اليوم الجمعة 26 إبريل 2024م
عاجل
  • جيش الاحتلال يدمر مربعات سكنية ببلدة المغراقة وسط قطاع غزة
  • الدفاع المدني: انتشلنا 110 شهداء في اللحظة الأولى من انسحاب الاحتلال من مجمع ناصر الطبي في غزة
جيش الاحتلال يدمر مربعات سكنية ببلدة المغراقة وسط قطاع غزةالكوفية مستوطنون يقتحمون منطقة الكرمل الأثرية في يطاالكوفية الدفاع المدني: انتشلنا 110 شهداء في اللحظة الأولى من انسحاب الاحتلال من مجمع ناصر الطبي في غزةالكوفية بث مباشر.. تطورات اليوم الـ 203 من عدوان الاحتلال المتواصل على قطاع غزةالكوفية تحذير من انتشار الأوبئة بمخيمات النزوح جراء موجات الحرالكوفية شهداء ومصابون في غارة شنها الاحتلال على عمارة سكنية في شارع الوحدة وسط مدينة غزةالكوفية استقالة متحدثة باسم الخارجية الأميركية احتجاجا على سياسة واشنطن بشأن غزةالكوفية كولومبيا.. انتفاضة الجامعاتالكوفية عودة خدمات الإنترنت الثابت في وسط وجنوب قطاع غزةالكوفية طيران الاحتلال يشن غارة على حي الزيتون جنوب مدينة غزةالكوفية مدفعية الاحتلال تستهدف مخيمي النصيرات والبريج وسط قطاع غزةالكوفية مدفعية الاحتلال تواصل قصف منازل منازل المواطنين في مخيم البريجالكوفية غارات إسرائيلية على عدة بلدات في جنوب لبنانالكوفية الاحتلال يواصل إغلاق مدخل قرية حوسان لليوم الثاني على التواليالكوفية الاحتلال يقتحم مدينة نابلس ويعتقل شابا في مخيم بلاطةالكوفية «بلديات الساحل» تعيد تشغيل المياه شمال قطاع غزةالكوفية سفينة أمريكية ترسو قبالة سواحل وسط غزةالكوفية إصابة شاب برصاص الاحتلال في شارع القدس بنابلسالكوفية جيش الاحتلال يقتحم مخيم بلاطة في مدينة نابلس ويحاصر أحد المنازلالكوفية اتساع دائرة التظاهرات المطالبة بوقف العدوان على شعبنا في الجامعات الأميركيةالكوفية

"إخضاع الكلب".. رواية للكاتب أحمد الفخراني ترصد صراع الإنسان مع الأنا والعالم

14:14 - 19 يونيو - 2021
الكوفية:

متابعات: يهدف الروائي المصري أحمد الفخراني لطرق إشكالية الإنسان مع الوجود برمته، من حيث الخضوع والإخضاع، حين يتناول شخصية تصارع الهلاوس النفسية، في رؤيتها للحقائق من حولها، في روايته الاجتماعية الفلسفية ”إخضاع الكلب“ الصادرة عن دار الشروق 2021.

وتتركز أحداث الرواية حول هارون عبد الرحيم، الذي يصارع هلوسات نفسية، جعلته أكثر قربا للتيه في التواصل مع محيطه الاجتماعي: ”كنت أكثر وحدة، أشعر بجفاف ويأس حصاة في طريق“. فتكون العزلة هي الحل الأمثل لهارون، بعد شكه في خيانة بين زوجته وصديق عمره سمير الضميري. فيكتفي بعزلته عن العالم، تاركا زوجته وابنه الذي يشك بنسبه، ويسكن مدينة دهب المصرية، مع كيانه الحزين.

توتر

لحظة الكشف عن التوتر تبدأ سريعا عند الفخراني، فتنجح أسما في اختراق عزلة هارون، فيندهش بغرابتها، إلا أنها وعلى طريقة إنضاج الطعام على نار هادئة، تودع لديه كلبها الأسود، على العودة بعد أيام، لكن فترة الغياب تطول، ومن هنا تنطلق دراما تعايشية بينه وبين الكلب، وفي داخل كل منهما إخضاع الآخر، لكن الفخراني يضع في نهاية عرضه السردي، مفاجئة مدهشة تقلب موازين الأفكار المبنية حول التسلسل السردي.

يكتب الفخراني:

”رغم هشاشة فكرة التخفي، إلا أن تمييز أسما لهويتي وما تعرضت له جعلني أشعر نحوها بالنفور، فباستحضارها أحجار الماضي الرهيبة هشمت جداري الزجاجي الآمن، لولا هذا الحد الفاصل والوهمي، لاجتاحني الذعر وهاجمتني هلاوس البصر التي تجعل الموت شهيا، لانكشف لأذني عويل الشياطين، لصعد حقد الخيانات والخذلان من أغوار خطرة ومظلمة، لعاد حزني ذو الذراعين الجبارتين كرحى الطاحون، الأكثر بدانة من الكآبة، ذو الحدبة المقوسة كعمود إنارة، ذو عين الغولة التي تشبه عدسة الكاميرا، تبعث الضوء لتلتهم جزءًا من العالم، فتميته“.

هلوسات

وفي وقت تتصاعد فيه وتيرة الصراع بين هارون بمعتقداته، وأسما والشخصيات من حوله، رحيم مؤجر البيت الذي لا يتوقف عن التطفل والحديث المطول في شأن الآخرين، والطيب الذي يقدم خدمات بمقابل لهارون، وحاول مساعدته في التخلص من الكلب، وباربرا الزوجة المتهمة بالخيانة، والابن آدم الذي يرفض الكاميرا؛ لأنه يريد اقتناء كلبه الخاص وسمير الصديق الناقم على نجاحه، والمنتظر لأي سقطة، لينهال على حياة صاحبه.

