تعالوا لميزان الأولويات .. وهل قدمت السلطة طلب الانتخابات؟
د. طلال الشريف
تعالوا لميزان الأولويات .. وهل قدمت السلطة طلب الانتخابات؟
توقعاتي أن السلطة لم تقدم طلبا لإسرائيل بشأن السماح بإجراء الانتخابات لا في القدس ولا في غيرها، وأن احتمال إصدار مرسوم الانتخابات مازالت واردة في أي لحظة.
قد تكون رام تنتظر نتائج مهرجان الانطلاقة لتطمئن على شعبيتها خاصة في قطاع غزة، وقد تتريث لتصليب هيكلها ومناصريها واستعادة شعبيتها في قطاع غزة، وقد تنتظر خطة تقوم بوضعها لإرجاع كم أو عدد كبير ممن قطعت رواتبهم، وقد تنتظر ولو قليلا لتخلصها من بعض الاندفاع الجارف للمتنافسين على خلافة الرئيس عباس وتهيئة الأجواء لمن يرغب الرئيس في طرحه من الشخصيات أو الشخص ليكون مرشح فتح رام الله للرئاسة، وأخيرا قد يسعى الرئيس للبقاء مرشحا للرئاسة لكنه يواجه صعوبات فيريد التخلص منها.
وكنا تحدثنا مسبقا عن أن حماس بالتأكيد ستستغل فرصة صدور مرسوم الانتخابات لتعلن أن لها مرشحا للرئاسة لأن منصب الرئيس أصبح ركنا أساسيا لدى حماس للاستيلاء على منظمة التحرير إذا أخذنا في الاعتبار أنه فرصتها الأخيرة ولن تكون لحماس بعد هذه الانتخابات إذا ما مكنت نفسها هذه المرة من فرص لذاك وستضعف مسيرتها.
الآن تعالوا نرى هل حقيقة قلوبهم على القدس ليتمحكوا بموضوع الانتخابات من عدمه في المدينة المقدسة ونتساء بتجرد
1- هل ونحن منقسمون ممكن نرجع القدس أو نتصدى لما قرره ترامب وصادر القدس لصالح إسرائيل، واسرائيل الآن تسارع في جعلها أمرا واقعا، وسنصحوا بعد سنوات لنجد القدس مثلها مثل حيفا ويافا؟
2- هل استعادة الوحدة والتعافي من الانقسام أهم من القدس وهي بهذا الحال مصادرة؟
3- هل لو عملنا انتخابات بدون القدس يعني اعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل؟ والقدس عمليا لو نحن متحدين أو غير متحدين ذهبت لإسرائيل بسبب ضعفنا وانقسامنا، وهل إمكانية استعادة وحدتنا لو أجرينا انتخابات بدون القدس أفضل من ضياع الوقت ونحن منقسمين وحياتنا وتطورنا متوقف من انتاج قوة للتصدي لإسرائيل وترامب؟
4- القدس تضيع والشعب وأجياله في حالة تراجع خطير بسبب الصراع على السلطة ونحن كمجتمع وقضية وقدس نضيع، يعني نحن في حالة انتحار سببه الانقسام .. كانت القدس قبل سنتين غير ضائعة فهل كنا أفضل وحالنا وحياتنا أفضل؟ ونحن الحكام من أسس لتجرؤ ترامب واسرائيل علينا وعلى القدس والأرض؟
5- الأساس لتحرير أو الحفاظ على القدس أو التصدي لصفقة ترامب أن يكون شعبنا موحدا وقويا ...فهل تريدون مزيدا من الضعف باستمرار الانقسام والحكام مبسوطين على تذويب كل شيء ؟
6- في كل مرة فشلتم في محاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه وهذا يؤسس لتراجع وخراب ديار أكبر والسبب خوف الفلسطينيين من بعضهم البعض وقصص الجهل والاتهامات والتخوين لكل من يجتهد، وحالتنا الآنية أسوأ من أي وضع سابق للاجتهاد والاتهام والتشويه بسبب الصراع على السلطة.
7- قل انقذوا شعبكم ومستقبله أهم، ومقدم على رفض اسرائيل للانتخابات في القدس وحتى أفضل من إجراء الانتخابات في القدس، يهجموا عليك كل القاصرين عن تحرير القدس والقاصرين عن الحفاظ عليها وعلى الأرض التي أصبحت مستوطنات وهم ينظرون لها دون فعل حقيقي وهم بانقسامهم سببوا هذا الضعف، بانقسامهم وضعفهم خدموا المشروع الصهيوني بجهلهم وغصبن عن الشعب .. قول انقذوا شعبكم وأجلوا انتخابات القدس او شوفوا لها طريق للانتخابات.. كلهم بيخونوك وبتصيير مسؤول عن ضياع فلسطين من 1948 وبيطخوك، والحقيقة أن القادة والأحزاب والفصائل هم من أضاعوها منذ البدء وحتى اليوم. فهم على الدوام منقسمين ومنذ بدء المشروع الصهيوني قبل الحسيني والنشاسيبي وبعدهم حتى اليوم وخاصة أناط لنا سلطة الآن وبدل وربطات عنق وثروات وسيارات وتخالفات .. وزفة وماشية وسايقين فيها كلهم مرة بإسم الأكثر وطنية ومرة باسم الأكثر إيمانا ... والأرض ضاعت والمقدسات.
لن تتفاهم كل الجماعات في فلسطين على شيء بعد أن أصبحوا في السلطة بعد 13 عام من التهرب المتبادل من تغليب المصلحة العامة ومستقبل القضية والأجيال، والمسرح حافل بتنفيد كل ما تحلم به إسرائيل، وأنا أرى أن الخطوات للضياع تتسارع ... هل لدى أحد منا ضمانات لبقاء الناس في الأرض في ظل استمرار الانقسام؟ أم هذا يؤسس لقضية أسوأ أثرا من قضية القدس رغم أهيمتها الكبيرة ...ومن لديه ضمانات بعد ذلك لمنع الهجرة التي ستدفع لها اسرائيل والمتآمرين على القضية ؟ .... النائم منهم يصحا أو يصحى.