انشقاقات متواصلة في حزب الليكود ليس آخرها جفعات شاشا واتفاقها مع جدعون ساعر على تأسيس حزب جديد، فهذه الانشقاقات تذكرنا بما آل إليه حزب العمل قبل سنوات وانشقاق كبار قادته،مما أفضى به الى حزب هامشي في الساحة السياسية ،وكل التقديرات تذهب إلى أن الحزب الجديد سوف ينتزع «21» مقعدا من الليكود بما يعني تفككه، وإنهاء احتكار نتنياهو لزعامته وحكم إسرائيل.
المرأة الحديدية في الليكود شاشا انشقت واخذت معها اربعة أعضاء أقوياء من الليكود، وسبقها ساعر الذي انشق وأخذ معه ستة أعضاء أقوياء من الليكود، وقادة كبار يقولون علنا أن سبب انشقاقاتهم هو ديكتاتورية نتنياهو ورفضه التنازل عن زعامة الليكود، وإذا وضعنا مقاربة سياسية لما يجري في واشنطن نجد أن خسارة الرئيس ترمب الإنتخابات الرئاسية ألقت بظلالها على الساحة السياسية والحزبية في إسرائيل.
«ساعر-- شاشا» باعتبارهما من أقوياء الليكود نجحا بشق الحزب وإضعاف موقف نتنياهو وجره إلى قبول التصويت على حل الكنيست ومن ثم الذهاب الى إجراء إنتخابات مبكرة، رغم محاولاته التمسك بتحالفه مع «كاحول لافان « والنقطة الأكثر تداولا تتمثل في أن بني غانتس ما زال يراهن على تماسك الائتلاف الحالي مع ما تبقى من حلفاء لنتياهو لكي يفشل الذهاب إلى إنتخابات مبكرة.
حزب الليكود يعيش آخر أيامه بزعامة نتنياهو، واستطلاعات الرأى ترجح أن يحصل حزب «ساعر-- شاشا» على أكثر من (21) مقعدا في الكنيست حال إجراء إنتخابات مبكرة في الربع الثاني من العام القادم، وهو ما يعني دخوله حلبة المنافسة في تشكيل الحكومات الإسرائيلية.
«كاحول لافان» ورث حزب العمل ،وحدثت به انشقاقات إضعفته وحولته إلى الهامش ،فمعظم جنرالاته يتطلعون إلى إستكمال فترة الإتفاق مع الليكود، لكن الانشقاقات بين كبار القادة في الحزبين (الليكود وكاحول لافان) سوف تفضي إلى التصويت على حل الكنيست، وانشقاقات «ساعر وشاشا « عن الليكود سوف يترك الحزب ونتنياهو باضعف حالاتهما، والنهاية المتوقعة أن الإنتخابات القادمة لن يكون نتنياهو فيها صورة الزعامة الأسطورية التي تدير وتتحكم فى الساحة السياسية والحزبية في إسرائيل.
انشقاق «ساعر-شاشا» والذهاب لتأسيس حزب جديد سوف يكون على انقاض الليكود، وسيؤدي إلى خروج نتنياهو من المشهد السياسي،وهذا سوف يتبعه إضعاف قوة اليمين المتطرف لصالح قوى أخرى قريبة من كاحول لافان، ويبقى السؤال الأهم..هل يتمكن الثعلب نتنياهو من خلط الأوراق مرة أخرى وقلب الطاولة على خصومه والبقاء في الحكم ام أن ما يجري سوف يرسله عنوة خارج اللعبة ويرمي به وراء القضبان؟!.
"الدستور"