نشر بتاريخ: 2020/11/11 ( آخر تحديث: 2020/11/11 الساعة: 06:14 )
بقلم: عميرام لفين

خسر ترامب.. وفازت سياسة "أمريكا أولاً"

نشر بتاريخ: 2020/11/11 (آخر تحديث: 2020/11/11 الساعة: 06:14)

ملخص سياسة (أميركا أولاً) لترامب أنها كانت اقتصادية: إعادة الإنتاج للولايات المتحدة، خلق أماكن عمل لمواطنيها. على هذه الخلفية يجب أن نفهم نشاطاته في الشرق الأوسط والعلاقة مع إسرائيل.

ترامب نجح في تقليص وجود قوات أميركية على الأرض في سورية، وفي نفس الوقت مواصلة السيطرة على مساحة مقلصة تمكنها من السيطرة على محاور ومخازن النفط الضرورية في سورية.

هو لم يخشَ من إبقاء فلاديمير بوتين صاحب بيت هناك وسمح له بالغرق في الوحل السوري. بوتين وبشار الأسد أضعف وأفقر من أن يبعدا إيران من سورية ومن أن يعيدا بناء نظام الأسد ويعيدا إعمار سورية من خرابها.

ترامب كان ذكياً بما يكفي من أجل السماح لسورية بمهاجمة إيران على الهامش، ولكن عدم السماح لبنيامين نتنياهو بتنفيذ تصريحاته غير الواقعية والمشبعة بالغطرسة بشأن إبعاد إيران من سورية بالقوة.

بهذا منع تورطا عسكريا لا لزوم له لإسرائيل وربما الحاجة إلى تدخل أميركي.

في نهاية المطاف، ترامب امتنع عن تورط عسكري على الأراضي السورية، مع التكاليف المقترنة بذلك.

بوتين الغارق في سورية مع تكاليف باهظة ودون قدرة على تحقيق أهدافه وبيبي فشل في إبعاد إيران من سورية وفي وقف برنامجها النووي.

حتى اتفاقات السلام التي دفع بها ترامب قدماً تعكس رؤية «أميركا أولاً». «صفقة القرن» لاتفاق مع الفلسطينيين، وصفقات السلاح لعدد من دول المنطقة والتي مكنت من التوقيع على اتفاقات سلام مع إسرائيل، تعكس هذه الرؤية.

صحيح أن هذه الصفقات جاءت بصورة متأخرة بحيث لم يكن بإمكانها ترجيح الكفة في الانتخابات الرئاسية ولكنها ساعدت الصناعة والاقتصاد هناك.

أيضاً بهذا فإن ترامب هو الفائز، هو يبقي تراثاً مهماً وجوهرياً بدرجة لا تقدر بالنسبة لمن سبقه، الذي حصل على جائزة نوبل باراك أوباما.

ترامب اعترف بصورة واضحة ودون تراجع بمبدأ الدولتين لشعبين. الولايات المتحدة بقيادته حددت فعلياً أنه إذا كانت إسرائيل تريد الاندماج في الشرق الأوسط والعيش بسلام حقيقي ودائم مع دول المنطقة، عليها التخلي عن أحلام الضم والتقدم نحو حل النزاع مع الفلسطينيين.

تراثه يفرض على الفلسطينيين الاعتراف بدولة إسرائيل والتصالح، إذا كان في نيتهم العيش باحترام في دولة خاصة بهم.

خطة القرن والاتفاقات مع البحرين والمارات تحدد العلاقات في المنطقة بثلاثة مبادئ: دولتين لشعبين، تنازل جغرافي (حوالى 70 في المئة من الضفة لإسرائيل و30 في المئة للفلسطينيين حسب خطة ترامب) ومعارضة الضم أحادي الجانب. أيضاً هنا الخاسر الأكبر هو نتنياهو ومعه اليمين.

نتنياهو الأكثر تأهيلاً وتجربة من ترامب، خسر وخضع لسياسة ترامب لسبب بسيط: في حين أن ترامب أراد مصلحة الولايات المتحدة ومواطنيها ووجه الأمور حسب سياسة «أميركا أولاً»، فإن بيبي كان منشغلاً ببقائه الشخصي وباع ناخبيه ومواطني الدولة صباح مساء.

على إسرائيل أن تواصل انتصارات ترامب في الشرق الأوسط: عليها تطوير وتعميق الاتفاقات مع دول المنطقة، وتركيز الجهود على السعودية ودعوتها لتجديد مبادرتها لحل النزاع من أجل التقدم إلى حل الدولتين.

إسرائيل يجب أن تتنازل (وفي الواقع هي تنازلت) عن حلم الضم وأرض إسرائيل الكاملة، والفلسطينيون يجب أن يتنازلوا عن حلم العودة وعن العودة إلى حدود 67.

من أجل ذلك تحتاج إسرائيل زعيماً ذا رؤية، والذي يرى مصلحة مواطنيها ويرغب في ازدهارها.

 

«هآرتس».. الايام