- إطلاق نار من آليات الاحتلال تجاه شرق بلدة عبسان الكبيرة شرق خانيونس قطاع غزة
عادية تواصل الحياة مشيتها بينما الليل في أوله
كأن لا شيء يحدث
كأن الشبح الواقف أمام الجبل ليس أكثر من رجل هبط للتو من حافلة صغيرة وصلت من "بيت جالا"
وكأن الخريف لم يهبط بعد
وكأن صبي المقهى لم يقفز بسلام عن بركة الماء الموحلة في وسط الشارع
وكأن العتمة المنقطة بأضواء تتسلق بمشقة ليست دربا ترابيا يصعد نحو الدير
وكأن الأضواء ليست ابتسامات العتمة
وكأن العتمة ليست جبلا...
الناس واصلوا المرور وتزجية التحايا وتشويش حركة السير
مصابيح السيارات تدفع أشباح الأشجار نحو البيوت والصبيان راكبو الدراجات ينبعون من الشوارع الضيقة المحيطة بالساحة المضاءة
عربات الموز والبرتقال تسرق الأرصفة
رائحة الجوافة تحيط بكل شيء وتطوف فوق الرؤوس
وتحرك أزهار أشجار الجهنمية في الشوارع الجانبية المعتمة
نوافذ البيوت ترمش مثل عيون لامعة لأولاد خرجوا من أحلام أهلهم
الحافلات الصفراء الصغيرة حملت آخر العائدين إلى القرى ومضارب البدو في المنحدرات؛ عمال بناء ومزارعين وبائعي موز على عربات ملونة، موظفي متاجر ملابس الصيف والمظلات والقبعات والهدايا والبطاقات السياحية، طهاة وندل ومشعلي أراجيل...
يفكر بالمدن البعيدة وحواف الغابات وبائعات الأناناس في "كاركاس"، وخط المحيطين في بنما، ومشاهد الشوارع من غرف الفنادق في الطوابق العالية، الصعود إلى بوذا الكبير في الجزر الصينية، شجرة الهندية الباكية التي تبعته من "أيوا" في الوسط الأميركي حتى عتبة بيته في "كوبر"، المقاهي المطلة على الخلجان في المتوسط، وبائعات الزهور أمام المطاعم الضيقة والانحناء على جسر، لا يذكر اسمه أو اسم النهر، يتذكر الملمس البارد للمعدن، ...
ولكنه الآن وهو يقف هنا، الرجل القادم من بيت جالا، بينما الخريف يملأ المكان، يدرك أن لا شيء يشبه الوقوف أمام جبل التجربة في أول الليل في أريحا.