أكد عدلي صادق، عضو المجلس الثوري في حركة فتح، أن الحرب الأخيرة على غزة كانت فاشلة في تحقيق أهدافها. وأن الشعب الفلسطيني بصموده وثباته على أرضه أسقط كافة المخططات الإسرائيلية، بما في ذلك محاولة السيطرة على محور فيلادلفيا والتهجير القسري في غزة.
وأضاف صادق في لقاء خاص مع قناة "الكوفية"، أن الشعب الفلسطيني تحمل معاناة كبيرة، ودفع ثمناً باهظاً من حياته وعائلاته، لكنه أثبت بصموده البطولي قدرته على إفشال رهانات الاحتلال.
وقال إن المقاومة الفلسطينية سجلت مآثر وبطولات خلال المعركة، وأسقطت هيبة الجيش الإسرائيلي، وكذّبت روايته التي زعم فيها القضاء على المقاومة ما دفع الاحتلال للانتقام من الأبرياء عبر القصف الجوي.
وشدد على أن غزة ستبقى شوكة في حلق الاحتلال، مضيفاً: "لن يستطيع الاحتلال البقاء فيها دون أن يتلقى الضربات تلو الأخرى"
وحول اتفاق وقف اطلاق النار شدد صادق على أهمية صيغة الاتفاق الأخير، التي حملت معاني كبيرة، مشدداً على أن المفاوض الفلسطيني يستحق التقدير لرغم التحديات والانتقادات. وأثنى على الوسطاء في مصر وقطر لدورهم المحوري الفاعل قائلاً إنها جهود تستحق الامتنان والتقدير فشكرًا على صبرهم وعملهم الدؤوب".
الدور الأمريكي في الحرب
انتقد صادق بشدة الدور الأمريكي، واصفاً إدارة الرئيس جو بايدن بأنها شريكة رئيسية في الجرائم الإسرائيلية، وأن يدها "ملطخة بالدم الفلسطيني موضحاً أن السياسات الأمريكية، سواء في عهد ترامب أو بايدن، كانت داعمة بشكل مباشر لآلة الحرب الإسرائيلية.
ولفت إلى أنه: "لا يمكننا التعويل على ترامب أو بايدن؛ فكلاهما يمارس سياسات عدائية تدعم الاحتلال على حساب حقوق شعبنا مشدداً على أهمية الحذر من الاحتلال الذي لا يؤمن جانبه "عدونا سلب وطننا، لكن الواقع يثبت أن إرادة شعبنا أقوى من كل مخططاتهم".
الوحدة الوطنية وإعادة بناء المؤسسات
وتطرق صادق إلى الوضع الداخلي الفلسطيني، داعياً إلى إنهاء الانقسام وتجسيد الوحدة الوطنية، مشيراً إلى أن الشعب الفلسطيني يحتاج إلى كيان موحد بأهداف واستراتيجية واضحة ومؤسسات دستورية تضمن المساواة بين الجميع.
وقال: "علينا إعادة بناء ومعالجة مؤسسات السلطة والعودة إلى الشعب الفلسطيني الذي دفع الغالي والثمين للوصول إلى هذه المرحلة".
وأكد أن "حماس جزء من المجتمع الفلسطيني، ولا يمكن استئصالها"، لكنه دعا إلى تعزيز الوحدة وإنهاء المهاترات التي تعيق تحقيق المصالحة الوطنية.
واختتم صادق حديثه أن تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح كان سباقاً في الإغاثة والمساندة، والوقوف بجانب الشعب خلال هذه الحرب والكارثة التي لحقت بشعبنا مضيفاً أن التيار تأسس على مبدأ إنهاء الانقسام والإقصاء، وتحقيق المصالحتين الفتحاوية والوطنية وهذه ثقافة التيار التي يورثها للجميع".