أوراق إسرائيلية..
600 فلسطيني تدفع الدول الأوروبية رواتبهم ويتجولون في المناطق ( ج ).. هنا البيت؟
بقلم: كرني الداد
600 فلسطيني تدفع الدول الأوروبية رواتبهم ويتجولون في المناطق ( ج ).. هنا البيت؟
فضلا عن حقيقة ان اطفالنا يستيقظون على كوابيس اقتحام المخربين وعلى احتمال أكثر من معقول باننا سنضطر الى اضاعة الايام الاربعة التالية في تصليح السيارة بعد أن رشقت بالحجارة في ا لقرية المجاورة في الطريق الى السوبر ماركت، توجد جائزة اخرى للعيش كمستوطنة: حقيقة أن احدا لا يعرف لمن تعود الأراضي. كل هذا الفرح وغيره متعلق بشيء واحد فقط: منذ 53 سنة ودولة إسرائيل تخاف أن تقرر بانها هي صاحبة السيادة على الأرض.
ولكن يخيل أن على الأقل في الموضوع الأخير يحتمل أن يكون هناك اختراق: يوم الاثنين من هذا الأسبوع انعقدت لجنة الخارجية والامن للكنيست وبحثت (مرة أخرى، للمرة الالف) في موضوع الأراضي، في اعقاب اقتراحات النواب بتسليئيل سموتريتش، اسحق فيندروس وموشيه أربيل. فما الذي تغير في هذا البحث عن سابقه.
في هذا البحث روى رئيس الإدارة المدنية، العميد غسان عليان، عن خطة جديدة لتسوية شاملة للأراضي في المناطق ج في يهودا والسامرة، أي قول ملزم ونهائي لمن الأرض: أراضي دولة مقابل أراضي خاصة. لماذا تذكروا الان فقط؟ لا احد يعرف. ولكن خير متأخر على لا شيء. نأمل فقط الا يكون متأخرا جدا. إذ في الوقت الذي غفونا فيه، فان اعداءنا الفلسطينيين لم يكبوا ولم يناموا. وبينما في الإدارة المدنية يوجد اليوم عشرين شخصا يعملون في تسوية الأراضي، فان 600 شخص من السلطة الفلسطينية، تدفع الدول الأوروبية رواتبهم، يتجولون في المناطق ج، تلك التي تحت السيطرة الإسرائيلية الكاملة، يجرون مسح للأراضي ويقررون حقائق على الأرض. نحن يمكننا أن نقول اننا أصحاب السيادة على الأرض حتى الغد. أما الافعال فهي التي تقرر.
يوجد سبيل مقبول آخر للسيطرة على الأراضي. لنفترض أني فلسطيني وضربت عيني على قطعة ارض. فان كل ما يتعين علي ان افعله هو أن افلحها على مدى عقد. (يكفي غرس بضع أشجار زيتون، وهذه ستنمو بنفسها). وبعد عشر سنوات لا يكون للدولة ما تفعله. لدي حيازة. فرح، أليس كذلك؟ العملية اليوم تكشف الدولة امام دعاوى حتى بعد 40 سنة من الإعلان على ملكية الأرض. وحتى في حالة كانت على هذه الأرض بيوت وفيها عائلات تربي جيلا بعد جيل، مثل تسعة البيوت التي خربت بامر من المحكمة في قلب مستوطنة عوفرا، هذا وضع عبثي يؤدي الى عدم قدرة المستوطنين على أن تكون لهم حياة طبيعية، فيخططوا الى الأمان او يشعروا باي امن في ما يوجد لديهم.
ان الاجراء المقترح سيضع حدا لهذا الوضع العبثي الذي تكون فيه فلاحة الفلسطيني للأرض (والفلسطيني فقط اما المزاع اليهودي فلن يحصل على حيازة ابدا) معناها الحيازة عليها. وهو سيقتلع الحافز لحيازة وفلاحة اراضٍ ليست لك. مفهوم أنه في هذه الاثناء فقدت الدولة مئات الاف الدونمات بهذه الطريقة. يبدو أن في نظر الدولة هذا لا بأس به. إذ ان الأرض لا تنقص هنا، وبالتأكيد ليست تلك التي حررت بالدم.
ولكن كما أسلفنا يوجد نور طفيف يلوح في آخر النفق. يحتمل أننا نشهد حالة متأخرة من ذوي الشأن في أن يقرروا النهوض والقيام بعمل ما. الفعل سيبدأ كمشروع تجريبي في ثلاثة اماكن من أجل ان نفهم المطلوب لتنفيذ العمل اللازم ومن هناك ينطلق كل شيء في كل مناطق ج.
ينبغي الانتباه الا تقع أخطاء، واذا ثبتت ملكية خاصة كانت تستخدمها الدولة يعوض اصحابها بارض مشابهة او بالمال. اما ما بني فلا يهدم. إقرار الخطوة ينتظر بصبر على طاولة الحكومة ولكننا ننتظر.
عن "إسرائيل اليوم"