والده من أبطال عملية زيورخ!
"كل العرب" تطرد الصحفي المصري المطبع "خالد زغلول" بعد زيارته للكنيست
"كل العرب" تطرد الصحفي المصري المطبع "خالد زغلول" بعد زيارته للكنيست
متابعات|| أصدرت مجلة " كل العرب" في العاصمة الفرنسية باريس، قراراً بفصل الصحفي المصري المطبع، خالد سعد زغلول فؤاد، بعد زيارته مع عدد من الصحفيين العرب للكنيست الإسرائيلي.
وقال جمال عبد الرحيم، عضو مجلس نقابة الصحفيين المصريين، إنه تلقى رسالة خاصة من " علي المرعبي" رئيس تحرير مجلة ( كل العرب) التي تصدر بالعاصمة الفرنسية باريس، أعلن فيها إنهاء علاقة العمل مع الصحفي المصري خالد سعد زغلول فؤاد عضو نقابة الصحفيين المصريين، وذلك لمشاركته مع وفد مكون من 7 صحفيين عرب بزيارة مقر الكنيست الإسرائيلي في الأيام الماضية.
وأضاف "عبد الرحيم" على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أن علي المرعبي أكد أن مجلة " كل العرب" تدين تلك الزيارة المرفوضة، مشيرًا إلى أن إدارة المجلة أبلغت المذكور بقرار الاستغناء عنه.
وتابع: "وجه علي المرعبي التحية والتقدير لنقابة الصحفيين المصريين على موقفها الرافض للتطبيع مع الكيان الصهيوني".
وكان صرح "عبد الرحيم" بأن مجلس النقابة سيناقش في اجتماعه المقبل، ما تداولته بعض صحف الاحتلال الإسرائيلي بشأن حضور الصحفي المصري وعضو النقابة خالد سعد زغلول، لقاءً ضم بعض الصحفيين العرب ووفد من الكنيست الصهيوني، وذلك في العاصمة الفرنسية باريس.
يشار إلى، أنّ الصحفي خالد سعد زغلول، المتهم بـ "التطبيع مع إسرائيل" هو نجل المناضل والصحفي "سعد زغلول فؤاد" الذي كان مناهضًا للاستعمار البريطاني والصهيوني.
وكان فؤاد من الفدائيين المصريين ضد الاحتلال البريطاني، وانضم للجماعات المكافحة في منطقة القنال وفلسطين.
ومن أهم محطات نضال فؤاد خارج مصر، الفترة التي عمل فيها مع المقاومة الفلسطينية، فبعد هزيمة 1967 ساد الإحباط في البلدان العربية، لكن المقاومة الفلسطينية أدت بطولات رائعة بمختلف منظماتها، لكن وكالات الأنباء الدولية كانت تنشر معلومات مقتضبة عنها، وهنا سافر فؤاد للأردن لتغطية هذه البطولات، لكنه سرعان ما انضم إلى المقاومين.
ويقول في مذكراته عن هذه الفترة: "استدعاني أحمد بهاء الدين وكان رئيسًا لتحرير مجلة "المصور"، وطلب مني أن أسافر إلي عمّان مراسلاً للمصور لتغطية أعمال الفدائيين بالقلم والصورة، منذ وصولي عمان صحبتني الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في بعض عملياتها الفدائية، ضد العدو الإسرائيلي في الضفة الغربية، وكنت أنشر تفاصيلها وصورها أسبوعيًّا في المصور".
وحدثت نقلة نوعية في تعاون المقاومة الفلسطينية مع فؤاد، حيث استدعاه وهو في عمّان - وفق مذكرات فؤاد- الدكتور وديع حداد الذي كان مسئول الجبهة الشعبية عن العمليات خارج المنطقة العربية، وأخبره بأنه سيقوم بضرب الاقتصاد الإسرائيلي من خلال ضرب الخطوط الجوية الإسرائيلية بضرب طائرة "ألعال" في زيورخ (سويسرا)، وأنه أرسل أربعة فدائيين ضمّنهم فتاة تُدعى أمينة دحبور، على أن يغطي فؤاد العملية صحفيًّا، لكن حداد تابع موجهًا كلامه لفؤاد بالقول: " لكنك لست صحفيًّا.. أنت فدائي قبل كل شيء؛ ولذلك ستقوم بنقل الأسلحة إلى الفدائيين الأربعة في زيورخ".
ويقول فؤاد في مذكراته: " وبالفعل وصلت إلى زيورخ بالطائرة السويسرية، وفي يدي حقيبة طويلة بداخلها أربعة مدافع "كلاشينكوف" و3000 طلقة، وبعض القنابل اليدوية، ومنشورات باللغة الألمانية. ونجحت بالخروج بها من المطار، حيث لم تكن هناك إجراءات تفتيش مشددة في مطارات أوروبا في هذه الفترة (1969).
ويقول إنه قام بقيادة هذه العملية بعد سفر قائد المجموعة لأسبانيا، وأطلقوا النار بالفعل على الطائرة على ممر تحركها في المطار السويسري، لكنها لم تُدمر، وقتل فيها مساعد الطيار وبعض الركاب، وقتل فدائي من الأربعة، وكان على الثلاثة الآخرين تسليم أنفسهم وفق الخطة حتى يقوموا بعرض دفاع سياسي في محاكمتهم يشرحون فيه عدالة القضية الفلسطينية.
وتمكن فؤاد من الهرب إلى بيت السفير المصري وأقنعه أنه لواء في رئاسة الجمهورية وأنه نفَّذ عملية الطائرة بأوامر من الرئيس عبد الناصر، فنجح السفير في تهريبه إلى بيروت، وأرسل برقية لعبد الناصر يقول فيها: " غطينا العملية.. وهربنا سعد زغلول فؤاد"، فأقاله عبد الناصر؛ لأنه لم يكن على علم بما يقوم به فؤاد.
لكن الموساد نجح في اختطاف فؤاد في براغ (ألمانيا) مع زوجته عبر جواسيسه من العرب، على خلفية اشتراكه في تحطيم طائرة ألعال في زيورخ، لكن السفير المصري تمكن من إنقاذه بأعجوبة.
وتعرض "زغلول" للسجن عدة مرات قبل ثورة 23 يوليو، وقضى "6" شهور فى نفس السجن الذي كان الرئيس الراحل أنور السادات معتقلًا به.