أيام قليلة وتهل علينا ذكرى إنطلاقة الثورة الفلسطينية وحركة فتح العملاقة ويحي شعبنا الفلسطيني في كل أماكن تواجده هذه الذكرى التي حولت القضية من قضية لا جئين إلى قضية شعب له وطن وحقوق.         

 ففي الفاتح من كانون الأول يناير 1965 كانت الرصاصة الأولى مع أول عملية فدائية قامت بها قوات العاصفة التابعة لحركة فتح وهي تفجير نفق عيلبون الذي كان يستخدمه الصهاينة في سرقة المياه من نهر الأردن ونقل مياه طبريا لخزانات النقب لتوطين الصهاينة القادمين لدولة الإغتصاب.

وصدر البيان الأول لحركة فتح بإعلان الكفاح المسلح بعد نجاح هذه العملية وإستشهاد أحد الفدائيين " أحمد سلامة " وإصابة عدد من جنود الصهاينة وتدمير النفق بشكل كامل ..

هكذا هبت رياح الثورة الفلسطينية التي قادها أبوعمار وأبوجهاد وأبوإياد وثلة من القيادات الفلسطينية ..

ويكفي أن يصف الرئيس الراحل جمال عبدالناصر  فتح بأنبل حركة ثورية في العالم .. 

هكذا شقت فتح طريقها الكفاحي وقدمت عشرات الآلاف من الشهداء وكان للرئيس ياسر عرفات البصمات الأولى في تأسيس هذه الحركة مع رفاق ضربه في السلاح إلى أن أستشهد على يد الصهاينة بدس السم له 

 عاش أبوعمار زاهداً وبعيداً عن ملذات الحياة طلب الشهادة فنالها ولا زالت كلمته الشهيرة شهيداً شهيداً شهيداً يرددها كل فلسطيني يعشق هذا الرجل الذي ترك لنا إرثا من الوصايا لكل أبناء الشعب الفلسطيني وقيادته ومن هذه الوصايا :                       

1- منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني .

2- القدس وقضية اللاجئين خط أحمر لا يمكن التفريط أو التنازل عنهما .

3- الوحدة الوطنية الفلسطينية والعمل على وأد أي خلاف بالتفاهم والدم الفلسطيني على الفلسطيني محرم . 

 4- المقاومة بكل الوسائل حق مشروع للشعب الفلسطيني إلى أن تنال فلسطين الحق في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على كل تراب فلسطين الذي أحتل عام 1967 بما فيها القدس الشرقية.  

5- النهج الديمقراطي في إختيار قيادات الشعب الفلسطيني على المستوى الرئاسي والتشريعي والمجلس الوطني . 

6- لا فرق بين مسلم ومسيحي فهم يتساوون في الحقوق والواجبات. 

7- دعم السلم العالمي وبناء علاقات قوية مع كل دول العالم التي تدعم حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته.  

 8- رعاية أسر الشهداء والجرحى والاسرى والعمل على تبيض السجون وإطلاق سراح كل الأسرى القابعين في سجون الإحتلال .                           

9- حرية الرأي مكفولة بالقانون لكل فلسطيني . 

10- السلطة الفلسطينية هي مقدمة لإقامة الدولة الفلسطينية ولا بديل عنها. 

ومع هذه الوصايا أين نحن الآن منها ؟!! .. هل حرية الرأي موجوده ؟!! هل رعاية كل أسر الشهداء والجرحى والأسرى موجوده ؟!! 

هل إختيار أعضاء منظمة التحرير والمجلس الوطني يتم بأسلوب ديمقراطي أو بإختيار رئيس السلطة ؟!!        

هل وقف عمل التشريعي من قبل رئيس السلطة الفلسطينية والذي تم إنتخابه من الشعب ودون إنتخاب مجلس جديد قانوني ؟!!                           هل قطع رواتب الموظفين دون سبب وتخفيض رواتب قطاع غزة قانوني ؟!!             هل إعتقال المناضلين ومصادرة سلاحهم وحرمان الكثير من جواز السفر وعدم السماح لهم بالسفر عمل أخلاقي وقانوني ؟!!             هل الإنقسام والعمل على إستمراره لإرضاء الجانب الصهيوني عمل وطني ؟!!        الرحمة لروحك الطاهرة يا أبو عمار لقد تركت الوصايا والعهد وشعبك يأن من شدة الظلم الذى وقع عليه من أبناء جلدته ولا يملك إلا أن يقول صبراً يا أبناء الياسر .