القاهرة: أكد الوزير الفلسطيني الأسبق حسن عصفور، أن التطبيع السوداني مع إسرائيل لم يكن مفاجئا، مشيرا إلى أن ..، خاصة بعد لقاء رئيس دولة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع رئيس المجلس السيادي السوداني عبد الفتاح برهان، في أحد الدول الإفريقية.
وذكر عصفور خلال حوار مع قناة "الغد"، مساء السبت، أن كل من يتابع السياسة، كان يعلم أن الدولة القادمة هي السودان بعد الدول العربية التي أعلنت مؤخرا التطبيع مع إسرائيل، مشيرا إلى أن السودانيين تعاملوا مع التطبيع بشكل تدريجي.
وأشار، إلى أن هناك دول عربية عمليا في سلة التطبيع، وقطر بشكل أساسي، وكذلك عُمان والمغرب وتونس، لافتا إلى أن هناك إسرائيليين يدخلون تونس من المطار دون تأشيرة.
وأشار عصفور، إلى أن السؤال الأساسي، ههو "أنت كفلسطيني ماذا تريد طبّع العرب أم لم يطبعوا، فماذا بعد؟؟"، مؤكدا أن الصراع العربي الإسرائيلي لن ينتهي رغم اختلاف الأولويات طالما بقيت القضية الفلسطينية دون حل، لافتا إلى أن جزءا مهما من القيادات والأحزاب الإسرائيلية مدركون هذه المعادلة باستثناء إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وحول الموقف الفلسطيني إزاء ما يجري والذي تناوله في مقاله الأخير، قال عصفور، "كتبت مقالا بعنوان "ملطمة"، وذكرت أنهم قد انتقلوا من التطبيع إلى الأسير الأخرس، ثم للعمل التطوعي، وقلت أيضا أصرخ وحاصر حصارك، لدينا أوراق قوة لكن الفصائل، وخصوصا طرفي الانقسام الذي أصبح كالسم في الجسد لم يعد لديها رؤية".
وأكد، أن حركة حماس تنتظر هوان وضعف حركة فتح، ولا تبحث عن شراكة معها، وتريد أن تخطف منظمة التحرير، وما يجري بينهما مؤخرا مجرد مكذبة سياسية من طراز فريد، لافتا إلى أن حركة حماس لديها أمن مطلق مع إسرائيل، ولا أحد يستطيع أن يطلق طلقة من قطاع غزة.
ولفت عصفور، إلى أن السلطة ليس لديها مشروع رغم أن لديها قرارات، والرئيس عباس يستطيع أن يتحول بليلة واحدة من شخص ضعيف إلى شخص قوي.
وأضاف، "القيادة الفلسطينية ليست بحاجة لخوض معركة عسكرية على الإطلاق، بل المطلوب أن تُخرج من الدرج بعض القرارات، منها تعليق الاعتراف المتبادل، وإعلان فلسطين دولة تحت الاحتلال، وتشكيل برلمان الدولة، مشيرا إلى أنه من خلال ذلك تفقد حماس شرعية انقلابها، إلى جانب أنها تدخل معركة سياسية كبرى مع دولة الاحتلال".
وتساءل عصفور: "هل تعترف إسرائيل بمنظمة التحرير الفلسطينية، أو اتفاق اوسلو؟ الجواب: لا، إذن طالما لا تعترف بذلك فلماذا يبقى الاعتراف بها؟".
وبين عصفور، أن عدم اتخاذ القرار حتى اللحظة من قبل قيادة السلطة، ناجم عن أخطاء في التقدير السياسي تخوفا من الدخول في معركة عسكرية، واصفا ذلك بـ"الجُبن السياسي".
وشدد، على أن ما تفعله السلطة الآن هو فك الارتباط مع الشعب الفلسطيني، وليس فك الارتباط مع إسرائيل، لافتا إلى أن الأخيرة قد أعلنت مؤخرا عطاءات، وإقامة شركة اتصالات وتتعامل مع الضفة الغربية على أنها يهودا والسامرة، وتتجه نحو التوسع بكل عدوانية وغطرسة.
وأضاف عصفور، "التطبيع يجب أن يعطينا قوة أكثر، أنا كصاحب القضية اتخذ القرارات السليمة، وكل العرب لم يكونوا مطبعين في الماضي لكنهم لم يفعلوا شيئا"، منوها "إذا أنت لا تستطيع أن تواجه فكيف ستمثل الشعب الفلسطيني؟".
وتابع، "يجب التعامل مع العرب كما هم وبحالتهم، ولا تنتظر بل عليك كفلسطيني اتخاذ القرارات أو جزءا منها، وليس مطلوبا أكثر من ذلك".
وأردف عصفور قائلا، "لا تريد العرب أن يطبعوا، فماذا فعلت القيادة الفلسطينية خلال السنوات الماضية؟ فالاستيطان زاد، والانقسام تعمق منذ 14 عاما".
وأشار، إلى أن الشهيد ياسر عرفات دخل حربا عسكرية تدميرية عام 2002 وحوصر، ولم يتحرك أحدا من العرب، مضيفا، "الآن لا ينفع اللطم والسباب ما "حك جلدك غير ظفرك".
وحول طرح القيادة البديلة، أبدى عصفور رفضه لذلك قائلا، "لست مع هذا الطرح، وقد يأتي في سياق سياسي غير دقيق"، مستدركا، "لكن إذا استمر هذا الواقع الفلسطيني فلا يوجد رهان على الشعب الذي يعاني من حصار وتضييق منذ سنوات، وسيكون معك في المواجهة، ودون ذلك لن يستمر".
واختتم عصفور برسالة وجهها للرئيس عباس قائلا، "القرار بيدك لا تنتظر من أي عربي أي تحرك، وكل ما عليك إلا أن تقرر وتحاصر حصارك برسائلك السياسية الهامة".