- زوارق الاحتلال الحربية تطلق النار بكثافة جنوبي قطاع غزة
- إطلاق نار كثيف من آليات الاحتلال المتمركزة شمال بيت لاهيا شمال غزة
خاص: نشر جيش الاحتلال الإسرائيلي نتائج التحقيق في الهجوم الكبير الذي شنته المقاومة الفلسطينية على المستوطنات والمواقع والقواعد العسكرية في غلاف غزة، يوم السابع من أكتوبر عام 2023.
إخفاقات كبرى
وكشف التحقيق عن إخفاقات استراتيجية واستخبارية كبيرة أتاحت للمقاومة الفلسطينية شنّ أكبر هجوم على الدولة العبرية في تاريخها.
ووفق التحقيق، لم يكن جيش الاحتلال الإسرائيلي مستعدا لمواجهة هجوم واسع ومباغت بهذا الحجم، ما أدى إلى انهيار سريع للدفاعات في الساعات الأولى من الهجوم، ووقوع عدد كبير من القتلى والمختطفين.
وأظهر التقرير انهيار التصورات الأمنية التي اعتمدتها "إسرائيل" على مدار سنوات، حيث تعاملت مع حركة حماس كـ"عدو ثانوي"، وراهنت على إمكانية ردعها وإدارتها من خلال تحسين الظروف الاقتصادية للقطاع.
كما أشار التقرير إلى فشل استخباراتي في التنبؤ بالهجوم، إذ تجاهلت أجهزة الأمن مؤشرات متعددة تدل على تحضير حماس لمعركة شاملة، وهو ما أدى إلى عدم رفع مستوى التأهب قبل الهجوم.
ساعة الصفر
توصل التحقيق إلى المقاومة بدأت في تنظيم القادة وبعض النشطاء لعملية السابع من أكتوبر في تمام الساعة السادية والنصف من مساء يوم الجمعة الموافق السادس من أكتوبر، وهو امر لم يتم رصده من قبل أي جهة استخباراتية إسرائيلية، لا من قبل وحدة 8200، ولا الشاباك، ولا فرقة غزة المسؤولة عن جمع المعلومات في الكيلومتر أو الكيلومترين القريبين من الحدود.
وأوضح أن العشرات من المسلحين في القوة الأولى كانوا بالفعل في مركباتهم على أهبة الاستعداد مقابل الحدود حوالي الساعة 6:00 صباحا، منتظرين الإشارة المتمثلة في إطلاق وابل منسق من 960 صاروخًا وقذائف هاون الساعة 6:29 باتجاه مواقع جيش الاحتلال في غلاف غزة، بهدف شلّها.
وكان إطلاق الصواريخ الإشارة لعناصر المقاومة لاقتحام السياج الأمني، الذي تم اختراقه في المنطقة المقابلة لكيبوتس كفار عزة عبر ثلاثة مواقع تسلل في الساعة 6:35، 6:41 و6:43.
ومع بدء ساعة الصفر انطلقت آلاف الصواريخ والقذائف تجاه مستوطنات غلاف غزة الساعة 6:30 صباحا، حيث نُفّذ الهجوم على 3 دفعات تضم قرابة 5 آلاف مقاتل.
وأفاد التحقيق بأن الدفعة الأولى ضمّت أكثر من ألف من مقاتلي وحدة النخبة في حماس "الذين تسللوا تحت ستار من النيران الكثيفة"، مشيرا إلى أن الدفعة الثانية ضمّت ألفي مقاتل، في حين تخلل الثالثة دخول مئات المقاتلين يرافقهم آلاف المدنيين.
إخضاع فرقة غزة
وبين التحقيق أن فرقة غزة تم إخضاعها في الساعات الأولى من الهجوم وأن صده بدأ في ساعات الظهيرة، مقرا بأن "الثمن الذي دفعناه في السابع من أكتوبر كان غير محتمل من حيث القتلى والجرحى".
من جهتها، نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن التحقيق أن المقاومة فاجأت سلاح الجو بقدرتها على نقل مسلحيها بالمظلات الطائرة، وأن سلاح الجو الإسرائيلي لم تكن لديه خطة طوارئ لسيناريو غزو بري.
وقالت إن المقاومة الفلسطينية أجلت اقتحام غلاف غزة لتجهيز قوات النخبة بشكل أفضل، كما خططت للاقتحام في عيد الفصح اليهودي عام 2023.
