نشر بتاريخ: 2019/03/14 ( آخر تحديث: 2019/03/14 الساعة: 03:41 )

خاص بالفيديو || ناجي جرغون يروي لـ"الكوفية" معاناة مصابي مسيرات العودة للحصول على العلاج

نشر بتاريخ: 2019/03/14 (آخر تحديث: 2019/03/14 الساعة: 03:41)

غزة – محمد عابد: على سرير متواضع داخل منزل أقل تواضعًا، يجلس الجريح ناجي جرغون، ناظرًا إلى قدميه بحسرة، متذكراً حياته بالأمس القريب عندما كان يتجول هنا وهناك، ويلعب الكرة ويركض، واليوم بالكاد يستطيع الوصول إلى الحمام.

يعيش الجريح "جرغون"، رحلة صعبة أو كما وصفها والده "رحلة عذاب" داخل قطاعٍ أنهكه الحصار والفقر.. يعالج من إصاباته التي تعرض لها خلال مشاركته في مسيرات العودة، وما فاقم من معاناته عدم تمكنه من الحصول على تحويلة للعلاج بالخارج.

قبل أن تتعفن القدم

يحتاج "جرغون" إلى عمليتين جراحيتين حتى لا تتعفن قدمه أمام عينيه، ولا يجد من يساعده، فهو "مجرد واحد من آلاف الجرحى "البسطاء" الذين أصيبوا في مسيرات العودة الكبرى".

في ذكرى يوم الجريح الفلسطيني الـ 51، الذي يُصادف الثالث عشر من آذار كل عام، تواصلت "الكوفية"مع الشاب جرغون، الذي يعيش في مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، ليحكي "رحلة العذاب" التي يعيش فيها وأمثاله من مصابي مسيرات العودة الذين تجاوز عددهم 27 ألفًا، منذ بداية المسيرات في 30 من مارس من العام الماضي.

جرغون يروي معاناته

يتحدث المصاب ناجى جرغون عن ظروف إصابته ويقول: "إنه أصيب خلال مشاركته في الجمعة الرابعة من مسيرات العودة، بمنطقة خزاعة"، موضحًا أنه توجه لمساعدة مجموعة من الشبان، حاصرتهم قوات الاحتلال بالقرب من الحدود، وأطلقت عليهم وابلًا من النيران وقنابل الغاز".

وأضاف: "للحظة تصورت أن جندي إسرائيلي سيطلق النار على رأسي، فوجدت نفسي أقف دون خوف في مواجهته، إلا أنني شعرت بطلق ناري أصاب قدمي اليسري".

ويتابع جرغون لـ "الكوفية": "تم نقلي إلى المستشفى الميداني لتلقي الإسعافات الأولية، ومن ثم إلى المستشفى الأوروبي في خانيونس، وهناك اكتشفت إصابة قدمي اليمنى أيضًا".

7 عمليات والعذاب لم ينقطع

أجرى جرغون، 7 عمليات جراحية في قدمه اليسري، بقى خلالها طريح الفراش في المستشفى لمدة 17 يومًا، بعدها قرر الأطباء خروجه لتكملة العلاج في المنزل، إلا أنهم بعد عدة أيام من ذلك اكتشف الأطباء انقطاع عصب في قدمه اليسرى، وأخبروه أنه بحاجة إلى عملية وصل عصب بإحدى مستشفيات الخارج".

مأساة الحصول على موافقة للعلاج بالخارج

يقول "جرغون" لـ "الكوفية"، إنه يعيش في دوامة كبيرة بعدما راحت كل محاولاته للحصول على التحويلة لإجراء العملية المطلوبة، هباءً، لافتًا إلى أنه ناشد كافة المسئولين لمساعدته في التحويلة للعلاج بالخارج، ليتعافى ويستطيع إكمال حياته بشكل طبيعي.

وشدد على أنه وبالرغم من كل تلك المعاناة التي يعيشها، إلا أنه يتوجه بشكل مستمر للمشاركة في مسيرات العودة، بحثًا عن حقه وحق الفلسطينيين في "أرضنا المغتصبة ووطننا المسلوب".

والد الجريح يروي معاناته

من جهته، وصف الحاج أبو عطا الله جرغون، والد الجريح ناجي، لـ "الكوفية"، لحظة وصول خبر إصابة ابنه بـ "الصاعقة"، وقال: "صُعقت من شدة الصدمة، وتوجهت إلى المستشفى الأوروبي، وحين رأيت قدم ابني كدت أصاب بالجلطة من هول ما شاهدت من حجم الإصابات".

وأضاف عطالله، أن وضعهم الاقتصادي لا يسمح لهم بالتوجه إلى المستشفى، فهم لا يملكون ثمن مواصلات السيارات، مشيرًا إلى أن أبنائه كانوا يذهبون سيرًا على أقدامهم مسافة أربعه كيلو متر، إلى المستشفى الأوروبي.

وناشد "الكوفية" بإيصال صوتهم لكافة المسئولين، بضرورة مساعدتهم في الحصول على تحويلة للخارج لعلاج ابنه، كي يتعافى بشكل كامل، لافتًا في الوقت نفسه إلى أنه "لم يتلقَ أي مساعدة مالية من أي جهة كانت".

مشاهد تقشعر لها الأبدان، تعج بها مستشفيات قطاع غزة، بإمكاناتها المحدودة، وناجي جرغون، هو مثال فقط على تلك المعاناة، فمنذ الـ 30 من آذار من العام الماضي وحتى الآن، يعيش المواطنون مواجهة مفتوحة مع جنود الاحتلال، أصيب على أثرها أكثر من 27 ألف مواطن، فضلًا عن استشهاد 270آخرين، جلهم من الأطفال والشباب، فهل يستجيب المسئولين لصرخات مصابي مسيرات العودة ويمدوا أيديهم لهم ويمنحوهم العلاج اللازم قبل فوات الأوان؟