أعجبني بوست على صفحة الصديق عبد الكريم عاشور كتب فيه:
"يَتَساءل صَديقي وليد صيام باستغراب"
معقول كل العقول الموجودة عندنا ومش قادرين نصنع جهاز تنفس ونبطل نطالب بإدخال اجهزة التنفس الاصطناعي
ليش فاتحين جامعات ومختبرات؟؟؟؟
نعم يا صديقي الإبداع والإنتاج العلمي يحتاج إلى منظومة علمية مُتكاملة، كي يَستطيع أن يَكون مُنتجاً، وهذا ما نَفتقر إليه، الإبداع ليس حالة فردية مُعزولة عن المجتمع، قد يُوجد لدينا آلاف المُبدعين، لكنهم يُبدعوا فقط خارج البلاد، لوجود المنظومة العلمية المُتكاملة الحاضنة لهم،
"فإذا وضعت تِرس جديد لامع في الة قديمة صَدأة، سوف يُصاب الترس الجديد بِصدأ كما التروس المجاورة له".
انتهى الاقتباس
وأردت إن أضيف بعض الشرح لما لموضوع البحث العلمي من أهمية تحتاج المثابرة والاستمرارية في طرحه خاصة في الاسبوع الفائت كشفت التقارير عن أن اسرائيل هي الدولة الأولى على العالم في البحث العلمي ما يربط ذلك التفوق في البحث العلمي لإسرائيل كقاعدة للتفوق على مجمل الامكانيات العربية ما يصعب الطريق أمام الفلسطينيين في إدارة الصراع الجاري منذ نكبة 1948 وحتى الآن دون اختراق عربي أو فلسطيني لإحداث التوازن على الأقل.
ولهذا أقول أيضاً
موضوع صناعة جهاز التنفس في حد ذاته يمكن أي فرد في المجتمع أن يصنعه، لكن المشكلة أنه في كل مشكلة في المجتمع نحتاج جهاز تنفس من نوع خاص بمعنى "المنظومة المتكاملة" لوضع حل لكل مشكلة وهذا ما يقوم به حقيقة البحث العلمي بالضبط في المجتمعات المحلية والدولية ... يعني نحتاج جهاز تنفس قضائي وجهاز تنفس ديمقراطي وجهاز تنفس عدالة وجهاز تنفس تنمية وجهاز تنفس زراعي وجهاز تنفس اجتماعي وجهاز تنفس حرية ... وهكذا
إسرائيل الاولى في العالم
ترصد أكثر من 3.5% من دخلها القومي للبحث العلمي الحقيقي ولديها منظومة متكاملة من القانون والنظام السياسي وثقافة المجتمع والتنمية ..
ولكي ينجح البحث العلمي في أي مكان يجب أن تتوافر له عناصر رئيسية ثلاثة:
1- كوادر بشرية متخصصة
2- دعم مالي
3- إدارة البحث العلمي وهذه الاهم لعلاقتها المباشرة بثقافة وفهم واسلوب مجتمع متحضر يتمتع بالحرية والعدالة وعلى رأسها المحرك الاول وهو طبيعة النظام السياسي.
النظام والقانون والثقافة قبل الامكانيات.
نأخذ مثالا مصر الدولة المركزية العلمية الأفضل عربيا يقول د. أحمد حجازي عالم البيئة المصري بجامعة القاهرة،
"حوالي 80% من ميزانية البحث العلمي في مصر يصرف علي مرتبات العاملين والباقي 15% تصرف علي الإنشاءات والباقي لا يتعدى 5% في أحسن الأحوال تذهب للبحث العلمي....""
ولذلك أقول هنا يكمن الحل :
في وطنا العربي هذا يحتاج انقلاب هذه النسب.. أي انقلاب في القانون والثقافة والمفاهيم.