موسكو: حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف دول الغرب من شن أي هجوم خارجي جديد على سوريا تحت ذرائع استخدام القوات السورية الأسلحة الكيميائية.
وقال لافروف، أثناء اجتماع عقده اليوم مجلس الأمن الدولي برئاسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب: "روسيا تحذر دول الغرب من شن هجمات جديدة على سوريا تحت ذرائع مفتعلة لأن ذلك سيمثل انتهاكا صارما لميثاق الأمم المتحدة وسينسف مساعي التسوية السياسية في البلاد التي طالت معاناتها".
وأعرب عميد الدبلوماسية الروسية عن قلق موسكو من الاتهامات الباطلة التي توجهها بعض الدول الغربية إلى السلطات السورية باستخدام المواد الكيميائية المحظورة، مؤكدا أن حكومة دمشق سبق أن أتلفت ترسانتها الكيميائية بالكامل حسب الاتفاق المبرم بين روسيا والولايات المتحدة عام 2013 والذي أثبته قرار مجلس الأمن الدولي وقرارات منظمة حظر الأسلحة الكيميائية.
كما تطرق لافروف إلى ملف إيران النووي، مشيرا إلى أن مغادرة الولايات المتحدة الاتفاق من جانب واحد يعرض نظام عدم الانتشار للخطر، وخاصة في وقت لا تزال فيه طهران ملتزمة بجميع مسؤولياتها بموجب الصفقة، ما أكدته مرارا الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وأبدى وزير الخارجية الروسي قناعة موسكو بضرورة الحفاظ على الاتفاق النووي، مؤكدا أن بلاده تعمل على ذلك بشكل نشط مع إيران والصين والاتحاد الأوروبي.
وحذر لافروف من أن انهيار الاتفاق قد يدفع إلى التصعيد من حدة التوترات في الشرق الأوسط برمته، مما يهدد الاستقرار الإقليمي ونظام عدم الانتشار بمخاطر ملموسة.
ولفت لافروف إلى أن فشل الاتفاق النووي كان سيضر بالجهود المبذولة في سبيل تحقيق التفكيك النووي في شبه الجزيرة الكورية، مؤكدا تأييد موسكو لهذه المساعي.
وأشار لافروف إلى أن منظمة حظر الأسلحة الكيميائية شهدت في الآونة الأخيرة حالة من التدهور، محذرا من محاولات منح الأمانة الفنية للمنظمة صلاحيات تنفيذية.
وندد الوزير بتصاعد الخطاب المعادي لروسيا بخصوص قضية سكريبال، مشددا على أن هذه الاتهامات لا تستند إلى أي أدلة، بينما لا تزال لندن ترفض دعوات موسكو لعقد تحقيق مشترك في التسميم المزعوم لضابط الاستخبارات الروسية السابق سيرغي سكريبال وابنته يوليا في مدينة سولزبوري البريطانية في 4 مارس الماضي.
وذكر لافروف أن رفض الحكومة البريطانية للتعاون في القضية يدفع إلى استنتاجات بأنه ثمة لديها أسرار تسعى إلى إخفائها.
وأشاد لافروف بقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عقد جلسة لمجلس الأمن الدولي بخصوص منع انتشار أسلحة الدمار الشامل في العالم، مؤكدا أن هذه الخطوة جاءت في وقت مناسب.
ولفت لافروف إلى أن التعاون بين روسيا والولايات المتحدة كأكبر دولتين نوويتين في العالم يحظى بأهمية استثنائية بالنسبة للحفاظ على نظام عدم الانتشار.