وأضافت الصحيفة نقلا عن التحقيق أن الفشل الاستخباراتي كان نتيجة لمشاكل عميقة في صميم نظام الاستخبارات، وأن "مفهوم إدارة الصراع والدفاع ضد العدو على خط التماس انهار بعد الهجوم"، وهذا تمثل في مستوطنة كفار عزة، حيث سيطرت المقاومة عليها خلال ساعة واحدة بينما استغرق الاحتلال 3 أيام لإعادة السيطرة عليها.
ولفتت إلى أن طائرات الاحتلال استهدفت مئات السيارات في غلاف غزة صباح الهجوم بعد أوامر من رئيس الأركان هرتسي هاليفي ما أدى لمقتل وإصابة أسرى إسرائيليين.
معركة ناحل عوز
وبحسب التحقيق سيطرت المقاومة على قاعدة ناحل عوز العسكرية خلال 15 دقيقة فقط بعد وصول 250 مسلحا إلى هناك بحوزتهم كل المعلومات اللازمة عن المكان.
وبنت المقاومة تصورا لموقع ناحل عوز كما يفعل جيش الاحتلال قبل أي عملية خاصة، وكانت تعلم أماكن الكاميرات بالتحديد، غرف الطوارئ، موقع القيادة والسيطرة، ومكان إقامة قائد الموقع.
كما تمكنت من جمع معلومات عن قاعدة ناحل عوز بغلاف غزة من خلال الطائرات بدون طيار التي كانت تطلقها بشكل دوري بالإضافة إلى الاستفادة من مقاطع الفيديو التي رفعها الجنود من داخل القاعدة على شبكات الانترنت.
وتم تقسيم معسكر ناحل عوز مسبقًا، وكل وحدة من قوات النُخبة كانت تعلم أي منطقة مسؤولة عن احتلالها.
وفي ذروة الهجوم، كان داخل معسكر ناحل عوز، الذي لا يتجاوز محيطه 1,200 متر، حوالي 250 مسلحًا.
وتشير التحقيقات إلى أن حركة حماس حسمت معركة السيطرة على قاعدة ناحل عوز بغلاف غزة يوم السابع من أكتوبر خلال 15 دقيقة، مؤكدة أن جنديين من وحدة النخبة في جولاني هربا بمركبة عسكرية يوم السابع من أكتوبر بعد اقتحام قاعدة ناحل عوز مباشرة، حيث اعتبر التحقيق معركة "ناحل عوز" بأنها إحدى أكبر الإخفاقات العسكرية خلال الهجوم.
تقديرات خاطئة
وأظهرت المعلومات الاستخباراتية أن التخطيط للهجوم بدأ في 2017 إذ توقع قادة الجيش غزوا بريا من 8 نقاط حدودية لكن الفصائل هاجمت عبر أكثر من 60 نقطة.
وصُدم الاحتلال من قدرة الفصائل على نقل عناصرها بالمظلات الطائرة وخلص التحقيق إلى أن الجيش كان يتمتع بـ"ثقة مفرطة" وأساء تقدير قدرات المقاومة في غزة.
ونقلت وكالة "أسوشيتد برس" عن مسؤول عسكري إسرائيلي قوله إن "القادة العسكريين توقعوا غزوا بريا من 8 نقاط حدودية لكن حماس هاجمت عبر أكثر من 60، ومعلوماتنا الاستخباراتية تظهر أن التخطيط للهجوم بدأ في 2017".
وأضاف المسؤول عسكري الذي طلب عدم كشف اسمه أن هجوم "السابع من أكتوبر (تشرين الأول) كان عبارة عن إخفاق تام"، وإن الجيش "أخفق في تنفيذ مهمة حماية المدنيين الإسرائيليين".
وأوضح أن "الكثير من المدنيين قتلوا في ذاك اليوم وهم يسألون أنفسهم أو بصوت مرتفع، أين كان" الجيش الإسرائيلي؟
وأكد جيش الاحتلال في ملخص عن التقرير لوسائل الإعلام أن قواته "أخفقت في حماية المواطنين الإسرائيليين، وتم التفوق على فرقة غزة في الساعات الأولى من الحرب، مع سيطرة فصائل المقاومة على الأرض.