خاص بالفيديو والصور|| «حداد الخيل» يروي حكاية عشر سنوات عجاف في قطاع غزة
خاص بالفيديو والصور|| «حداد الخيل» يروي حكاية عشر سنوات عجاف في قطاع غزة
غزة- عمرو طبش: داخل ورشته الصغيرة في خان يونس جنوبي قطاع غزة، جلس محمد السر ينعى ضيق الحال، الذي دام أكثر من 10 سنوات، مؤكدًا أن الشواقل القليلة التي يتلقاها من زبائنه لم تعد كافية للوفاء باحتياجاته ومتطلبات أسرته.
"الكوفية" التقت "محمد السر" الذي أكد أن يومه يبدأ في التاسعة صباح كل يوم ويستمر حتى المغرب، يجني خلالها مبلغ من 30 إلى 40 شيقل، وهي لا تكفي للوفاء بمتطلبات أسرته المكونة من 11 فردًا.

وأضاف "السر" أنه يعمل في مهنة "تركيب حدوات الأحصنة" منذ 30 عامًا، مشيرًا إلى أن أسعار تركيب الحدوات تتراوح بين 5 و10 شواقل، موضحًا أن فائدة الحدوة للحصان تتمثل في أنها تحميه، كما هو الحال في السيارة التي لا تستطيع السير بدون "كوشوك".
وأوضح أن صناعة الحدوة تعتمد على النار حيث يتم صهر الحديد في النار وبعدها تشكيلها على هيئة حدوة، يتم تركيبها للحصان.
"السر" قال إنه على الرغم من ممارسته المهنة منذ 30عامًا إلا أنه لم يدخر أية أموال في بيته حتى أنه غير قادر على شراء 10 أمتار من الأرض، الأمر الذي جعل أقرانه من ممتهني هذه المهنة يتركها، حتى باتت على وشك الانقراض في قطاع غزة.

وأضاف أن الأوضاع في القطاع ساءت بشكل كبير منذ 10 سنوات، حتى أصبح غير قادر على إطعام أسرته المكونة من 11 شخصًا "خبز حاف".
وتابع: الأوضاع الاقتصادية السيئة طالت الجميع، "حدادي الخيل وغيرهم"، مضيفًا: "أتحصل على مبلغ يتراوح بين 30 و40 شيقل يوميًا، والله بتنام فيهم.. تصبح ما بتلاقيهم كأنهم مسحورين".
"السر" أكد أن مهنته تركت فيه العديد من الإصابات في قدمه ويديه، أدت لبقائه في المنزل 12 شهراً، بدون مصدر رزق.
ورغم صعوبة الحال إلا أن "السر" رفض ترك مهنته ومغادرة القطاع، على أمل أن ينصلح الحال في يوم من الأيام.