اليوم الاربعاء 24 إبريل 2024م
وصول شهيدين من خانيونس إلى مستشفى أبو يوسف النجار في رفحالكوفية البنتاغون: لا توجد في هذه المرحلة مؤشرات على بدء أي نوع من العمليات البرية الكبرى في رفحالكوفية استهداف منزل في محيط مسجد الشهيد في مخيم البريجالكوفية إعلام عبري: قرار اجتياح رفح تم اتخاذه بالفعل والعملية العسكرية تتم على مراحلالكوفية قطر توضح مصير مكتب حماس في الدوحةالكوفية الخارجية الأمريكية: التقارير عن المقابر الجماعية في غزة مثيرة للقلقالكوفية طيران الاحتلال يستهدف أرضا زراعية بالقرب من مدخل بلدة الزوايدةالكوفية استهداف منزل في محيط مسجد الشهيد في مخيم البريجالكوفية صحيفة أمريكية: السيطرة على الأوضاع في شمال غزة ستستغرق وقتا أطولالكوفية ساترفيلد: خطر المجاعة مرتفع للغاية في غزة وخصوصا في الشمالالكوفية واشنطن تريد "رؤية تقدم فعلي" داخل الأونروا قبل اتخاذ قرار باستئناف تمويلهاالكوفية تجدد الغارات الجوية والقصف المدفعي على المناطق الغربية لشمال قطاع غزةالكوفية شهيدتان جراء استهداف الاحتلال بلدة حانين جنوب لبنانالكوفية البنتاغون: لا علم لنا في هذه المرحلة بأي خطة قابلة للتنفيذ في رفح تمت مشاركتها مع الجانب الأمريكيالكوفية اليابان تدعو إلى وقف إطلاق النار واستمرار تدفق المساعدات إلى غزةالكوفية الاحتلال يقتحم المغير شمال شرق رام اللهالكوفية السعودية تدين استمرار الاحتلال بارتكاب جرائم الحرب في قطاع غزة دون رادعالكوفية الهيئة العامة لباديكو تصادق على تعديل النظام الداخليالكوفية اندلاع مواجهات بعد اقتحام جيش الإحتلال لبلدة بيت أمرالكوفية قوات الاحتلال ومستعمرون يعتدون على مواطنين ويعتقلون شابا شرق نابلسالكوفية

انقلابات الغنوشي الإخوانية

09:09 - 07 مارس - 2021
محمود حسونة
الكوفية:

من يتنكر للوطن، ويحرّض عليه، ويشكك في ماضيه، ويجحد حاضره، ويسعى لزعزعة استقراره، وتغييب أمانه، واستباحة دم أبنائه، وتدمير إنجازاته، والنيل من مكتسباته، هو شخص لا يحمل أي انتماء لوطنه، ولا يتمنى له خيراً، ولديه كل الاستعداد للتعاون مع الشيطان لإسقاطه؛ ومن يتأمل تاريخ «الإخوان» في أي بلد عربي سيجدهم قوماً ليست لديهم ثوابت، وهم كما الحرباء يجيدون تغيير جلودهم بين وقت وآخر حسب مقتضيات اللحظة، ومصلحة الجماعة. 

 ابتداء من حسن البنا الذي خدع شعباً، بل أمة، وتحت شعار الدعوة، تسلل إلى السياسة وسعى إلى السلطة، وقاتل وقتل لأجلها، وأدخل على القاموس الوطني مصطلح الاغتيال، فكانت نهايته بالطريقة نفسها التي ارتضاها لخصومه، ومروراً بسيد قطب الذي انقلب على ثورة ٢٣ يوليو بعد أن اكتشف أنها رفضت السماح له ولجماعته بالجلوس على عرش مصر وتمكينه منها، وبعد أن انكشفت ألاعيبه، ولَم يكن من حل معه سوى إيداعه السجن، فقرر تسميم أفكار المحيطين به في المعتقل، وقفزت سمومه على جدران الأمكنة والأزمان، وعبرت الحواجز البرية والبحرية لتنتشر على خريطة الكوكب، تصيب ضعاف النفوس مزعزعي الإيمان فاقدي الذات والمتمردين على الوطن في أماكن عدة حول العالم. 

