طرابلس: للتغلب على ضيق المعيشة في بلد تمزقه الصراعات المسلحة، اضطر أستاذ جامعي إلى العمل في إصلاح وصيانة السيارات، وفي المساء يبيع التمور في الأسواق لتوفير قوت أسرته.
يمضي عُمر مصباح المغربي ساعات طويلة من يومه حبيس سيارته يجوب مصراتة، المدينة الساحلية التي يعيش فيها، باحثا عن غاز الطهي والوقود والخبز، في بلد غارق وسط الصراعات منذ ما يقرب من 10 سنوات.
المغربي أب لأربعة أطفال يتنقل بين ثلاث وظائف لتأمين الاحتياجات الأساسية لأسرته، حيث يعمل أستاذا جامعيا، ويدير ورشة لإصلاح السيارات في مرآبه، ويُمضي المساء في بيع التمور بسوق للخضار.
تفاصيل حياته الصعبة تتطابق مع معاناة الكثيرين في ليبيا، كنتيجة لسنوات خيمت فيها غيوم الاضطراب، والتناحر بين حكومتين في الشرق والغرب، وتراجع إنتاج النفط، المصدر الرئيسي للدخل في البلاد.
ومع الأزمة المصرفية ونقص السيولة وجائحة كورونا، لا يستطيع الأستاذ الجامعي تقاضي راتبه البالغ 900 دينار ليبي مرة كل شهرين، ما يجبره على العمل ميكانيكًيا للسيارات وبائعا للتمور.