نشر بتاريخ: 2020/11/22 ( آخر تحديث: 2020/11/22 الساعة: 07:53 )
بقلم: نوعا لنداو

"إسرائيل" قد تدفع ثمنا باهظا لحفل تخريج إدارة ترامب

نشر بتاريخ: 2020/11/22 (آخر تحديث: 2020/11/22 الساعة: 07:53)

متابعات: رئيس الولايات المتحدة التارك دونالد ترامب صحيح أنه ما زال يتحصن في البيت الأبيض ويرفض بشدة الاعتراف بنتائج الانتخابات، الأمر الذي جعل الرئيس المنتخب جو بايدن يتوجه بصورة استثنائية الى الجمهور ويجند تبرعات لتمويل فترته الانتقالية.

ولكن مقربي ترامب سلموا كما يبدو بالنتائج وهم يركزون جهودهم في هذه اللحظة بالأساس في محاولة الاستنفاد حتى النهاية كل ما يمكنهم استنفاده على المستوى الايديولوجي والشخصي من فترة نهاية الحكم.

ويدلل على ذلك أكثر من أي شيء آخر حفل التخرج الغريب الذي عقده لنفسه مايك بومبيو في إسرائيل هذا الأسبوع. زيارة وزير الخارجية التارك التي رافقتها فيها زوجته سوزان اعتبرت في جزء منها كـ "شخصية" من أجل عدم التورط مع ما بقي من الإجراءات في وزارة الخارجية، وهو تمرين قديم في كتاب الدبلوماسية، وكأنه يمكن أصلا الفصل بين "الشخصي" و"الرسمي" في جولة كهذه، خاصة عندما انضم إلى بومبيو طوال الوقت السفير الأمريكي في إسرائيل، ديفيد فريدمان، وحاشية كبيرة من رجال الأمن الإسرائيليين.

 الرحلة شملت جولات احتفالية في موقع مدينة داوود وموقع التعميد، قصر اليهود، وزيارة قصيرة في نقطة رقابة في هضبة الجولان مع وزير الخارجية غابي اشكنازي، ووجبة غداء استثنائية في مركز الزوار الجدد في مصنع نبيذ المستوطنين بسغوت، وللتحلية زيارة في "متحف أصدقاء إسرائيل"، الافنغلستي تماما – وهي مواقع تميز بمعظمها بالأساس الحلف غير المقدس بين المسيحيين المتعصبين في الولايات المتحدة مع اليمين الاستيطاني في إسرائيل الذي تعمق كثيرا في فترة ولاية ترامب.

بين هذه المحطات أعلن بومبيو، الذي هو نفسه افنغلستي وله تطلعات سياسية مستقلة للمستقبل، عن هدايا اللحظة الاخيرة لليمين الإسرائيلي: اعتبار حركة "بي. دي. إس" حركة لاسامية ووسم المنتجات المصدرة إلى الولايات المتحدة من المستوطنات كـ "إنتاج إسرائيل". وليس صدفة أنه تم ربط هذين القرارين معا؛ هما يتبنيان بالكامل موقف حكومة نتنياهو الذي بحسبه كل من ينتقدها هو فعليا "لاسامي"، والمستوطنات هي جزء لا ينفصل عن اسرائيل.

نتنياهو والمستوطنون يعملون منذ سنوات كثيرة على طمس الحدود بين إسرائيل والمستوطنات، ضمن أمور أخرى بذريعة أن مقاطعة منتجات المستوطنات تعني مقاطعة إسرائيل، لهذا هي نزع الشرعية عن مجرد وجودها. هذا الموقف دفعت به قدما وزارة الشؤون الاستراتيجية في عهد الوزير جلعاد أردان، الذي يشغل اليوم منصب سفير مزدوج لدى واشنطن والأمم المتحدة.

هدف هذه القفزة المنطقية التي هي غير منطقية تماما، هو إلغاء كل تمييز بين المستوطنات وإسرائيل ذاتها، وبهذا حرمان المستهلكين في ارجاء العالم من حقهم في مقاطعة منتجاتها احتجاجا – وهي ممارسة هناك عدد غير قليل من الإسرائيليين يؤيدونها. وليعرف المغرد يئير نتنياهو بأن هذا لا يحولهم إلى لاساميين. اذا لم يتم خلق ضغط يجعل إدارة بايدن تلغي أو يتم إفراغ هذه القرارات من المضمون فلن يكون بالإمكان التمييز بين منتج إسرائيلي ومنتج مصدره المستوطنات. بهذا فإن دولة إسرائيل تطلق النار على ساقها، وليس فقط على قدمها اليسرى.

هذه بالطبع ليست هي العمليات الأخيرة لنهاية موسم ترامب التي ستكلفنا غاليا. كما أنه في الوقت الذي تنبأت فيه الاستطلاعات بفوز بايدن سارعوا في الإدارة الأمريكية إلى وضع المزيد من الاتفاقات، منها التعاون العلمي مع جامعة أريئيل. في حملة التصفية هذه كان ينقص لاستكمال قائمة مشتريات نتنياهو فقط جونثان بولارد، وأمس حصل أيضا عليه عندما قررت وزارة العدل الأمريكية عدم تمديد القيود على الجاسوس اليهودي الأمريكي والسماح له بالسفر إلى إسرائيل. حفلة التخرج هذه لم تنته بعد، فهي ستجلب معها أيضا قرارات متهورة وسريعة تهدف إلى تقييد الرئيس القادم، بالضبط حتى اللحظة الأخيرة، التي فيها سيفصلون بالقوة أيدي ترامب عن موارد البيت الأبيض.

 

عن "هآرتس"