متابعات: كشفت وسائل إعلام إسرائيلية النقاب عن استعانة جامعات غربية وأوروبية بشركات أمن إسرائيلة، وأخرى دربت "إسرائيل" عناصرها؛ للمساهمة بقمع التظاهرات المؤيدة لفلسطين داخل هذه الجامعات.
وأكدت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، اليوم السبت، أن جامعات أمريكية وكندية وقعت عقودا مع شركات أمن إسرائيلية، وأخرى تلقى عناصرها تدريبات لدى الاحتلال؛ لقمع المسيرات المؤيدة للقضية الفلسطينية فيها.
ونشرت الصحيفة "مع انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة، وعد بتغريم المؤسسات الأكاديمية التي لا تحارب "المجانين وأنصار حماس"، على حد تعبيرها.
وعقب ذلك، لجأت العديد من الجامعات بأمريكا وكندا مؤخرلشركات أمن الاحتلال، أو تلك التي لها علاقات بـ "إسرائيل"، للتعامل مع الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجامعات
ومؤخرا، أبرمت جامعة مدينة نيويورك (CUNY) اتفاقا بقيمة 4 ملايين دولار مع شركة الأمن "Strategy Security Corp"، لمقع المظاهرات في الجامعة التي تعد أحد مراكز الاحتجاج الرئيسية ضد "إسرائيل" خلال 2023.
وبحسب الصحيفة، تعود شركة الأمن السابق ذكرها لضابط الشرطة السابق في نيويورك الأمريكية، يوسف سوردي، الذي خضع لـ "تدريب احترافي بإسرائيل". كما أعلن عن تلقي مديري الأمن التابعين له يتلقون "تدريبًا رسميًا" لدى الاحتلال ومفتخرا بذلك.
وخلال مايو/ أيار المنصرم 2024، برز تورط شركات أمنية تابعة للاحتلال بالاشتباكات العنيفة التي شهدها حرم جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، على خلفية دعم فلسطين، ومناهضة "إسرائيل" بارتكابها إبادة جماعية بغزة.
ووفقا لشهادات الطلبة المحتجين آنذاك، فإن حراس أمن شركة "ماغين عام"، الذين لديهم خلفية عسكرية إسرائيلية، اعتدوا عليهم بشكل عدواني. فيما اعترفت الجامعة الحكومية بأن الشركة عملت بالتعاون مع الشرطة المحلية، للتعامل مع المظاهرات، وحصلت مقابل هذه الخدمة على مليون دولار من أموال البلدية.
وفي الوقت نفسه، تعاقدت جامعة كاليفورنيا مع شركة الأمن الأمريكية "Contemporary Services Corporation"، التي لديها فرع حصري في "إسرائيل"، للعمل بالحرم الجامعي، وفي مراكز الاحتجاج بكل أنحاء المدينة الأمريكية.
وفي كندا، تعاقدت جامعة "كونكورديا" بمدينة "مونتريال" الكندية بشركتي الأمن الإسرائيليتين "بيرسيبتاج إنترناشيونال"، و"موشاف" للاستشارات الأمنية، واللتين يديرهما مسؤلون إسرائيليون سابقون خدموا بجيش الاحتلال.
وأشارت "يديعوت" إلى أن عددا من الشركات توظف "محترفين من المؤسسة الأمنية الإسرائيلية"، بما في ذلك خريجي وحدات الاستخبارات والجيش الإسرائيلي، وجهاز الأمن العام "شاباك".
وتعتبرهذه الشركات الأمريكية والكندية توظيف عاملين من المؤسسة الأمنية الإسرائيلية مصدر قوة للجامعات التي تبحث الآن عن حلول سريعة للتعامل مع الأجواء المتوترة في الحرم الجامعي، بحسب "يديعوت".
وبرزت التظاهرات والاعتصامات الطلابية المناهضة لـ "إسرائيل" إلى الواجهة في 18 أبريل/ نيسان الماضي 2024، إذ بدأ طلاب وأكاديميون رافضون للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، اعتصاما بحرم جامعة كولومبيا في نيويورك.
وطالب المعتصمون إدارة الجامعة بوقف تعاونها الأكاديمي مع الجامعات الإسرائيلية، وسحب استثماراتها من شركات تدعم احتلال الأراضي الفلسطينية.
وتوسعت حالة الغضب مع تدخل الشرطة واعتقال عشرات المحتجين بالجامعات الأمريكية، لتمتد موجة التظاهرات بعدها إلى جامعات غربية بدول مثل: فرنسا وبريطانيا وألمانيا وكندا والهند.
و شهدت جميع الدول السابق ذكرها مظاهرات داعمة لنظيراتها الأمريكية، ومطالبات بوقف الحرب على قطاغ غزة، ومقاطعة الشركات التي تزود "إسرائيل" بالأسلحة، وتجريم ارتكاب الاحتلال إبادة جماعية بالقطاع.
وتستمر "إسرائيل" في شن حربها العدوانية على قطاع غزة، لليوم الـ 428 على التوالي، تزامنًا مع ارتكابها جرائم ومجازر مروعة بحق العائلات، ومحاولات تهجير سكان شمال القطاع خاصةً؛ الذي يُكابد عدواناً عسكرياً لليوم الـ 68 تواليًا.
وارتفعت حصيلة العدوان العسكري الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، إلى 44 ألفًا و612 شهيدًا، بالإضافة لـ 105 آلاف و834 مصابًا بجروح متفاوتة؛ بينها خطيرة وخطيرة جدًا، منذ الـ 7 من أكتوبر 2023، وفقاً لتقرير وزارة الصحة يوم أمس الجمعة.