 الإخوان «عشيرة» تجيد الانقلاب على العهود والمواثيق والوعود، وليس لديهم أسهل من الانقلاب على الوطن، وليس ببعيدة وعودهم للمصريين بعد ثورة يناير التي سطوا عليها، بعدم الترشح للرئاسة، ليفاجأ الناس باثنين منهم على قوائم الترشيح، أحدهما أساسي كانوا يراهنون عليه، والآخر «احتياطي»، وجاءت عواصف السياسة ب«الاحتياطي» رئيساً، وهو ما لم يكن متوقعاً من أمهر المحللين وأكثرهم دقة، وسواء جاء هذا، أو ذاك، فإن الحكم للمرشد والمتحكمين في الجماعة من الداخل والخارج، وهو ما حدث خلال العام الأسود الذي حكم فيه مجلس الإرشاد وزبانية الإسلام السياسي، وهو الوضع الذي كان شاذاً على مصر التاريخ والحضارة، ودفعها للقيام بثورتها التصحيحية في ٣٠ يونيو. 

 والإخواني الذي شهد له الكثيرون بإجادته لعبة الانقلابات هو راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة، والذي استلقى خوفاً وطمعاً عندما كانت الرياح العربية المناهضة «للإخوان» عاتية، وحاول إيهام الرأي العام بأن نهج النهضة يختلف عن نهج «الإخوان»، وكما يقول المثل ظل «يتمسكن حتى تمكّن»، وأصبح رئيساً للبرلمان، ونجح في التسلل إلى القرار التنفيذي عبر رئيس الوزراء هشام المشيشي، ولأنه يجيد صناعة الفتنة نجح في ذلك في الوقوف خلف التغييرات الوزارية المتجاوزة لإرادة الرئيس قيس سعيّد، والمتحدية لمقام رئاسة الجمهورية، وما تبعها من الانقلاب الغنوشي على الرئاسة بالتصريحات التي أعلن خلالها أن منصب الرئيس رمزي، وما يعنيه ذلك من استفراد النهضة بالقرار من بوابة المشيشي، ولَم يكتف بذلك بل سعى للانقلاب على دستور الدولة من خلال دعوته لأن يكون النظام التونسي نظاماً برلمانياً، أملاً في أن يتيح ذلك سيطرة النهضة الإخوانية على بشر وحجر وحاضر ومستقبل تونس. 

 الغنوشي كما أسلافه، لم يكتف بالانقلاب على الرئيس في داخل تونس، بل يسعى للانقلاب على الاتحاد المغاربي، بالدعوة إلى تشكيل اتحاد جديد بين ثلاث دول مغربية، هي تونس وليبيا والجزائر، مستبعداً المغرب وموريتانيا، ما يمكن أن يشعل فتنة بين دول المغرب العربي، ويخلق جدراناً تسد آفاق الأمل، وتفرّق بين الإخوة، وتتجاوز أعراف الدبلوماسية ولغة السياسة بين أشقاء جمعتهم لغة وتاريخ وحضارة، ما أثار غضب أهل الوعي والحكمة في مختلف البلدان المغاربية. 

 الغنوشي هو العنصر الإخواني الأنشط على الساحة العربية اليوم، وهو يتوهم أن الوقت حان للاستيلاء على تونس والنفاذ من خلال اتحاد وهمي إلى الدول المجاورة، ثم الانطلاق عربياً لتحقيق حلم دولة الخلافة، أو إمبراطورية الوهم السلطاني، ولن تكون التظاهرة الفاشلة التي نظمها الأسبوع الماضي هي آخر محاولاته للسطو على الدولة التونسية. 

 الشعب التونسي يدرك جيداً ألاعيب الغنوشي، ويعي ما يخطط له هو وداعموه في الخارج، ولو تركه يلعب بعض الوقت إلا أنه سينقض عليه في الوقت المناسب ليضعه في المكان الذي وضع فيه الشعب المصري رفاقه من أهل التضليل والاتجار بالدين.
صحيفة الخليج

كن أول من يعلق
تعليق جديد
البريد الالكتروني لا يظهر بالتعليق