاف سواء أن كان الرئيس المقبل الأمريكي "بادين" أم "ترامب" فالإثنان يؤمنان بالحفاظ على الأمن القومي لإسرائيل وحفاظه من خلال دعم اسرائيل بالمال والعتاد ولكن الفرق بين "ترامب" و"بايدن" أن "ترامب" صريح بأفعاله وأقواله إلى درجة الصراحة والجنون، أما "بادين" فهو سيستعمل أسلوب الأكثر دهاء وهو الأسلوب الدوبلماسي الناعم في إدارة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
( الكوفية )