خاص: "يومًا بعد يوم يسطر الفلسطينيون بطولات جديدة في قصة نضالهم ضد المحتل الإسرائيلي، الذي يزيد هو الأخر من كراهيته لهذا الشعب الأبي، فيلجأ لسلاحه وقناصته لقتل كل حلم يراود الباحثين عن الحياة".. بتلك الكلمات بدأ علاء الدالي، لاعب منتخب فلسطين للدراجات الهوائية، حديثة لـ«الكوفية» مؤكداً أن حلمه البسيط كان إيصال رسالة الفلسطينيين للعالم أجمع من خلال الرياضة التي برع فيها، وكان هدفه الوصول للعالمية لكن الاحتلال الجبان لم يمهله، حيث أطلق عليه أحد قناصي الاحتلال عيار ناري استقر في القدم لم تنجح معه جهود الأطباء فقرروا بتر القدم.

البطل الجريح

الجريح الرياضي علاء الدالي، يبلغ من العمر 22 عامًا، لاعب منتخب فلسطين للدراجات الهوائية، قال إن الأطباء قرروا بتر ساقه بعد إصابته برصاصة قناص إسرائيلي خلال مشاركته في مسيرات العودة الكبرى شرقي مدينة رفح جنوب قطاع غزة.

وأضاف: "في اليوم الأول من مسيرات العودة الكبرى 30/3/2018، اخترقت رصاصة قدمي وحرمتني من ركوب الدراجة الهوائية، التي كانت سببًا في حصدي العديد من الجوائز في سباقات الدراجات الهوائية.

عاشق الدراجات

منذ عمر 16 سنة بدأ "الدالي" ممارسة هوايته في ركوب الدراجات، واستمر بالمشاركة في تلك المسابقات حتى أصيب على الحدود الشرقية لمدينة رفح، لتحول هذه الرصاصة دون مشاركته في مسابقة دولية للدراجات الهوائية في اندونيسيا، لم تقف المعاناة عند هذه القصة فحسب بل، منعته تلك الرصاصة من المشاركة في أي ماراتون محلي أو دولي.

قصة الإصابة

"الدالي" أكد لـ"الكوفية" أنه في صباح 30 مارس 2018، وخلال تواجده في مخيم العودة المقام على الحدود الشرقية لمدينة رفح جنوب قطاع غزة، وخلال محاولته مع مجموعة من الشبان إنقاذ شاب أخر مصاب، أطلق قناصة الاحتلال الرصاص تجاههم، ما تسبب في تعرضه لإصابة مباشرة في القدم بطلق ناري متفجر محرم دولياً.

وأضاف: "بعدها تم نقلي للمستشفى لتلقي العلاج في المستشفى الأوروبي في مدينة خانيونس، ليتم بعد ذلك بتر القدم نتيجة تهتك العظام والأربطة والأنسجة في القدم، وبعد أن بترت قدمي واستيقظت من البنج مر أمام عيني شريط حياتي الرياضي، الذي اختتم بنهاية سوداء، وعلي الرغم من بتر قدمي إلا أني أشعر بألم لا تحتمله الجبال".

الحرمان من العلاج

"الدالي" أكد أن الاحتلال تعمد منعه، كما العشرات من جرحى المسيرات، من تلقي العلاج في مستشفيات الضفة الغربية بحجة السن الصغير، مشددًا على أنه سيعود قريبًا لممارسة رياضته المفضلة، سواء  بقدم واحدة أو تم تركيب طرف صناعي له.

وأوضح أن حلم حياته هو السفر إلى ألمانيا لتركيب طرف صناعي، باعتبارها الدولة الأكثر تقدما في هذا المجال، مناشدا الجهات الفلسطينية والعربية والدولية لمساعدته في ذلك.

حلم لم يكتمل

يأمل "الدالي" في العودة قريبًا لممارسة الرياضة، وتمثيل فلسطين في الخارج، مشيرا إلى أنه قبل إصابته كان يتلقى كثيرا من الدعوات للمشاركة في بطولات بالخارج؛ لكن الاحتلال كان يمنعه من الخروج عبر معابر غزة، مثل كثير من الرياضيين الذين حولهم الاحتلال من ناجحين محليا يبحثون عن المجد، إلى أشخاص بلا آمال أو طموح.

ويقول الدالي :"إن هدف هذه المحاولات الإسرائيلية ضد الرياضيين، هو "قتل كل الطموحات لدينا، وحرماننا من أبسط حقوقنا" مشيرا إلى أن الاحتلال يتعمد استهداف الرياضيين، إما بإطلاق النار تجاههم وإما من خلال اعتقالهم، أو حرمانهم من التنقل عبر المعابر المختلفة".

وناشد من خلال "الكوفية" كافة المسئولين بضرورة النظر لحالة مصابي جرحي مسيرات العودة بشكل خاص وكافة الجرحى بشكل عام، خاصة وإنهم يعيشون ظروفًا اقتصادية وصحية سيئة للغاية، مطالبًا بتوفير أبسط مقومات الحياة الكريمة لهم ولأسرهم.