نشر بتاريخ: 2022/11/02 ( آخر تحديث: 2022/11/02 الساعة: 17:14 )

غزة: دعوة لتشكيل فريق وطني للمراقبة على حقول الغاز

نشر بتاريخ: 2022/11/02 (آخر تحديث: 2022/11/02 الساعة: 17:14)

غزة: أوصى مختصون اقتصاديون وحقوقيون في غزة، اليوم الأربعاء، بضرورة تشكيل فريق وطني للمراقبة على غاز غزة، مشددين على ضرورة تحقيق الوحدة كمدخل حقيقي للحفاظ على الثروات الفلسطينية من الضياع.

جاء ذلك خلال ورشة عمل بعنوان "الغاز الفلسطيني بين الواقع والمأمول" نظمتها نقابة الاقتصاديين الفلسطينيين في مقرها بمدينة غزة، وسط حضور خبراء في الشأن الاقتصادي وصحفيين وحقوقيون.

وقال الخبير الاقتصادي محمد مقداد في كلمة ممثلة عن النقابة، إن عقد هذه الورشة للبحث بموضوع الغاز، وهو شائك وحساس، فنحن نتحدث عن سلاح اقتصادي لم يستغل جيّدًا للأسف.

وأوضح مقداد أن بعض الجهات استعدت للحديث حول هذا الموضوع لكنهم اعتذروا دون مبرر أو سبب.

وبيّن مقداد أنه يمكن لاستغلال الغاز أن يغنينا عن جزء كبير من التمويل الدولي وجسر الفجوة بين غزة والضفة الغربية، مشيرًا إلى أن للسلطة الفلسطينية 10% من الغاز، ومع ذلك لم يتم ذلك؛ "لإن إسرائيل لديها قرار مسبق لعدم تمكين الفلسطينيين من استغلال مواردهم".

ولفت إلى أنه يجري الحديث الآن حول حقل "مارين غزة" وتم الاتفاق والتوقيع بين السلطة ومصر وتوكلت شركة "إيجاز" بالتنقيب، والتسييل ومن ثم البيع، مؤكدًا أن العوائد الاقتصادية للغاز قد يصل لأكثر من 500 مليون دولار سنوياً، وهذا يعني أننا لن نحتاج إلى المساعدات الدولية.

ودعا مقداد إلى أهمية تحقيق الوحدة الوطنية لاستثمار الموارد الوطنية، مشددًا على أهمية أن يستعيد المجلس التشريعي دوره الوطني لسن القوانين والحفاظ على الثروات.

وحث مقداد الحكومة الفلسطينية، للتقدم بشكوى رسمية للمحاكم الدولية لاسترجاع حقوقنا في الحقول المستنزفة من الإسرائيليين، وغيرها من الحقوق مثل الجنيه الفلسطيني وغيره، مع الأخذ بالاعتبار رأي السكان المحليين في غزة حسب القانون الدولي.

وطالب مقداد بعقد ورشة عمل يشارك فيها الفلسطينيين لمناقشة الأدوار للوصول إلى أقصى ما يمكن من حقنا، مؤكدًا استعداد نقابة الاقتصاديين لرعاية هذه الورشة.

حقول غزة

واستعرض مدير الأبحاث الاقتصادية في وزارة الاقتصاد محمد بربخ حقول الغاز المتواجدة أمام ساحل غزة، مشيرًا إلى أن هناك 3 حقول مكتشفة من بينها حقل غاز مارين.

وبيّن بربخ أن حجم هذا الحقل يقدر بـ33 مليار متر مكعب، موضحًا أن حصيلة السلطة الفلسطينية منه نحو 150 مليون دولار سنوياً على مدار 25 عام بحسب اتفاقها الأخير مع احتلال ومصر.

ولفت على أن شركة التجمع المصري القابضة للغاز (إيجاز) ستدخل بصفة شريك لنقل الغاز إلى سيناء لتسييل للغاز ثم تقوم الشركة ببيع الغاز بفوائد اقتصادية.

وأوصى بربخ بضرورة التوصل إلى اتفاق مع الاحتلال يضمن ترسيم الحدود البحرية بما يضمن حرية البحث عن موارد الطاقة والتنقيب، وإعطاء الحرية للفلسطينيين لإدارة الموانئ البحرية.

كما دعا لتحسين فرص الاستثمار في مجال تنقيب موارد الطاقة، وربط الطاقة الكهربائية بالطاقة المكتشفة.

حق وطني

وشدد الخبير في القانون الدولي محمد العويطي على أن قضية غاز غزة هي في الأساس مشكلة حقوقية، ودون التعرف على الحقوق القانونية فإنه يصعب انتزاعها من الاحتلال.

وقال العويطي، نحن أمام جريمة واضحة الأركان ضد الشعب الفلسطيني، مؤكدًا أن القانون الأساسي ينص بأنه لا يجوز التنازل عن حق الشعب الفلسطيني.

وحمل السلطة الفلسطينية المسؤولية عن تنازلها عن حق من حقوق الشعب الفلسطيني، وانفراد السلطة التنفيذية بتوقيع الاتفاقيات مع الاحتلال، مؤكدًا أن هذه الخطوة غير قانونية.

وأضاف، نحن أمام اتفاقيات هزيلة لا يمكن أن تعطي حقًا للشعب الفلسطيني، فهذه الاتفاقية تعطي الاحتلال الحق ويعتبر تطبيعًا واعترافًا له بحق فرض السيطرة.

مخاوف حقيقية

وأوضح الباحث في ائتلاف "أمان" محمود عبد الهادي، أن هناك مخاوف حقيقية من غياب المساءلة حول غاز غزة كما جرى في قضية إعادة الإعمار.

وقال عبد الهادي، اننا نشعر بمخاوف من تنامي التدخلات السياسية، وتراجع سيادة القانون ومركزية السلطات، والارتفاع الكبير في تكاليف الفساد على القطاعات المختلفة مثل الصحة والرعاية الاجتماعية.

ودعا لنشر جميع الوثائق أمام الشعب الفلسطيني، مثل وثائق الكهرباء والاتصالات وغيرها، والإفصاح عن الإيرادات والنفقات بشكل واضح.

وشدد عبد الهادي على ضرورة أن تخضع عملية الغاز للرقابة الرسمية وغير الرسمية، عبر تشكيل فريق وطني يتابع الغاز ويشرف على الرقابة عليه وإعمال مبدأ المساءلة الرأسية.