لكلّ امرىءٍ منّا مرآةٌ حقيقيّة، ومرآة الفلسطينيّ الجزائريّ الحرّ، والصّحافة الجزائريّة التي لطالما كانت وما زالت مساحتنا الآمنة! بدايةً أهنىء جريدة عين الجزائر بهذا اليوم الهامّ، في ذكرى تأسيسها الرابعة منذ 3/1/2001 أشكر الجريدة وطاقمها على هذا العطاء اليومي لقضايا فلسطين الشّائكة وخاصّة قضية القدس والأسرى، والحرب الجارية على غزّة الحبيبة.
وفي هذه المناسبة أقول:
تلتهمنا الأوجاع والأحزان، والكتابة متنفسٌ لكلّ فلسطينيّ وليس لكلّ أسيرٍ فقط، وبما أنّ كلّ فلسطينيّ سجينٌ بشكلٍ ما، إذن فالكتابة متنفسٌ لكلّ فلسطينيّ! في الوقت الحالي، الكُتّاب الفلسطينيّون يشعرون بالتيه والحيرة من الأحداث المتتالية التي لا تتوقّف، ومن الإلهام الذي يلهث من هول المشاهد، فقد أصبحت المواقف هي تفرض نفسها على الكاتب الفلسطينيّ لكثرتها ولشدّة بشاعتها، فمَن يستطيع الكتابة ينجو من الضّغط الجاثم على عقله وقلبه، ومن لا يستطيع الكتابة يعاني الأمرّين، مُرّ المشاهد المؤلمة التي لا تنتهي! ومُرّ الاضطرابات النّفسيّة المتكرّرة جراء التّفكير بتلك المشاهد. وأمام اندفاع الكُتّاب للكتابة عن مرارة ما يحدث، تقدّم لنا الصّحافة الجزائريّة مساحةً واسعةً وثريّةً وآمنةً في ذات الوقت، لنشر كلّ ما في جعبة الفلسطينيّ سواءً أكان بخصوص الحرب أو بشؤون الأسرى ومعاناتهم اللّامتناهية. ولا شيء يُهوّن فجاجة ما يحصل سوى علا المعرفة، وبفضل الجرائد الجزائريّة الورقيّة المتنوّعة، التي تصل لكافة المحافظات الجزائريّة، وللعالم عن طريق مواقع التّواصل الاجتماعيّة المنتشرة في كلّ مكان، وجد الفلسطينيّ المثقّف في هذه المنصّات الجزائريّة فضاءً حرًّا للتّعبير عن نفسه وعن قضايا شعبه المتشعبة. تتلعثم الأمنيات كلّما خطرت على بالنا فكرة وفرحة التّحرر، مع أنّ الأمر بات أقرب من أيِّ وقتٍ مضى! فالآمال شاسعةٌ في قلب كلّ فلسطينيّ سواء أكان هنا أو في الشّتات، فنحن لن نملّ الأمل ولا الحلم، رغم شراعنا الممزّق لكنّه من أشدّ الأشرعة، ورغم زورقنا الصّغير لكنّه الأقدر على تلاطم بحر الخيانة العريض.
ورغم كل ما يحدث سننجو، وستعتلي الحرية أعماقنا، وستتحطّم كلّ الخيانات تباعًا، وسنبقى شامخين بالحقّ، فالحق باقٍ والباطل زائلٌ لا محالة، وبرفقة أشقائنا الجزائرين الأحرار سنكتب حريّةً قريبةً جدًّا، حريّة الأرض، وحريّة الأسرى، وحريّة روحنا العاشقة لهذه الأرض. وفي النّهاية، أشكر الدكتور يزيد سلطان المدير العام ومسؤول النشر فى جريدة عين الجزائر، والأستاذ محمد مصباح مدير التحرير، والزّملاء فى الإعداد والإشراف والتركيب على إخراج الملحق الأسبوعي صوت الأسير.
كما وأشكر بتقديرٍ شاهق الأستاذ خالد صالح "عز الدين"، المكلف بملف الإعلام في سفارة دولة فلسطين لدى الجزائر الشقيقة ملف وملف الأسرى والمحررين، والأستاذ بلقاسم فرحات مدير التحرير في جريدة "الوسيط المغاربي" الجزائرية الورقية اللّذان رافقاني منذ بداية برنامج وتر النصر بشأن الأسرى المثقفين، وبرنامج هل تسمع صدى الوجع الذي يعنى بالأسرى المرضى. شكرًا عظيمًا على الجهد المبذول و اللّامحدود لنشر كلّ ما هو فلسطيني، ودمتم قناديل مسيرتنا الوطنيّة التي تقف على مشارف النّصر بإذن وعد الله لنا.