الوطن اكبر من أي مصطلحات أو تعبيرات عاطفية توقيتها موسمي محدود، لأنه العظيم والأكبر في التضحيات، والقضية أكبر من البوح والردح ضمن سيمفونية من الانفعالات ، والعمل السياسي الوطني أكبر من التصريحات التي تعتمد في إطلاقها على ردات الفعل وفق أجندات، والانتماء الحقيقي للقضية لا بد أن يبتعد عن وقاحة المزاودات التي محلها فقط سلبية الانتقادات.
الوطن لا ترسم حدوده ضمن إطار خارطة الأقوال الصامتة البعيدة عن الأفعال الناطقة، لأن الوطن لا يعيش في نطاق خارطة الممنوعات، بل يدور تلقائيا ضمن فلك تحدده وضوح الرؤية ونور الأفق في كافة الاتجاهات والمسارات، والبعد عن الاحتكام للعواطف اللحظية الزائفة البعيدة عن الواقع المحيط، التي تحتاج للنظر العميق على كافة الأصعدة والمستويات.
الوطن يحتاج إلى العديد والعديد من الركائز والمقومات، التي أولها الاخلاص في صدق النوايا الصالحات، حتى تكون الأعمال مقبولة في زمن عزت به التضحيات، وكثرت به المزاودات والمصائب والأزمات.