كما ويعيد الفخراني سرد التسلسل التاريخي لشخصية هارون، مبديا إياه كحالة تستحق الدراسة اجتماعيا ونفسيا، بطرح صراع نشأته مع والده، الذي حكم عليه بالطاعة مقابل الحب.

هذا التنميط يجعل من شخصيته مستقبلا مهزوزة، مصارعة للحياة والشخصيات برمتها. وينجم عن معادلة المنفعية التي صنعها عبد الرحيم مع هارون الطفل، شخصية متوترة تحاول إخضاع كافة الشخصيات من حولها، بما في ذلك الكلب ونيس.

رمز

ويشتغل الروائي على البعد الرمزي من خلال دمج شخصية الكلب ونيس الذي فات قطر إخضاعه للطاعة لدى هارون؛ لأنه جاء وعمره تسعة أشهر، فيما يتعلم الكلب طاعة أوامر صاحبه بداية من شهره الثالث.

ويستعين الكاتب بكلبة أخرى عند جار هارون، ليصنع من خلالها حوارات فلسفية بين الإنسان والحيوان، لتكشف الكلبة البيضاء لهارون حقيقته، وحقيقة الإنسان في الأنانية والبحث عن السعادة المطلقة، وإخضاع الآخر لمتعته الخاصة.

يكتب الفخراني:

”لقد أفسدتك عزلتك، فصرت عاجزا عن الاتصال بحقيقة مشاعرك أو فهمها، وعندما أتاك أخيرا أن يستنطقها من بئرها العميقة المعطلة، رأيت في أقل عطاء لك شيئا ضخما، ما يربكك هو الرفض الناتج عن المبالغة في تقدير منحتك“.

حالة مرضية

وتنم انفعالات هارون على مدار الخيط السردي للفخراني، عن حالة مرضية تستوجب التدخل بالعلاج النفسي، ولربما في ذلك يريد الكاتب التلميح إلى فضاء اجتماعي متكرر يحمل الصفات نفسها، بشخصيات متنوعة، لكن في الآخر الشر هو مسلكهم لتحقيق غاياتهم.

أما شخصية أسما، فهي أشبه بولاعة استخدمها الكاتب لإشعال الأحداث، ومن ثم التخفي، لكنها بقيت بإطلالاتها القليلة، محاورا ذكيا، يجلد وعي هارون، ويحاول استعادة التوازن لديه.

لكن ظهورها أخيرا، وتشاركها مع سمير، يعطي لشخصية هارون بعض التبرير فيما يحمله من انسلاخ عن العالم، وأخرج المحتوى السردي المقترب من النضج، إلى مربع آخر، كما وساهم في تخليق الشخصيات التي يمكن اعتبارها هلوسات في ذهن هارون، إلى أرض الواقع من جديد.

صور شعرية

منذ البداية يشعرك الكاتب بأنك أمام سرد حزين، محمل بالتجربة والصوت الداخلي للإنسان. ويكمل السياق السردي عاكسا الصراع على طريقة التذكر ”الفلاش باك“ واستعادة شخصيات في الماضي، معتمدا على استخدام الترميز، لإشغال عقل القارئ، بالتحليل والتأمل. فاختيار المنطقة البعيدة عن المدينة هي إشارة أولية لعزلة الشخصية. كما أن الإخبار عن إقدام الشخصية على الاستئجار، يوحي بالتشرد الجغرافي، أو الهروب من مكان ما.

كما ويتمكن الفخراني من تقديم لغته المحبوكة بعناية، المنشغلة بصوت شاعري في باطنها، لكن دون تكلف أو إبهام.

فتتسم فقرات الرواية بالتسلسل الذكي، الآخذ إلى مكان أبعد، لو تكرار محاولات التخلص من الكلب بطرق متشابهة بعض الشيء، وعلى الرغم من الكشف الموجز للكاتب عن تفاصيل شخصية هارون منذ البداية، وعدم نمو هارون سرديا، إلا أن الكاتب عوّض عن ذلك، بقِصر الرواية التي جاءت في 154 صفحة من القطع المتوسط.

لا نهاية للصراع الذي يطرحه الفخراني في ”إخضاع الكلب“ فهو بمثابة نية للإنسان إخضاع الحياة برمتها، لطريقته وأسلوبه، عراك مستمر من أجل صبغ الآخر بالهوية المرئية، وهو ما يستعصي تحقيقه، إن لم يكن العطاء من كافة الأطراف، فحتى الانسجام الأخير بين هارون وكلبه، هو بمثابة صناعة وهمية للعلاقات الروحية، عن طريق اختلاق نفس الأماكن للنُدب.

يكتب الفخراني:

”تأملت ندبته الأولى التي صنعتها عندما شججت جبينه بدراجتي، وقد صارت جافة ومضيئة وأبدية، داعبتها بحنان، وعند موضع مماثل برأسي حفرت بالسكين جرحا، طأطأ برأسه كمذنب حقيقي، احتضنته كقديس، سالت دموعي مختلطة بدمي، لكن تلك المرة ليس عن شعور بالذنب، فجراحه الآن في مقابل جراحي. ندبة مشتركة كعهد مقدس، لا يمكن فصمه، لقد كتب بالدم“.

"إرم"

كن أول من يعلق
تعليق جديد
البريد الالكتروني لا يظهر بالتعليق