مجلة أسترالية تكشف سر قدرة الإبل على تحمل العطش
مجلة أسترالية تكشف سر قدرة الإبل على تحمل العطش
وكالات: تطرقت مجلة "sciencealert" الأسترالية، إلى سر قدرة الإبل المذهلة في البقاء على قيد الحياة لأسابيع دون الحصول على رشفة ماء، كاشفة السر وراء هذه القدرة على تحمل العطش.
وأوضحت المجلة، أن الإبل تمتلك مجموعة حيل بيولوجية فريدة تستخدمها للحفاظ على حياتها في أوقات الجفاف وندرة المياه، منها فتحات أنوفها الكبيرة والمعقدة القادرة على منع تبخر المياه من أجسادها، بالإضافة إلى دمها المعدل الذي يمكنه تحمل الجفاف.
وأكدت المجلة أن الإبل تستطيع ابتلاع مئات اللترات من المياه في غضون دقائق، ثم تمتصها ببطء لتجنب الصدمة التناضحية (الناتجة عن زيادة السوائل في الجسم)، بالإضافة إلى ذلك تستطيع التحكم بدرجات حرارة أجسامها وتتقلب بها من 31 إلى 41 درجة مئوية (87 إلى 105 درجات فهرنهايت) لتقليل التعرق.
وأشارت المجلة إلى أنه عندما ينخفض مستوى الماء لدى الإنسان، تقوم الكليتان بتغيير تموضع وعمل الأهرامات الكلوية للحفاظ على أكبر قدر ممكن من الماء، ويتم ترشيح الماء إلى أنابيب في منطقة تسمى القشرة، حيث يتدفق إلى أجزائها الداخلية، وتُضخ أيونات من الملح المذاب عبر الأغشية لإحداث خلل يجبر جزءاً من الماء على العودة إلى الدم، أما الباقي فيحمل الفضلات بعيداً عن طريق البول، وتستطيع الإبل الحفاظ على المياه في دمائها لدرجة كبيرة جداً، حيث لديها القدرة على تركيز بولها بنسبة عالية، لا يستطيع البشر الوصول إليها.

من جانبه، قال عالم فيزيولوجيا الحيوانات في جامعة بريستول، فرناندو ألفيرا إيرايزوز، إنه من خلال بحث علمي حدد مئات الجينات والبروتينات التي تغيرت بشكل كبير في كل من قشرة الكلى وداخلها في الحيوانات المصابة بالجفاف مقارنة مع أقرانها غير المصابة، مؤكداً أن العديد من الجينات التي غيرت من طبيعتها في الإبل المصابة بالجفاف تشارك في تثبيط مادة الكوليسترول الدهنية في خلايا الكلى.
كما قام ألفيرا إيرايزوز وزملاؤه بقياس كمية الكوليسترول في أغشية بلازما الكلى لدى الإبل المصابة بالجفاف وقارنوها بالعينات الصحيحة، فوجدوا أن الإبل المصابة بالجفاف تحتوي بالفعل على نسبة أقل من الكوليسترول في أغشية الخلايا الكلوية مقارنة بالأغشية الرطبة.
بدوره، أفاد عالم الغدد الصماء من جامعة بريستول، بنيامين جيلارد، بأن انخفاض كمية الكوليسترول في غشاء خلايا الكلى من شأنه أن يسهل حركة المواد المذابة والماء عبر أقسام مختلفة من الكلى، وهي عملية مطلوبة لإعادة امتصاص الماء بكفاءة وإنتاج بول عالي التركيز، وبالتالي تجنب فقد الماء.