اليوم الاحد 22 سبتمبر 2024م
عاجل
  • مراسلنا: شهداء وإصابات في استهدف مجموعة من المواطنين شرق دير البلح
مراسلنا: شهداء وإصابات في استهدف مجموعة من المواطنين شرق دير البلحالكوفية إعلام عبري: أكثر من 55 ألف شخص غادروا "إسرائيل" في عام 2023الكوفية الخليل: مستوطنون يهاجمون تجمعًا فلسطينيا ويسممون أغنامًاالكوفية لبنان: وصول طائرة من العراق إلى مطار بيروت الدولي تحمل مساعدات طبيةالكوفية تطورات اليوم الـ 352 من عدوان الاحتلال المتواصل على قطاع غزةالكوفية الصحة: ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 41431 شهيداً و95818 مصاباالكوفية قوات الاحتلال تعتقل مواطنا من بلدة طمونالكوفية الأمم المتحدة: إنهاء الحرب في غزة أولوية مطلقةالكوفية مراسل الكوفية: مدفعية الاحتلال تستهدف بشكل مكثف حي الزيتون بمدينة غزةالكوفية الاحتلال يغلق حاجز مخيم شعفاط العسكريالكوفية إصابات بالاختناق لطلبة مدرستي "الأونروا" في مخيم الجلزونالكوفية مستوطنون يؤدون طقوسا تلمودية في عرب المليحات شمال غرب أريحاالكوفية مراسلنا: صافرات الإنذار تدوي في موقع المنارة شمال فلسطين المحتلة بعد تسلل طائرة مسيرةالكوفية مراسلنا: 16 شهيدا في غارات للاحتلال على قطاع غزة منذ فجر اليومالكوفية نادي الأسير: الاحتلال يعتقل 10 مواطنين بالضفة بينهم طفل وأسرى سابقون الكوفية دفاتر النكسةالكوفية حول مقولة: التخادم الإيراني الإسرائيلي الغربيالكوفية كيف نفسر البلطجة الإسرائيلية؟الكوفية الاحتلال يعتقل مواطنًا ويصادر خلاط باطون بالأغوار الشماليةالكوفية مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية قوات الاحتلال الكوفية

صراع علاقات القوة في الغربال

11:11 - 30 يوليو - 2020
الكوفية:

طلال عوكل:

من المبكر الوقوف على النتائج الحقيقية، التي يتسبب بها فيروس «كورونا»، التي تضفي أبعاداً جديدة كارثية، على الاقتصاد العالمي، والعلاقات بين الدول. إذا كانت اقتصادات الدول الضعيفة، ومتوسطة التطور، ستشهد انهيارات كبيرة، فإن «كورونا» لن تترك حجراً على حجر حتى بالنسبة للدول ذات الاقتصادات المتطورة والقوية.

«كورونا» تمثل الغربال ذا الفتحات الواسعة، لكن عملية الغربلة لا تعني أن من يسقط من الغربال قد فقد تماماً صلاحية الوجود، وإنما يعني أن نوعية الوجود ستكون بمواصفات متدنية. كما أن من يبقى صامداً، على سطح الغربال، لا يعني أنه في حال أفضل مما هو عليه قبل الغربلة، فالأرض كلها تحولت إلى قرية كونية صغيرة، تتداخل فيها العناصر بشدة، فالقوي قد استمد بعضاً من قوته من الضعيف، والضعيف يستمد الكثير من عناصر بقائه اعتماداً على ما يملكه القوي من عناصر الثروة، وأشكال السيطرة.

كانت الأزمة الاقتصادية التي ضربت المجتمعات الرأسمالية في العام 2008، مجرد زلزال أولي، تجاوز مفاعيله لا يعني، سوى الاستعداد لزلزال أقوى قد أدى وقوعها في مراحل سابقة إلى اندلاع حروب كونية، وصراعات دامية اختفت معها دول، وانقسمت أخرى، وحرب البلقان شاهدة على ذلك.

العالم اليوم يتعرض لحرب عالمية باردة، حتى من دون احتساب ما يجري منذ عقد من الزمان في منطقة الشرق الأوسط. وان كان ما يجري في هذه المنطقة، يشكل حلقة مهمة من حلقات تلك الحرب. عنوان الحرب الباردة، السباق القوي بين الولايات المتحدة والصين على المركز الأول في الاقتصاد العالمي، وانعكاسات ذلك على النظام الدولي، وعلاقات القوة بين الدول المتقدمة، وبين هذه والدول ضعيفة ومتوسطة التطور، وآليات السيطرة على الثروة.

