هدفها التنكيل بذوي الشهداء..
خاص|| "مقابر الأرقام".. شواهد قائمة على جرائم الاحتلال الإسرائيلي
خاص|| "مقابر الأرقام".. شواهد قائمة على جرائم الاحتلال الإسرائيلي
غزة- محمد جودة: تحتجز دولة الاحتلال الإسرائيلي، عددًا من جثامين الشهداء الفلسطينيين والعرب، الذين استشهدوا في مراحل مختلفة من مقاومة الاحتلال الإسرائيلي.

هروب من المسؤولية الدولية
ولغاياتٍ مختلفة أقامت دولة الاحتلال، مقابر سرية عرفت باسم (مقابر الأرقام)، هدفت منها إلى معاقبة ذوي الشهداء وحرمانهم من لحظة وداع لأبنائهم، إذ إنّ "حكومة الاحتلال الإسرائيلي" لا تكتفي بمعاقبة الأحياء، بل بمعاقبة الأموات بعد موتهم، ومعاقبة ذويهم وأطفالهم، ويرى مراقبون أن من الغايات الأخرى لمقابر الأرقام محاولة من الاحتلال الإسرائيلي لـ"التغطية على جرائمه بحقّ أفراد يختطفهم ثم يقضون تحت التعذيب فيحتفظ بجثثهم تجنبا لفضائح دولية، وسعياً لإخفاء حقائق ومعطيات تثبت ممارساته التعذيب الشديد، وأن كثيرًا من الشهداء قد أعدموا بعد أسرهم"، ويأتي احتجازهم اخفاءً لهذه الحقائق وهروباً من المسؤولية الدولية، كما يبرز سبب آخر أكثر خطورة يتعلق بسرقة أعضاء من أجساد الشهداء".
وقفات احتجاجية
نظم مئات الفلسطينيين، في اليوم الوطني لاسترداد جثامين الشهداء، وقفات احتجاجية في مدن الضفة الفلسطينية المحتلة وقطاع غزة، للمطالبة بالإفراج عن جثامين الشهداء الفلسطينيين المحتجزة لدى سلطات الاحتلال الإسرائيلي.
ورفع المشاركون، صورًا للشهداء المحتجزة جثامينهم، ولافتات تطالب بالإفراج عن الجثامين.
وقالت سلوى حماد، المتحدثة باسم الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء المحتجزة، إن "إسرائيل تواصل ارتكاب جريمة قانونية باحتجاز جثامين الشهداء، لمعاقبة ذويهم، وحرمانهم من حقهم في دفن أبنائهم بالشكل اللائق، للانتقام منهم وتعذيب ذويهم".
من جانبه أوضح عبد الناصر فروانة، رئيس وحدة الدراسات والتوثيق في هيئة شؤون الأسرى، أن "عدد الأسرى في سجون الاحتلال بلغ 6 آلاف أسير يقبعون في 22 سجنًا ومعتقلًا ومركز توقيف"، مضيفا:ً لـ"الكوفية" أن الأسرى يتعرضون للتنكيل والتعذيب والإذلال، بسبب احتجاجهم على المعاملة غير الإنسانية التي يتعرضون لها من قبل إدارة السجون.
وأكد، أن الاحتلال "لجأ لطريقة غير مسبوقة في العالم أجمع لعقاب الفلسطينيين أحياءً وأمواتاً من خلال احتجاز جثامين الشهداء في الثلاجات وما يعرف بمقابر الأرقام، للانتقام منهم وتعذيب ذويهم وحرمانهم من زيارة مقابر أبنائهم، في تحدٍ صارخ للقانون الدولي".
"إسرائيل" تحتجز 270 من جثامين الشهداء
وأضاف فروانة، أن سلطات الاحتلال تُمارس احتجاز الجثامين في إطار سياسة قديمة جديدة، لجأت إليها دولة الاحتلال منذ إتمام احتلالها وسيطرتها على باقي الأراضي الفلسطينية عام 1967، وما تزال تحتجز أكثر من (270) من الجثامين لشهداء فلسطينيين وعرب استشهدوا في فترات متفاوتة وظروف مختلفة، بعضهم استشهد في سبعينيات وثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، وبعضهم استشهد في عدوان صيف 2014 على غزة، فيما هناك من استشهد خلال "انتفاضة القدس" التي اندلعت في أكتوبر/تشرين الأول 2015. كما ومازالت ترفض تسليم جثمان الشهيد "فارس بارود" الذي استشهد داخل السجن نتيجة الإهمال الطبي أوائل فبراير/شباط الماضي بعد اعتقال دام لنحو 28 سنة.

