القدس المحتلة - أكد ديمتري دلياني، عضو المجلس الثوري والمتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، أن التدمير الإسرائيلي الممنهج للاقتصاد في قطاع غزة هو نتيجة سياسات دولة الاحتلال التي تهدف إلى إعاقة الحياة الفلسطينية ومنع التنمية وفرض حالة من التبعية الدائمة على شعبنا. واعتبر دلياني أن هذه السياسات هي جزء من استراتيجية مدروسة تمتد لعقود، ولا تشكل مجرد نتيجة من نتائج الإبادة الجماعية التي يتعرض لها اهلنا، بل جزء لا يتجزأ من حرب اقتصادية طويلة الأمد.
وأشار دلياني إلى أن دولة الاحتلال قد استهدفت بشكل متعمد جميع مقومات الحياة في غزة عبر حصار اقتصادي خانق بدأ منذ أكثر من 30 عامًا، وهو حصار متصاعد في شدته يهدف إلى القضاء على أي أمل في تحقيق تنمية اقتصادية وتطور اجتماعي. وقال: "إن هذا العدوان الابادي لا يقتصر على القصف الوحشي للبنية التحتية، بل يتعداه إلى تفكيك أسس الحياة الفلسطينية بكاملها، بدءًا من الحقوق الأساسية وصولًا إلى مقومات العيش الكريم".
وفيما يخص الأوضاع الاقتصادية، عرض المتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح إحصائيات مؤلمة تكشف حجم الكارثة التي يعاني منها القطاع:
- بحلول كانون اول / ديسمبر 2024، انكمش الناتج المحلي الإجمالي لغزة بنسبة 82% مقارنة بالعام الذي سبقه
- ارتفعت معدلات البطالة إلى 80%، مما دفع غالبية اهلنا في القطاع إلى الفقر المدقع
- حتى قبل العدوان الابادي الذي بدأ في اكتوبر ٢٠٢٣، كانت البطالة العامة 46%، بينما تجاوزت نسبة البطالة بين الشباب والشابات 70% بسبب السياسات الإسرائيلية الرامية إلى خنق الاقتصاد الفلسطيني.
- كما تم تدمير المناطق الصناعي بشكل ممنهج عبر القصف الإسرائيلي المتواصل، مما أنهى أي فرصة للانتعاش الاقتصادي في المستقبل القريب.
وأضاف دلياني، "غزة التي كانت يومًا مركزًا تجاريًا وزراعيًا مزدهرًا يربط العالم العربي بالبحر الأبيض المتوسط، تحولت اليوم إلى منطقة معزولة بسبب سياسات الاحتلال حيث يعتمد أكثر من 80% من سكانها على المساعدات الإنسانية للبقاء". وشدد على أن الحصار الاقتصادي لا يقتصر على الجانب المادي، بل يمتد إلى جوانب اجتماعية، حيث أصبحت العائلات التي كانت تعتمد على قطاعات التجارة والصيد والزراعة والتكنولوجيا، تعيش في فقر غير مسبوق وتتحمل تبعات اجتماعية مأساوية.
وفي الختام، أكد القيادي الفتحاوي أن "تدمير الاقتصاد في غزة هو جزء من استراتيجية استعمارية تهدف إلى القضاء على قدرة شعبنا على النضال من أجل حقوقه الوطنية المشروعة". وأضاف أن هذا التدمير الممنهج يشكل عدوانًا إسرائيليًا منظمًا على الهوية الفلسطينية وتطلعاتنا المشروعة في نيل الحرية.