خاص: قالت عضو المكتب السياسي لحزب "فدا" ريتا نتشة، إن إجراء الانتخابات في القدس ليس مجرد إجراء ديمقراطي، لكنه يمثل أمرًا مصيريا يتعلق بهويتنا ومستقبل بقائنا في هذه المدينة، مشيرة إلى أن المواطنين المقدسيين لا يستطيعون منع إجراء الانتخابات لكنهم يملكون قرار عدم المشاركة في عملية سياسية لا تمثلهم وتكرّس للتمييز بينهم وبين نظرائهم في غزة وبقية أراضي الضفة.
وأضافت، خلال مشاركتها ببرنامج "حوار الليلة" على قناة "الكوفية"، أن الاحتلال الإسرائيلي امتنع عن الرد على طلب السلطة الفلسطينية لمشاركة القدس في الانتخابات تصويتا وترشيحا، سواءً بالسلب أو بالإيجاب.
وقالت، إن هناك إجماعًا على أنه لا انتخابات بدون القدس، لكن المقدسيين حتى الآن لم تصلهم أي إشارة سواءً بالموافقة أو الرفض على مشاركتهم، بينما لا يزال الضغط الدولي ضعيفًا ومتواضعًا في هذا الشأن.
وتابعت، كانت هناك عدة سيناريوهات مطروحة لمشاركة المقدسيين في الانتخابات إذا تعنت الاحتلال، لكن تم رفضها وبقي الإجماع الفصائلي على ضرورة اعتبار المدينة المقدسة، التي هي خط الدفاع الأول، نقطة اشتباك سياسي مع الاحتلال.
وأكدت، أن الاحتلال يسعى لفرض وقائع جديدة على الأرض من خلال التحكم والسيطرة على تسيير أمور المواطنين الفلسطينيين في القدس، داعية إلى تكثيف البرامج والآليات الكفيلة باعتبار القدس نقطة انطلاق للاشتباك مع الاحتلال.
من جهته شدد الكاتب والصحفي عامر أبو شباب، على ضرورة التمسك بإجراء الانتخابات في القدس كقضية مفصلية ومهمة في سياق الحالة الفلسطينية بوجه عام، مشيرًا إلى أن التفريط في حقنا بإجراء الانتخابات في القدس الآن، سيقود إلى حرمان الخليل أيضًا من المشاركة في الانتخابات بعد 5 سنوات من اليوم.
وتابع، أن القانون الدولي والاتفاقيات الموقعة مع الاحتلال، وكذلك السابقة التاريخية لإجراء الانتخابات في القدس، هي أمور مهمة تأتي لصالح التمسك بمشاركة المدينة المقدسة في العملية السياسية، داعيًا إلى موقف عربي ودولي موحد من أجل إنجاز هذا الملف.
وأوضح، أنه يمكن التوصل إلى حل بشأن هذه القضية إذا ما تم ممارسة ضغط دولي، باعتبار الاحتلال يحتاج إلى ممثلين عن الشعب الفلسطيني لبدء جولة جديدة من المفاوضات، وقد تقبل إسرائيل بتمثيل شكلي للانتخابات من خلال مشاركة أعداد محدودة من المقدسيين بالتصويت عبر مكاتب البريد الإسرائيلية.
وقال أبو شباب، إنه يجب إجراء الانتخابات بأي شكل وتحت أي ظروف حتى يتم التوافق على ممثلين حقيقيين للشعب الفلسطيني، داعيًا إلى توحيد الصف الوطني والإجماع الدولي للضغط بشأن إجراء العملية الانتخابية في مدينة القدس.
وأضاف، أن 30% من سكان القدس الشرقية لا يحملون جواز سفر فلسطينيا ولا يحملون هوية إسرائيلية أيضًا، فإذا ما رفض الاحتلال إجراء الانتخابات في القدس، يجب أن يمثل ذلك نقطة انطلاق للاشتباك مع الاحتلال الذي يرفض حتى منحنا مجرد التمثيل الشكلي والرمزي لاستحقاق انتخابي في عاصمتنا الأبدية.
ودعا أبو شباب، إلى موقف عربي موحد للدفع باتجاه اعتبار القدس جزءا من الأراضي الفلسطينية وليس منفصلا عنها، والإصرار على مبدأ "لا انتخابات بدون القدس"، متسائلًا عن الإصرار على مد غزة وبقية أراضي الضفة بالمساعدات مع إغفال القدس، رغم كونها جزءا أصيلا لا ينفصل عن أرض الوطن.