مدريد: أكد معتمد تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح في ساحة أوروبا، الدكتور يوسف عيسى، أن الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن، لن يتراجع عن الاعتراف بالقدس عاصمة موحدة لإسرائيل باعتباره قرار أمريكيًا سابق، ولكنه قد يعيد فتح مكتب منظمة التحرير وقد يعيد ضخ المساعدات للسلطة الفلسطينية وقد يعيد الاعتبار على أساس حل الدولتين.
وأضاف، خلال لقاء حواري مع الهيئة القيادية لتيار الإصلاح الديمقراطي ساحة اليونان قبرص، أن شكل الدولة الفلسطينية التي يريدها الأمريكان لن يختلف عن شكل الدولة التي يرسمها نتنياهو، والتي لن تكون دولة ذات سيادة كاملة على الأرض الفلسطينية ولن تمارس حقها السيادي على أرضها وأجوائها، إضافة إلى ذلك فإن ملف القدس واللاجئين لن يكون على طاولة المفاوضات.
وشدد على أن كل ما تقدم وما قد يكون من إعادة فتح المكتب وإعادة ضخ المساعدات وغيرها لن يتم إلا عبر مجموعة من الاستحقاقات أهمها: إعادة انتخاب قيادة فلسطينية شابة ذات شرعية، وأن يكون الاتفاق مباشر بين الفلسطينيين والإسرائيليين برعاية أمريكية منفردة.
وخلال اللقاء الذي افتتحه أمين سر التيار في ساحة اليونان قبرص محمد على جاد الله، تطرق الدكتور عيسى لعدة مواضيع تشمل تطورات عمل التيار على صعيد الساحة الفلسطينية وساحات أوروبا ومستجدات الوضع الفلسطيني في ظل المتغيرات العربية والدولية وتم طرح العديد من الأسئلة والاستفسارات من قبل الهيئة القيادية.
خسارة ترامب وتأثيره على الوضع العربي الإقليمي
وأكد "عيسى"، أن سقوط ترامب وحقبته من المنطقة، شجع بعض الأطراف على القول أن إدارة بايدن تتجه لاتخاذ خطوات بشأن الاهتمام بملف الشرق الأوسط وملف الفئة الفلسطينية، ولكني أعتقد أن بايدن غير مهتم في هذه الفترة بالقضية الفلسطينية، حيث أن أولوياته في تنصب على معالجة تفشي فيروس كورونا في المجتمع الأمريكي والتي تعتبر من أكثر الدول المنتشر بها الفيروس، وكذا معالجة الآثار الاقتصادية والاجتماعية التي نجمت عن الفيروس ومعالجة حالة الانقسام الداخلي الأمريكي التي زرعها ترامب خلال فترة حكمه وتجسدت في محاولة السيطرة على الكونجرس الأمريكي وإعاقة جلسة إقرار نتائج الانتخابات وتعطيلها عدة ساعات.
وأضاف أن ثالث الملفات التي وضعها بايدن على رأس أولوياته هي مواجهة النفوذ الصيني في العالم باعتباره قوة عالمية صاعدة تنافس أمريكا في أسواقها ومناطق نفوذها لكن حل القضية الفلسطينية سيأتي بعد ذلك.
الخروج من المأزق الفلسطيني
وأضاف "عيسى" أن الخروج من المأزق الفلسطيني في الوقت الحالي لن يكون عبر بوابة بايدن، ولكن الخيار الوحيد أمام الفلسطينيين هو تجديد شرعيتهم وقبل ذلك إعادة وحدة نظامهم السياسي بعقد انتخابات حرة ونزيهة تجري في كل المناطق الفلسطينية، وليس على أساس اتفاقية أوسلو، ولكن على أساس انتخابات تجري لشعب له دولة معترف بها من قبل الأمم المتحدة وقرار أممي صادر عام 2012 ، وهذا البرلمان الفلسطيني هو الذي يمثل الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وغزة والقدس واعتبار المناطق الفلسطينية بما فيها القدس منطقة انتخابية واحدة يمارس الشعب الفلسطيني حقه في الاختيار الحر وحقه في الدعاية الانتخابية وأيضا يمارس كل أبناء شعبنا حقهم في الاقتراع في المناطق التي اعترفت بها كل الشرعية الدولية.
رؤية تيار الإصلاح الديمقراطي حول قرار الانتخابات
وعن رؤية تيار الإصلاح الديمقراطي لقرار الانتخابات قال "عيسى":
أولاً: نحن في التيار مع قائمة فتحاوية واحدة تعبر عن إرادة الكل الفتحاوي وتحتكم في قواعد اختيارها للنظام الداخلي لحركة فتح.
