إحسان الجمل
دولة الامارات هي مستقلة ذات سيادة، وهي صاحبة الحق في قرارها الوطني، حسب مصلحتها الوطنية وامنها القومي، سواء اتفقت او اختلفت مع قرارها، الذي يبنى وفق معطيات وحسابات خاصة، تخضع للمتغيرات الجيوسياسية والاقليمية والدولية. وفي تدوير الزوايا، قد يكون قرار الامارات مفيدا للبعض ومضرا للاخر.
نحن الفلسطينيين، نتمنى ان يشارك الجميع في حصار دولة الاحتلال، وان تبقى قضيتنا هي المركزية للجميع، الى حين تحقيق ثوابتنا وحقوقنا الوطنية، لكن شتان ما بين التمني والواقع.
اما، ان يتخذ قرار الامارات منصة، لاستهداف حركة فتح بتيارها الاصلاحي وقائده، فهذه سياسة اقل ما يقال بها، انها قمة الانتهازية، والمراهقة السياسة، والكيد الشخصي، ولا تعبر عن سلوك وطني. ومن من الهجوم؟ من الذين كانوا السبب في ما وصلت اليه الحالة الفلسطينية، وسمحوا للبعض ان يغرد بعيدا عن السرب.
فتيار الاصلاح في حركة فتح، يملك فائض من الشجاعة الوطنية والارادة السياسة، والوضوح في الرؤية، لاعلان اي موقف بعيدا عن الالتباس السياسي، ولا يحمل موقفه ضبابا يجعله حمال اوجه. وهذا عبر عنه في بيانه الرسمي، وعبر مقابلة الاخ سمير المشهراوي.
نحن الفلسطينيين، قبل ان نحاسب الاخرين، علينا ان نحاسب انفسنا ونقوم بجردة حساب. لان اي موقف داعم يبنى على مدى قوتنا او ضعفنا، وجميع العرب رفعوا شعار( نحن مع ما يريده الفلسطينيون)، وهنا السؤال ماذا نريد نحن؟؟ وكيف؟؟
اين اوراق قوتنا، ونحن في عامنا ال13 من الانقسام الذي وصل الى مرحلة الانفصال، اين مقاومتنا سواء الشعبية السلمية او المسلحة؟؟؟؟ الم يرهنا في سوق التبادل المالي؟؟ اين اصبحت كل جولات ومؤتمرات المصالحة؟؟؟ ونحن في التيار، اعلنا موقفا واضحا وصريحا، بعدم التمترس وراء الماضي، والنظر الى المستقبل، وسعينا الى مصالحة فتحاوية ومصالحة وطنية، نجحنا في مكان، ولم نفشل بالاخر، بل اصبنا بخيبة امل من عدم شعور الاخر باهمية المصالحة ولم الشمل في مواجهة الاحتلال.
ماذا ترجمنا من قرارات المجلسين الوطني والمركزي، وقطع العلاقة مع الاحتلال، ماذا جسدنا من المقاومة الشعبية والسلمية، والاهم، هل ما زال الشعب يستجيب لدعواتكم؟؟؟ ام ان استعادة الثقة تحتاج الى جسور وجسور؟ في جعبتنا قرار اممي منذ العام2012 رقم19/67 يعترف بنا دولة، ماذا جسدنا منه على ارض الواقع، وفرضنا ان فلسطين دولة تحت الاحتلال.
من المعيب ان نغطي عجزنا بالهجوم على الاشقاء حكومة وشعبا، وهذه الشعوب لم تقصر يوما في دعم قضيتنا الوطنية. لست محام دفاع عن الامارات، لاني لا اتفق مع خطوة تطبيعها. ولكن كما يقال المساواة في الظلم عدل. ما موقفكم من قطر وتركيا؟؟ وانتم ادرى بموقفهيما وتفاصيلهما بالعلاقة مع الاحتلال الاسرائيلي.
من المعيب ايضا، وبعد ان اثبت التيار الاصلاحي لحركة فتح، دوره ومكانته ووزنه في الشارع الفلسطيني من خلال سياسة صادقة وواثقة وتقديم كل الدعم لمعاناة شعبنا انتم جزء من مسببيها. ان توجهوا سهامكم نحوه لشيطنته وتخوينه، وهو ما لم يتقبله الشعب الفلسطيني سوى قلة من سحيجتكم، وللاسف ان اعضاء في المركزية وفصائل تاكسدت تبارزت فيما بينها لاطلاق السهام، ولم يلتفت لها التيار ويذهب الى مربع ردة الفعل، لانه اسمى وارقى واكبر من سجالات لا تخدم القضية. ورفض ان ينزل الى الجب كيوسف من غدر اخوته لانه مؤمن ايمانا مطلقا بصوابية موقفه الذي لا يتناسب مع التلون.
تعالوا جميعا الى كلمة سواء، من اجل الوطن والشعب، ولنعيد ترتيب اوراق بيتنا الداخلي، ونتوجه موحدين الى اشقائنا لنقول لهم ما لنا وما علينا، ونكسب حضانتهم العربية بدل العداء معهم. لا تكونوا كاخوة يوسف وغبائهم في رمي اخوهم في الجب. عودوا الى رشدكم والى مدرسة اسسها ياسر عرفات.