مقابر الأرقام
وأوضح، أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تحتجز جثامين الشهداء لأيام وشهور، بل لسنوات وعقود في ما يُسمى بـ "مقابر الأرقام" أو داخل ثلاجات الموتى، كما وتعاقب عائلاتهم وتمنعهم من الوصول إلى أضرحتهم أو حتى الاقتراب من المقابر التي يدفنون فيها.
وأضاف فروانة، أن احتجاز جثامين الشهداء تعتبر هي واحدة من أكبر وأبشع الجرائم الإنسانية والدينية والقانونية والأخلاقية التي ترتكبها دولة الاحتلال. وهي الوحيدة في العالم التي تمارس هذه الجريمة في إطار سياسة ممنهجة وعلنية، وفي الشهور الأخيرة أقرت قانوناً يجيز استمرار احتجاز الجثامين، بهدف الانتقام منهم ومعاقبتهم بعد موتهم، ولردع الأحياء من بعدهم، وأحيانا لغرض الضغط والابتزاز وإيذاء عائلاتهم.

منافية لكل المواثيق والقوانين الدولية
وأوضح فروانة، أن قيام الاحتلال الإسرائيلي بـ"احتجاز الجثامين ممارسة منافية لكل الأعراف والمواثيق والقوانين الدولية، لا سيما اتفاقيات جنيف الأولى والثالثة والرابعة، تلك الاتفاقيات التي نصت في بعض موادها على حق الموتى في التكريم، وألزمت دولة الاحتلال بتسليم الجثث إلى ذويها، ومراعاة الطقوس الدينية اللازمة خلال عمليات الدفن، بل وحماية مدافن الموتى وتسهيل وصول ذويهم إلى قبورهم، واتخاذ الترتيبات العملية اللازمة لتنفيذ ذلك".
المقبرة الأولى:
أقيمت المقبرة الأولى، والأقدم، في نهاية السبعينيات قرب جسر آدم في غور الأردن، كما كشفت مصادر صحفية إسرائيلية، وهي محاطة بجدار، له بوابة حديدية معلق فوقها لافتة كبيرة كتب عليها بالعبرية "مقبرة لضحايا العدو" ويوجد فيها أكثر من مائة قبر، وتحمل هذه القبور أرقاماً من (5003 – 5107)، ولا يعرف إن كانت هذه الأرقام تسلسلية لقبور في مقابر أخرى أم كما تدعي "إسرائيل" بأنها مجرد إشارات ورموز إدارية لا تعكس العدد الحقيقي للجثث المحتجزة في مقابر أخرى.
المقبرة الثانية:
فيما أقيمت المقبرة الثانية في العام 2000، بحسب مصدر صحفي إسرائيلي أيضاً ، وتقع بجوار معسكر "عميعاد" العسكري في شمال فلسطين المحتلة، وجسر "بنات يعقوب" عند ملتقى الحدود السورية – اللبنانية، وتفيد بعض المصادر ب وجود ما يقرب من 500 قبر فيها لشهداء فلسطينيين ولبنانيين غالبيتهم ممن سقطوا في حرب 1982، وما بعد ذلك.
المقبرة الثالثة:
مقبرة "ريفيديم" وتقع في غور الأردن.

المقبرة الرابعة:
أما المقبرة الرابعة، والتي تحمل اسم "شحيطة" وتقع في قرية وادي الحمام شمال مدينة طبريا الواقعة بين جبل أربيل وبحيرة طبريا، غالبية الجثامين فيها لشهداء معارك منطقة الأغوار بين عامي 1965 – 1975، وفي الجهة الشمالية من هذه المقبرة ينتشر نحو 30 من الأضرحة في صفين طويلين، فيما ينتشر في وسطها نحو 20 ضريحاً.