الخلافات تتسع، حول التجارة والتكنولوجيا مع ارتفاع نسب التطور في الصين، وتمدد العلاقات التجارية الصينية، وغزوها للأسواق العالمية بما في ذلك الولايات المتحدة، إلى الحد الذي يدفع الإدارة الأميركية للتعبير عن ضيقها وعدم رضاها عن مستوى العلاقات التجارية والاستثمارية بين الصين وإسرائيل، ومطالبة الحكومة الإسرائيلية بالتوقف عن ذلك.

وتمتد الخلافات بين البلدين، لتشمل طريقة التعامل مع «كورونا»، ما أدى إلى انسحاب أميركا من منظمة الصحة العالمية التي تتهمها بالتواطؤ مع الصين، وتشمل اتهامات اميركية للصين لشن حملات قمعية في هونغ كونغ، وتعترض بقوة على مطالبات الصين الاقليمية في بحر الصين الجنوبي، من المؤكد أن الولايات المتحدة، تنظر بعدائية شديدة للاتفاق الاستراتيجي بين الصين وإيران، وكلاهما يخضعان لعقوبات أميركية، الأمر الذي قد يؤدي إلى إفراغ السياسة الأميركية من مضامينها، وبالتالي إفشالها جزئياً على الأقل. وفي حين تحث الصين الولايات المتحدة على الابتعاد عبثاً عن عقلية الحرب الباردة، الأمر الذي ينطوي على اتهام الإدارة الأميركية بشن مثل هذه الحرب، فإن ترامب يهاتف الرئيس الروسي بوتين ليعبر عن أمله في تفادي نشوب سباق تسلح بين أميركا وروسيا والصين.

في الواقع فإن السباق على أشده، وليس عنوانه الوحيد سباق التسلح، وإنما الحروب التجارية والتكنولوجية، والسيطرة على أعالي البحار، ومراكز الثروة على الأرض، بعد كل ما أقدم عليه ترامب من إجراءات استفزازية حتى لحلفاء أميركا من الدول الرأسمالية، انطلاقاً من ذاتية مفرطة لبلاده على حساب كل سكان الأرض، يعود للبحث عبثاً عن حلفاء لردع الصين، ولكن من دون أن يغادر عقلية التفوق الأميركي، ومن دون تقديم تنازلات للحلفاء.

وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو يعلن صراحة أنه يجب على الأمم الحرة في العالم دفع الصين إلى التغيير بطرق أكثر إبداعاً وحزماً، ويدعو روسيا للانضمام إلى التحالف ضد بكين. الرفض الروسي لدعوة بومبيو، كان متوقعاً، ذلك أن الصين شريك مهم، وأن روسيا لا تتحالف ضد دولة ما، كما جاء في الرد الرسمي الروسي.

إذا كانت الخارجية الأميركية توجهت إلى روسيا في اطار حشد القوى الكبرى للانخراط في حربها الباردة ضد الصين فهي بالتأكيد تكون توجهت بالدعوة ذاتها إلى الاتحاد الأوروبي واليابان والهند وكندا والبرازيل، باعتبارها الدول الأكبر من حيث حجم الناتج القومي السنوي.

هل تنجح الولايات المتحدة في مسعاها، أم ان المسألة تتجاوز الكلام، وتتطلب تراجعاً أميركياً عن سياساتها وأن تكون مستعدة لدفع الثمن؟ في الواقع فإن ترتيب الدول من حيث الناتج السنوي المحلي يضع الولايات المتحدة في المقدمة بـ 20,5 تريليون دولار، تليها الصين بـ 13,6 تريليون وهي تتقدم بخطى حثيثة وسريعة نحو تبوُّء المركز الأول بعد سنوات.

التوتر الأميركي آخذ في التصاعد، بعد أن أقدمت الولايات المتحدة وبطريقة غير دبلوماسية على إغلاق القنصلية الصينية في مدينة هيوستن بدعوى أنها وكر للتجسس وسرقة الملكية الفكرية.

الصين لم تتأخر في الرد بخطوة مماثلة حيث أغلقت القنصلية الأميركية في تشنغدو. مظاهر هذه الحرب الباردة متوفرة في أكثر من مكان والأمر لا يقتصر على السباق بين الصين والولايات المتحدة، وإنما يشمل روسيا والاتحاد الأوروبي، ودولاً أخرى من بينها إسرائيل، وتتجه المؤشرات على أرض الواقع نحو انفجار العديد من مناطق التوتر وربما تتخذ طابع الحروب الجزئية بين الأطراف، وحروب بالوكالة، العرب أوّل ضحاياها.

 

الأيام

كلمات مفتاحية
كن أول من يعلق
تعليق جديد
البريد الالكتروني لا يظهر بالتعليق