في خطوة مثيرة للجدل كشفت أبعادًا أعمق لأزمة الإعلام الصهيوني، قدّم عدد من كبار الصحفيين استقالاتهم من صحيفة "جويش كرونيكل" بعد فضيحة نشر قصص مفبركة حول حرب الإبادة التي تشنها دولة الاحتلال على غزة. هذه الفضيحة تسلط الضوء على التواطؤ المنهجي للإعلام الصهيوني في تزييف السرديات العالمية لخدمة مصالح الاحتلال والتستر على جرائمه.
ديمتري دلياني، المتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، أوضح خطورة هذه الفضيحة قائلًا: "هذه الحادثة تكشف كيف أصبح الإعلام أداةً للتلاعب السياسي وتبرير جرائم الحرب التي ترتكبها دولة الاحتلال."
وأشار دلياني إلى أن "القصص المفبركة التي نشرتها صحيفة 'جويش كرونيكل' وتم حذفها لاحقاً زعمت كذبًا اكتشاف وثيقة تشير إلى خطط مزعومة لقيادات فلسطينية للهروب من غزة. وحتى مسؤولو جيش الاحتلال نفوا معرفتهم بوجود مثل هذه الوثيقة، مما يثبت أن هذه الأكاذيب ليست إلا جزءًا من حملة تزييف ممنهجة تتناغم مع خطابات رئيس وزراء دولة الاحتلال، في محاولة لتبرير سياسة الإبادة التي يمارسها الاحتلال ضد شعبنا الفلسطيني."
وأضاف دلياني: "استقالات الصحفيين المرموقين، مثل جوناثان فريدلاند وهادلي فريمان، تؤكد على عمق الأزمة التي تعيشها 'جويش كرونيكل' والصحف التي تحمل مثل رسالتها المشاركة في التغطية على حرب الابادة، حيث أصبحت الحدود بين النزاهة الصحفية والتواطؤ السياسي معدومة. هذه الاستقالات تسلط الضوء على البيئة غير المقبولة التي باتت تسيطر على هذه الصحف الصهيونية، والتي أصبحت أداة للترويج لأجندة الإبادة التي تتبناها دولة الاحتلال."
هذه الفضيحة تعكس جزءًا من حملة تضليل إعلامي أوسع يديرها الاحتلال، حيث تتشابك خطوط الدعاية الحكومية مع السرديات الإعلامية. وحذر دلياني قائلاً: "لقد دأبت حكومة الإبادة الجماعية في دولة الاحتلال على تشويه الرأي العام العالمي من خلال إغراق وسائل الإعلام بالكذب، في محاولة لترسيخ صورة زائفة عن ضحاياها."
وأضاف دلياني: "ما تقوم به دولة الاحتلال في غزة هو ليس فقط جريمة ضد شعبنا الفلسطيني، بل هو اعتداء على الضمير العالمي بأسره. التلاعب بالسرديات لتبرير الإبادة الجماعية هو استراتيجية متعمدة لحماية حكومة الاحتلال من المساءلة." وأوضح: "نحن نعيش في عصر الفساد الإعلامي على نطاق صناعي، حيث أصبحت التقارير المفبركة هي الأداة التي يتم من خلالها شرعنة الاحتلال."