خاص بالفيديو|| أحمد شملخ.. مسعف أصابته رصاصات الاحتلال وتركه المسؤولون وحيدًا
خاص بالفيديو|| أحمد شملخ.. مسعف أصابته رصاصات الاحتلال وتركه المسؤولون وحيدًا
منذ بدء فعاليات مسيرات العودة على الشريط الحدودي الشرقي لقطاع غزة، لم تتوان قوات الاحتلال الإسرائيلي، عن استهداف طواقم الإسعاف الفلسطينية، ومركباتهم الخاصة، وكذلك المركبات التابعة للهلال الأحمر.
شارة الإسعاف والهلال الأحمر لم تشفع للمسعف المتطوع أحمد شملخ، البالغ من العمر 24 عامًا، عند الاحتلال، وبدلاً من اسعاف المصابين، طالته رصاصات الغدر الإسرائيلية ليسقط مصابًا يحتاج لمن يسعفه.
مسعف متطوع
مع ازدياد عدد جرحي مسيرات العودة، فتحت وزارة الصحة الفلسطينية باب التطوع، وكان للمسعفين المتطوعين نصيب كبير من استهدافات جنود وقناصة الاحتلال، غير أبهين بقدسية المهنة التي يقدمها أولئك المسعفين والمسعفات، فهم جنود تطوعوا لخدمة أبناء شعبهم، والمساعدة قدر الإمكان في إنقاذ حياة من استطاعوا الوصول إليه من الجرحي.
رصاص الاحتلال يصيب المسعفين
المسعف المتطوع أحمد شملخ، أكد لـ"الكوفية" أنه لم يتوان لحظة عن أداء واجبه الإنساني تجاه المصابين في مسيرة العودة الكبري.
وأكد أنه عمل برفقة زملائه، كفريق عمل أشبه بخلية نحل، وضربوا مثالاً للانضباط والتضحية والشجاع، موضحًا أنه كان يركض بكل جرأة نحو المصابين، يتجاوز الغاز السام الذي تطلقه قوات الاحتلال، وكذلك الحفر الناتجة عن قذائف دبابات الاحتلال، لينقذ حياة مصاب.
توقع "شملخ" أن زيه وشارته سيمنع الاحتلال من إطلاق النار عليه، ولكن خُيبت أماله، حيث طالته رصاصات الغدر الإسرائيلية.
"شملخ" تحدث في البداية عن مهنة المسعف المتطوع الإنسانية ويقول: "أن رسالة كل مسعف هي رسالة إنسانية بالدرجة بالأولى في خدمة أبناء الشعب الفلسطيني ورعاية كل إنسان محتاج للرعاية دون أي تمييز، فنحن نقدم الخدمة لأبناء شعبنا بكل إنتمائاتهم السياسية، لأن الميدان والاحتلال لا يفرق بين حماس أو فتح أو جهاد وغيرها من الفصائل، فالجميع في دائرة الاستهداف".
شملخ يروي تفاصيل إصابته
بصوت مختنق بالحسرة قال أحمد شملخ: "مساء يوم 23 سبتمبر الماضي، وخلال تواجدي في المحطة المركزية التابعة الوزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، وصلت أنباء عن استهداف قوات الاحتلال لمجموعة من شباب الإرباك الليلي في منطقة ملكة، وعلي الفور توجهنا إلي المكان، لنجد أن هناك جثمان شهيد، هو عماد إشتيوي، حيث تعرض للإصابة بطلق قناص في الرأس مباشرة ما أدي لاستشهاده على الفور.
وأضاف: "خلال محاولة إخراج جثمان الشهيد، تعرضنا أنا وزملائي عدة مرات للاستهداف بشكل مباشر، ولكن عناية الله ساعدت في إخراج الجثمان.
وتابع: "حين عودتنا إلي سيارة الإسعاف، قام أحد قناصة الاحتلال بإطلاق الرصاص علينا بشكل مباشر، فأصابت قدمي اليمني رصاصة متفجرة، تسببت في تهتك العظام، وانقطاع شريان"، مضيفًا: "على الفور تم نقلي إلي مستشفي الشفاء، وخضعت لعمليتين جراحيتين، وانتهى المطاف بخروجي من المستشفي بمرافق سيلازمني مدي الحياة، ألا وهو العكاز، وجهاز البلاتين، الذي تم زراعته في قدمي، ولم تنته المعاناة هنا، بل أصبحت مضطرا للتوجه إلى مركز أصدقاء المريض في مدينة غزة لتلقي العلاج الطبيعي، على أمل أن تتحسن قدمي وأعود مجددا لممارسة حياتي بشكل طبيعي".
تزييف الحقيقة
"شملخ" أكد أن أكثر ما استفزه أكثر من إصابته كان محاولات تزييف الحقيقة، وممارسة الكذب من قبل الإعلام الإسرائيلي، حين وصفه إعلام الاحتلال بالإرهابي، زاعمة أنها أصابت الإرهابي أحمد شملخ، وأنها وضعت اثنين آخرين من زملائه على قائمة الاستهداف في إشارة إلى زميله المسعفين.
واجب إنساني
بنبرة ينتابها الحزن أكد شملخ أن سبب تواجده في تلك المنطقة كان واجبه الإنساني، فهو مسعف متطوع، وعمله يحتم عليه التواجد في كافة أماكن الاستهداف والمواجهات مع الاحتلال.
وأضاف: "أنا لست إرهابي، أنا مسعف فقط وزملائي ليسوا إرهابيين، الإرهابي هو من يحتل أرضنا ويقصف بيوتنا، ويقتل أطفالنا ونسائنا وشيوخنا، الإرهابي هو من يطلق الرصاص علي سيارات الإسعاف والمسعفين والصحفيين".
رحله عذاب للحصول على العلاج
وعن رحلة علاجه التي لا زالت مستمرة حتى يومنا هذا يقول شملخ: "لم أتلق مساعدة من أي جهة رسمية أو غير رسمية، وكل مصاريف العلاج تكفلت بها عائلتي وأصدقائي علي الرغم من الظروف المادية الصعبة التي نعيشها، والدي أحد العمال المتعطلين عن العمل، وهو من يعيل أسرتنا وحده، وأنا أكبر أبنائه، لقد أصبحت بعد الإصابة عالة على والدي بدلا من أن أكون سنده في هذه الحياة".
"شملخ" اختتم حديثه لـ"الكوفية" برسالة وجهها لكافة المسئولين الفلسطينيين سواء في الضفة المحتلة أو غزة، بضرورة الوقوف أمام مسئولياتهم، في التعامل مع قضايا جرحي مسيرات العودة بشكل عام، وكذلك المسعفين، بدلا من التخلي عنهم وتركهم يعانون من جراحهم، مضيفًا: نحن أبناء فلسطين ولنا حقوق.. فهل يستجيب المسئولين لصرخاتنا أم تظل المعاناة مستمرة؟
الكوفية