- مصادر طبية: 20 شهيدا جراء قصف الاحتلال مبنى في مخيم طولكرم
- مصادر لبنانية: طيران الاحتلال يشن غارات على الضاحية الجنوبية لبيروت
- 14 شهيدا جراء قصف الاحتلال مبنى في مخيم طولكرم
لفت نظري تصريح الرئيس السابق لشعبة العمليات بجيش الاحتلال الصهيوني: إسرائيل غارقة بغزة وتنزف. في اللحظة التي يجرى فيها التركيز على نتنياهو، باعتباره سيد إرادة حرب الإبادة، التي تمارس ضد فلسطينيي غزة، ثم يفسرون ذلكم باعتبارات شخصية، حيث هو غارق في الفساد، فيهرب من حكم قد يصدر ضده بالسجن. مسألة نتنياهو هذه، مركز حجة إدارة بايدن، لتبرير استمرار الحرب التي تكاد تنهي الحول، دون أن تحقق إسرائيل أهدافها المعلنة، بدعم كامل إمبريالي أميركي وغربي.
اللافت للنظر في التصريح المشار إليه، أنه يشير إلى دور المقاومة الفلسطينية، التي تستبعد عند ترجيح كفة التفوق العسكري لإسرائيل وداعميها. وتصريح كهذا يدلل على أن الحرب ليست مجرد إرادة الطرف الأقوى، في حسابات الأرقام العسكرية، لكن الطرف المقاوم، بمقدرته التي تتشاكل وممارسة المستحيل، يرسم استراتيجية مختلفة واستراتيجية الأرقام، فالكلفة في المعركة باهظة أيضا بالنسبة لإسرائيل على المستويات كافة، وهي كلفة لم يعرفها العدو من قبل، أما الطرف الفلسطيني فقد عرف الكلف الأعلى ثمنا منذ إعلان الأمم المتحدة تأسيس دولة للديانة اليهودية في فلسطين وحتى قبل.
بايدن ونتنياهو أرادا غزة هيروشيما، منذ عاصفة الأقصى في أكتوبر 2023م، لكن هيروشيما ضربة صاعقة سريعة، فإذا بالمقاومة الفلسطينية تجعل من غزة فيتنام/ القيامة الآن، كما أشارت تصاريح عدة من قادة صهاينة ومن غيرهم. وبهذا تحولت غزوة غزة من حرب خاطفة إلى حرب لم يعتدها الصهاينة، ليس لجيشهم الذي يفعل فعل النازي وأكثر في غزة، بل وللمدنيين في مدنهم، ثم أثارها في بقاع العالم، خاصة في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
فماذا يعني أن ما يحدث لم يحدث قبل للمسألة الفلسطينية؟، إذا ما كان المستجد أن غزة قد دمرت، وأن عددا هائلا من سكانها قد قتل أو جرح، فإن هذا حدث وقد احتلت فلسطين من البحر إلى النهر، مع قتل وتشريد للفلسطينيين مستمر بشكل دوري إن لم يكن يوميا. إذا الجديد في المسألة الفلسطينية، أن الفلسطينيين يخوضون حربهم في فلسطين، وفي مواجهة جيش العدو، والعدو يعاني من سيطرة اليمين المتطرف، سيطرة على زمام الدولة الدينية التي لا مثيل لها. وأن غزة وحدها جعلت إسرائيل تغرق وتنزف، أو كما قال الرئيس السابق لشعبة العمليات بجيش الاحتلال.
لم يتغير ميزان القوى بل زاد لصالح إسرائيل، بتدخل أميركي غربي سافر، لكن هذا لم يحسم معركة، مما ورط جيش إسرائيل في اتخاذ وسائل نازية سافرة ضد المدنيين، وبالإضافة إلى الخسائر العسكرية، فإن هذا جعل إسرائيل تنكشف كدولة (أبارتايد)، بل تتشابه والجلاد من يعتبر اليهود أنفسهم ضحيته.
والأمر في حال كهذا لا يقاس بالحروب بين دول بطبيعة الحال، ولكن بين طرفين قد يكون لا مثيل لهما، فغزة ليست دولة وإسرائيل ما فوق دولة بالمعايير الدولية الاعتيادية، وهذه الحرب تخاض بإرادة إمبريالية غربية، دون مواجهة من طرف آخر كما في عصر الاتحاد السوفيتي، هذا يدفع ضرورة إلى مقاربة مختلفة، فالمنطلقات التي لا شبيه لها تؤدي إلى نتائج كهذه، فذا ما لفت نظري للتصريح المخالف والمشار إليه على رأس هذا المقال.
إذا فإن حرب غزة ليست الحرب الأخيرة، لكنها أول حرب من نوعها تخوضها دولة فوق كل الشرائع، وأول حرب تخوضها فلسطين كقضية شرعية في فلسطين وليس على حدودها. أعيد التوكيد هذا، لأنه ليس ثمة ما بعد الحرب سوى فلسطين، أو حرب أخرى لا مثيل لها، في غزة أو الضفة أو الإقليم الذي يعيش حروبا متوالدة. وفي الجانب الآخر فإن دولة إسرائيل لن تخرج من هذه الحرب مثلما الحروب الخاطفة السابقة.ما على الأرض حتى الساعة: غزة فعلُ المستحيل، في حرب سافرة تجرى تحت عدسات التلفزيون في عواجل، يعلن بايدن رئيس الولايات المتحدة وقادة دول الغرب الكبرى قيادتهم لها، رغم هذا وذلك فإن «إسرائيل غارقة بغزة وتنزف».