حين اختارت الأمم المتحدة يوم 29 تشرين الثاني/ نوفمبر، اليوم الذي اتخذت فيه قرار تقسيم فلسطين عام 1947، يوماً عالمياً للتضامن مع الشعب الفلسطيني كتعبير عن إحساس بالذنب تجاه شعب وحقوق مقدسة، حرصت أن يكون الاحتفال في ذلك اليوم مجرد احتفال رمزي وبروتوكولي لا يتناول المخاطر الحقيقية التي ما زالت تهدد هذا الشعب في حياته اليومية وتطلعاته الوطنية.
ولقد نجح أحرار العالم، لا سيما في السنوات الأخيرة، من أن يجعلوا التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني أياماً وليس يوماً، وأفعالاً لمقاطعة العدو وكشف جرائمه وانتهاكاته لا مجرد احتفال رمزي.
ولقد أكدت هذه المبادرات على البعد العالمي لقضية فلسطين، وهو أمر ينبغي على مجاهدي فلسطين وشرفاء الأمة أن يبنوا عليه لإحكام العزلة على كيان سعى ويسعى بكل ما أؤتي من قوة، وتلقى من دعم، من أجل فرض حصار على الشعب الفلسطيني والأمة العربية جمعاء.
ولعل من أول موجبات تحويل هذا اليوم من حفل برتوكولي الى فعل حقيقي يتمثل بمبادرات متواصلة للدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني عموماً، وخصوصا عن هوية القدس ومقدساتها، ومناهضة التطبيع، وحق العودة، ومقاطعة العدو، وفك الحصار عن غزة، ونصرة الاسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال، ووقف معاناتهم التي لا توصف.
وفي هذا الاطار يأتي "الملتقى العربي الدولي لنصرة الاسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال "، عبر تطبيق زوم يومي 27 و28 نوفمبر/ تشرين الثاني 2021، ملتقى لجمع قادة المقاومة، ومناضلي الأمة، واحرار العالم، في اطار يكشف جرائم الصهاينة ويتداول في سبل مجابهتها، ويؤكد للأسرى انهم ليسوا وحدهم، وأن من حق المقاومة أن تستخدم كل الوسائل المتاحة لها من أجل الإفراج عنهم، كما جرى في صفقات التبادل الشهيرة، لا سيما تلك التي تمت بإشراف الرئيس الشهيد ياسر عرفات في 23 نوفمبر عام 1983، وتم الإفراج فيها عن آلاف الأسرى الفلسطينيين اللبنانيين والعرب والأمميين، وما تلاها من عمليات تبادل للأسرى ترفع رأس شعبنا وأمتنا.
ولا شك أن الأسرى جميعاً، المحررين منهم والسجناء، سيشعرون بسعادة كبيرة وهم يرون المئات من قادتهم وشرفاء أمتهم، وأحرار العالم يجتمعون عبر الفضاء الافتراضي ليقولوا لهم، " لستم وحدكم أيها الأبطال"، وإنكم "أحرار في سجونكم أكثر بكثير من حكام متخاذلين ومطبعين مع العدو".