غزة - عمرو طبش: استطاع الشاب محمد الرضيع ابتكار دراجة مائية كنوع جديد في قطاع غزة، من أدوات بسيطة ومستهلكة جداً، حيث تعتبر التجربة الأولى في صنع دراجة مائية للترفيه داخل البحر، وإنقاذ الغرقى داخل البحر في وقت أقل.
يروي الشاب محمد الرضيع صاحب الـ"24 عاماً"، من بيت لاهيا تفاصيل قصته لـ"الكوفية"، فيقول إن بداية فكرته في صناعة الدراجة المائية جاءت خلال ذهابه الدائم مع أبناء عمه على بحر بيت لاهيا، إذ أنهم كانوا يسبحون ويصطادون السمك، ولكنه في كل مرةٍ يجلس أمام الشاطئ دون عمل أي شيء، خاصةً أنه لا يستطيع السباحة والصيد، ينتظرهم حتى يخرجوا من البحر مصطحبين السمك الذين اصطادوه من البحر.
فبدأ الرضيع يبحث عن فكرة معينة لكي يستطيع الدخول مع أبناء عمه داخل البحر دون سباحة، خاصةً أن البعض منهم تحدثوا إليه، واحتجوا بأنه يأتي معهم ويأكل من السمك على الجاهز دون مساعدتهم أبداً، فمن هنا بدأ في فكرة صناعة الدراجة المائية بأدوات بسيطة.
وقال، إنه عندما قرر تنفيذ فكرة الدراجة المائية كان لا يمتلك الأموال الكافية لصناعتها، فبدأ بشراء أنابيب بلاستيكية مستخدمة من المحلات والخردة بسعر رخيص، ومن ثم قام بشراء دراجة هوائية لا تعمل، لاستخدام هيكلها الخارجي فوق الدراجة المائية التي سيصنعها، وبعد ذلك استمر في جمع الأدوات البسيطة التي تستخدم في صناعة الدراجة المائية.
وأوضح الرضيع، أن لديه ورشة حدادة ولكن العمل فيها توقف بسبب حالة حظر التجوال في قطاع غزة بسبب جائحة كورونا، ولكنه في تلك الفترة أراد استغلال الوقت والعمل في داخلها بتصنيع الدراجة المائية.
وتابع أنه عندما استطاع جمع جميع الأدوات والقطع البسيطة التي تنوعت ما بين الأنابيب البلاستيكية، وقطع من الحديد، وهيكل دراجة هوائية، بدأ في صناعة فراشات من الحديد ليضعها أمام وخلف الدراجة من أجل دفعها للأمام والخلف داخل البحر بكل سهولة.
وبيّن الرضيع أنه بعدما صنع الدراجة المائية بشكل كامل، أنزلها إلى البحر وبدء بتجربتها في الماء، ولكنها لم تكن بالسرعة التي خطط لها، لكي تستخدم في عمليات إنقاذ الغرقى، خاصةً في ظل ارتفاع عدد الغرقى من كل عام في البحر، مشيراً إلى أنه سيعمل على تطوير ابتكاره بإضافة محرك من أجل أن يكون الدفع أكبر وبسرعة أفضل.
وكشف الرضيع عن أهم الصعوبات التي واجهته من أهمها، انقطاع التيار الكهربائي بشكل مستمر ولفترات طويلة، وعدم وجود دعم مادي لتلك الصناعة التي ابتكرها حتى يطورها بشكل كبير، مضيفاً أيضاً خلال تنقله بالدراجة المائية إلى البحر لخوض عدة تجارب عليها ومن ثم يعدل عليها، فكان هذا الأمر يحتاج إلى جهد وتعب وتكلفة مالية.