غزة: اختطف مسلحون ملثمون يتبعون لأحد فصائل المقاومة فجر اليوم ثلاثة مواطنين أثناء تأديتهم صلاة الفجر في مسجد بني سهيلا، شرق مدينة خان يونس، واقتادوهم بالقوة خارج المسجد، ومن ثم إلى موقع عسكري تابع للفصيل المقاوم، واعتدوا عليهم بالضرب المبرح، بالهراوات وأعقاب البنادق، مما سبب لهم أضراراً جسدية. وفيما يبدو، وقعت الحادثة على خلفية خلاف تنظيمي.
وأعرب المركز الفلسطيني لحقوق الانسانعن ادانته للحادثة في بيان له وصل لـ"الكوفية" نسخة منه، وقال المركز في بيانه:
إذ يدين بشدة هذه الحادثة، فإنه يطالب النيابة العامة بفتح تحقيق فيها واتخاذ المقتضى القانوني. كما يطالب الأجهزة الأمنية بوقف كافة المهام التي ما تزال تمارسها بعض الأذرع العسكرية لحركات المقاومة الفلسطينية، بما في ذلك الاعتقال والاحتجاز، وغيرها من الممارسات التي تعتبر تعدٍ سافر على صميم عمل واختصاص الجهات المكلفة بإنفاذ القانون ومأموري الضبط القضائي على نحو خاص قوامهم الشرطة المدنية وهم يخضعون مباشرة لأوامر وإشراف النائب العام.
ووفقا لتحقيقات المركز، في حوالي الساعة 5:35 فجر اليوم الأربعاء الموافق 14 أكتوبر 2020، اقتحمت مجموعة من الملثمين من سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، مسجد الأنصار في منطقة ارميضة في بني سهيلا، شرق خانيونس، أثناء تأدية المصلين الركعة الثانية من صلاة الفجر. احتجز الملثمون، الذين قدر عددهم بنحو 15 ملثماً، 3 مواطنين، بعدما سحبوهم واعتدوا عليهم بالضرب، واقتادوهم إلى سيارات من نوع ماغنوم (عددها 5 سيارات) كانت برفقتهم، وبها مجموعة أخرى لا تقل عن 20 مسلحاً خارج المسجد، حيث قيدوا أيديهم وعصبوا أعينهم، واقتادوهم إلى موقع للسرايا غرب خانيونس، وهناك اعتدوا عليهم بالضرب بالهراوات وأعقاب البنادق.
وبعد حوالي نصف ساعة اقتاد المسلحون أحد المحتجزين الثلاثة وهو كمال سالم البريم، 40 عامًا، وأنزلوه بالقرب من مسجد بلال في مخيم خانيونس، وطلبوا منه العودة للمنزل، وأبلغوه أنهم احتجزوه بالخطأ.
وفي حوالي الساعة 7:00 صباحًا، أطلق المسلحون سراح المواطنين الآخرين، وهما: عمار رأفت خليل أبو العلا، 36 عاماً، وأصيب بكسور في يده اليمنى ورضوض في أنحاء الجسم، وشقيقه محمد رأفت خليل أبو العلا، 35 عاما، وأصيب بكسور في رجله اليمنى ورضوض في أنجاء الجسم والوجه، حيث تم تسليمهما لأحد اقاربهم الذي نقلهم لمستشفى ناصر بخان يونس.
ووفقا لما أفاد به المختطف المعتدى عليه، عمار رأفت خليل أبو العلا، 36 عاما، لباحث المركز، فإن نحو 10 ملثمين مسلحين كانوا يضعون عصبات سرايا القدس، ويلبسون ملابس سوداء اقتحموا المسجد، وقاموا بسحبة من المسجد أثناء تأديته صلاة الفجر، وسط الاعتداء بالضرب. ولدى محاولة شقيقه محمد، 37 عاماً، منعهم من ذلك، اعتدوا عليه أيضاً بالضرب، وسيطروا عليه واقتادوه أيضاً خارج المسجد. وأضاف أبو العلا: “…اقتادني المسلحون إلى إحدى سيارتهم واقتادوا كذلك شقيقي محمد، وجارنا وصديقنا كمال سالم البريم، 35 عاما، حيث وضعوا كل واحد منا في سيارة. وبمجرد إدخالي في السيارة قاموا بدفع رأسي للأسفل وعصبوا عيني ووضعوا كيساً في رأسي، وقيدوا يدي للخلف، وبدأوا بالاعتداء عليَ بالضرب بأعقاب البنادق. سارت السيارة حوالي 10 دقائق، وأنزلونا في ساحة موقع، تبين لي لاحقاً أنه موقع سرايا القدس غرب خانيونس، وهناك ضربونا بالعصي وأعقاب البنادق، بما في ذلك ضربي على ركبتي ويدي، حتى شعرت بكسر في يدي اليمنى…” وبعد ذلك، قام عناصر السرايا بالإفراج عنهم بعد تدخل وساطات تنظيمية في حوالي الساعة 7:00 صباحاً، حيث توجه لمستشفى ناصر بخان يونس، وأجرى فحوصات بينت أن لديه كسور في يده اليمنى، وجروح في الساق الأيمن، وكذلك رضوض في أنحاء الجسم، وتبين وجود كسور في ساق شقيقه محمد اليمنى، مع رضوض في أنحاء الجسم وضرب مع ازرقاق أسفل العين.
وأصدرت وزارة الداخلية، في أعقاب ذلك، بياناً ذكرت فيه أنها تتابع حادثة اعتداء مجموعة مسلحة على المصلين في مسجد “الأنصار” شرق خانيونس أثناء صلاة فجر اليوم الأربعاء، وبأن الأجهزة المختصة فتحت تحقيقا في الحادث.
يؤكد المركز الفلسطيني أن الاعتداء من مجموعات مسلحة على المواطنين يعتبر جريمة واعتداء سافر على سيادة القانون، يتطلب من الجهات المختصة موقفاً حازماً لوقفه، منعاً للانزلاق لمربع الفلتان الأمني، وأخذ القانون باليد.
ولذا، فإن المركز يطالب النائب العام في قطاع غزة بالتحرك فوراً، لفتح تحقيق جدي وسريع في الحادثة ومحاسبة المسؤولين عنه، من أجل صيانة سيادة القانون، واعادة الاعتبار للأجهزة الأمنية.