ثانيا: أن تحتمل هذه القائمة على شخصيات وازنة ذات قبول في المجتمع ا لفلسطيني، وأن تكون قادرة على تحقيق الانتصار في معركة الانتخابات.
ثالثا: أن يسبق هذه العملية إصلاحات داخلية فتحاوية تؤدي إلى إعادة الاعتبار لكل مؤسسات فتح وتفعيل هذه المؤسسات وضخ روح جديدة فيها والأفضل أن يتم عقد مؤتمر توحيدي لحركة فتح يقوم على اختيار أعضاء وفقا للنظام الداخلي الذي وضعه المؤتمر السادس لحركة فتح.
ولكن إذا جوبهنا وهذا متوقع برفض من الرئيس محمود عباس، باعتبارنا خارجين عن الصف الفتحاوي ومفصولين من الحركة سنخوض الانتخابات بقائمة مستقلة وسنتحالف مع كل من يرغب بالتحالف معنا أي قوى وطنية أو إسلامية، تكون مقتنعة ببرنامجنا ورؤيتنا المستقبلية ولن نغلق الباب أمام الفتحاويين الاحرار الذين يشاركونا نفس الرؤية ونفس الأمل بأن يتم تحقيق إنجاز كبير وتغيير في المؤسسات الفتحاوية، والفلسطينية.
وتابع، هناك مخاوف متوقعة كالعادة بأن "عباس" وحركة حماس لا يريدان انتخابات وسيبحثون عن ذرائع من أجل إفشال الانتخابات، ولكن بالنسبة لنا في التيار فنحن جاهزون ولدينا تحضيرات مبكرة بدأت منذ 3 سنوات ولدينا لجنة انتخابات مركزية يشرف عليها القيادي عبد الحكيم عوض، وتعمل داخل المناطق الفلسطينية غزة والضفة والقدس.
وأضاف، ستعبر قائمتنا عن إرادة اخواننا في حركة فتح ولن يكون هناك ترشح من الأغلبية العظمى في قيادة التيار وسيترك المجال للأجيال الشابة والأخوات بأن يكونوا ممثلين لنا في البرلمان وسنبذل كل جهدنا بأن يكون لنا كتلة وازنة في المجلس التشريعي تشكل قبة الميزان في تشكيل أي حكومة فلسطينية قادمة على أن تكون قادرة على إصلاح النظام الفلسطيني وإخراجه من المأزق الذي يعيش فيه حتى يستمر شعبنا في إعادة الاعتبار للمشروع الوطني ويستمر بنضاله في مقاومة الاحتلال بالطرق المتفق عليها والتي شرعها القانون الدولي حتى ينال شعبنا استقلاله وحريته.
ساحات أوروبا
وعن دور ساحات أوروبا في دعم قائمة فتح وتعزيز دورها في الانتخابات المقبلة قال "عيسى"، خلال عملنا في الفترة الماضية بساحات أوروبا تواصلنا مع أبناء شعبنا والوقوف جانبه من خلال مجموعة من المبادرات التي قدمناها في الفترة السابقة والمشاركة في الكثير من الفعاليات والمناسبات الوطنية في ساحات أوروبا، وهو ما كان له أثر معنوي انعكس بشكل إيجابي على تيار الإصلاح الديمقراطي، وأيضا في ظل غياب دور السفارات بشكل ملحوظ وتقاعسهم عن خدمة أبناء شعبهم نتيجة الآثار السلبية التي تركها الانقسام الفلسطيني كان أبناء التيار هم الحاضرون بهذا الدور، وخاصة في اليونان، وبشكل فعال نتيجة تواجد عدد كثير من اللاجئين سواء من غزة أو الضفة أو سوريا أو لبنان.
وتابع، كان للتيار دور بارز وإيجابي في التخفيف من معاناة أبناء شعبهم وتقديم كل الخدمات الاجتماعية والإنسانية وفقا الإمكانيات المتاحة لموارد التيار.
وأكد "عيسى" أن التيار من خلال كوادره وأبنائه المتواجدين في ساحة أوروبا سيكونون جنودا حاضرين في الميدان لخدمة أبناء شعبهم أينما تواجدوا، وسيعملون على تعزيز دور التيار في المرحلة المقبلة.
ودعا إلى المزيد من التسامح والتآخي بين جميع كوادر وأعضاء وقيادات التيار في جميع الساحات وتكثيف الجهود والعمل على رص الصفوف وأن نكون يدا واحدة لمواجهات التحديات القادمة والحفاظ على صورة التيار النموذجية التي ترجمت بإلتفاق الجماهير الكبير البناء بين شعبنا ومناصرينا المقتنعين بالفكرة الإصلاحية التي يسعى إلى تحقيقها تيار الإصلاح الديموقراطي داخل حركة فتح لاستعادة الحركة وإعادة بناء النظام السياسي الفلسطيني.